خطوات وأسس لاختيار التخصص الجامعي المناسب
الوحدة
الاثنين9/8/2010
رغبة الفرد ، رغبة الأسرة ، رغبة سوق العمل ، ثلاثة أمور تشكل المثلث الذهبي الذي يجد الطالب نفسه تائهاً بينها ، بين إشباع رغباته الشخصية نحو اختيار التخصص الجامعي المناسب، وبين رغبة الوالدين التي قد تخالف رغباته المستقبلية، ومدى ما يوفر له
المجتمع من تخصصات قد تلبي ميوله الذاتية. وهناك مدخلات أخرى في عملية اختيار التخصص إضافة إلى الوالدين والبيئة الاجتماعية من معلمين وأصدقاء ، تلعب دورا مهما في قرار اختيار التخصص ، منها وسائل الإعلام ومراكز المعلومات. فمعرفة معلومات عن سوق العمل بكل مهنة مرتبطة بتخصص جامعي معين ، وحجم الطلب عليها والمشكلات التي تعترض طريقها وقوانين ممارستها والرواتب المعروفة في سوق العمل الحكومي والخاص بها ، وأهمية المهنة وماذا يمكن أن تساهم به في جهود التنمية بالمجتمع وغير ذلك ، لاشك أنها ستمثل مركز دعم لقرار مهم سوف يتخذه الشاب خلال فترة وجيزة وستنقل حيز اختياره إلى الموضوعية ، وستضيف شريكا صانعا في عملية اختيار التخصص إضافة إلى العنصر الاجتماعي ومجموع الدرجات الحاصل عليها الشاب في نهاية تعليمه الثانوي .
أخصائيو علم الاجتماع الدكتور يؤكدون على انه لا يوجد بدائل كثيرة للطالب الجامعي لاختيار التخصص ، ولكن من أكثر المشاكل التي تواجه الطالب هي درجاته في الثانوية العامة التي قد تقضي على طموحه وتطلعاته ويضيفون : " الطلاب في أكثر الأحيان يرضخون لرغبة الأهل كونهم المعيلين لهم إثناء دراستهم، إلا إذا كانت الأسرة تتبع أسلوب الحوار الهادي والبناء وتستجيب لرغبات أبناءها " .
والجدير بالذكر أن من أهم خطوات وأسس اختيار التخصص الجامعي بحسب الأخصائيين :
بعد مرحلة الاستعداد تأتي لحظة اختيار التخصص الجامعي والتي يجب على الطالب أن يراعي فيها عدداً من الأمور منها:
المهنة قبل الكلية: لابد أن ينصب اختيار الطالب على المهنة وليس على الكلية أو الجامعة، لذا فالاقتناع الكامل من جانب الشاب بمهنته المستقبلية سيدفعه لتحمل متاعب الدراسة.
البحث عن التميز : من أهم الأهداف التي لابد على الطالب أن يراعيها هو البحث عن التميز في مجال التخصص، وأحيانا ما يظن بعض الطلاب المتفوقين أن مجموعهم العالي قد يخلق منهم متميزين في دراستهم الجامعية، وهذا ليس شرطاً بالضرورة، فالمميزين هم من تواجدوا في مكانهم الصحيح، ومارسوا إبداعهم في مجال العمل .
- الصورة بعد 10 سنوات: من ضمن الاعتبارات التي لابد على الطالب أن يعيها هي أن يرسم صورة للمجال الذي سيختاره بعد عشر سنوات، كيف سيكون الحال؟ وهو ما سيضطره تلقائيا إلى التفكير في تنمية مهاراته أثناء الدراسة.
المهارة قبل الشهادة : بعض الطلاب يجعلون من شهادة التخرج أكبر همهم، غير أن هذا التفكير يؤدي إلى تخرج طالب غير مميز، لذا لا بد للطالب قبل اختيار تخصصه أن يفكر في المهارات التي عليه أن يتعلمها إلى جانب الدراسة الجامعية، فعلى سبيل المثال قد يتخصص الطالب في الكمبيوتر، لكن من أجل توسيع مجال عمله يعقد النية على دراسة لغات البرمجة أو دراسة دورات متخصصة في مكونات الكمبيوتر.. أو أن يخطط طالب الهندسة لحضور دورات سيحتاجها سواء كانت في الورش التعليمية أو في التصميم بالكمبيوتر .. وكل هذه النقاط لابد أن تدور في رأس الطالب لحظة اتخاذ قراره.
و كشفت دراسات جامعية حديثة أن نسبة كبيرة من الطلاب الذين يتم إجبارهم على دارسة تخصص لا يعتمد على ميولهم ورغباتهم يكونوا أكثر عرضة للفشل والتعثر في كلياتهم وهذه النتيجة كفيلة كإشارة للأهل كي يراجعوا مستوى تدخلاتهم كآباء في هذا الموضوع، ويرى خبراء التربية أن اختيار الطالب تخصصه بنفسه وفقا لمتغيرات محددة يساعد على التفوق بل والإبداع بالدارسة الجامعية والتميز في العمل بعد التخرج .
وهذه المشكلة المعترف بحيويتها وخطورتها دفعت الاختصاصيين إلى حصر بعض الوسائل المفيدة والمساعدة في تحديد التخصص الجامعي والتي من بينها أن حب مادة ما لا يعني الالتحاق بنفس هذه المادة في الجامعة ، فحب مادة الكيمياء لا يعني التخصص بها في الجامعة ، بل إن حب مادة يدل على تميز الطالب بقدرات معينة سوف تساعده في تخصصات أخرى، كما أن خاصية إنسانية كتميزنا مثلا في مد العلاقات مع الناس أو حسنا الفني أو الرياضي وهي من الأمور التي لا نعطيها اهتماماً في مدارسنا، بينما تلعب دوراً مهماً جداً في اختيار التخصص الجامعي ، أو في إحداث تقدم نوعي في تخصصنا الذي اخترناه.
و غياب تلك المعلومة عن شبابنا يجعلهم فريسة للانخداع ببريق أسماء تخصصات حازت القبول الاجتماعي لفترة من الفترات زاد معه الإقبال عليها حتى تشبع السوق بها ثم ما لبثت أن عانت كسادا في سوق العمل نتيجة لكثرة الخريجين ورغم هذا الكساد فإنها ما زالت تتمتع بذلك القبول الاجتماعي القديم مما يصدق عليها أن تسمى فخا تخصصيا أكثر منها مهنة صالحة للحياة في المستقبل!