تعتبر بلدية حاسي مسعود بولاية ورڤلة من أغنى البلديات على المستوى الوطني والأفريقي وتفوق ميزانيتها 03 آلاف مليار لكن الزائر لها أول مرة يستغرب من المناظر البدائية وحجم الأوساخ المنتشرة في كل شبر، في ظل تعمد المواطن رمي النفايات من أعلى الشرفات ونقص أعوان النظافة.
في جولة قادت "الشروق" إلى عديد الأحياء بالمدينة وقفنا على معاناة جمة بداية من حي 400 مسكن فبقايا البلاستيك منتشرة في كل مكان وكذلك مخلفات الردم الأوساخ مرمية وسط العمارات وما بينها، مما ينذر بخطر انتشار الأمراض المتنقلة، خاصة مع بداية ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام. وحسب أحد القاطنين بالجهة فعمال النظافة غائبون من المشهد منذ أسبوع تقريبا، هذا يحتم على السكان رمي الفضلات ومخلفات الأكل تحت السلالم وأمام مداخل العمارات، ناهيك عن مخلفات البناء والحجارة التي يخلفها عدد منهم. ونفس المناظر رصدت بأحياء شعبية، على غرار حي بوعمامة وحي 136مسكن ولم تسلم حتى المواقع الراقية على غرار "عيسات أيدير"، فالوضعية مشابهة ولا تختلف كثيرا من جهة إلى أخرى. هذا وأبدى بعض المواطنين استغرابهم من تجاهل السلطات مطالبهم لتحسين المنظر العام والاهتمام بالأحياء، علما أن البلدية غنية جدا وبإمكانها تغييرالواقع بعاصمة الذهب الأسود، فباطنها يكتنز الملايير وفوقه مشاهد مشينة.
ومعلوم أن من يقصد الدائرة الغنية مئات العاملين بقطاع النفط من مختلف الجنسيات، ورغم ذلك نلاحظ مناظر بدائية توحي بتخلف المدينة بسبب التراكمات السابقة وفراغ حل المجلس الشعبي البلدي السابق، وحتى قطعان الماشية تجوب الشوارع في عز النهار.. سيما قرب محطة نقل المسافرين التي سيطر عليها عدد من الكلاب المتشردة في مشهد مخز بمنطقة جد ثرية، خصوصا وأنها باتت تهدد في الفترات الليلية حياة المارة المتدفقين على الجهة من مختلف الولايات وحتى دول العالم وتمنع المصلين من الخروج إلى تأدية صلاة الفجر.
ويطالب السكان رئيس البلدية الجديد المعول عليه كثيرا الشروع في نفض الغبار عن الجهة، علما أن برنامجا كبيرا ينتظر تجسيده يتعلق بإعادة المنطقة إلى مكانتها الحقيقة بالرغم من وجود مدينة جديدة في الأفق بمنطقة وادي المرعى. يذكر أن ما يصعب تحقيقه لحد الساعة بخصوص تحرك المجلس الشعبي الجديد تأخر مصادقة رئيس الدائرة على المداولات التي تحتاج موافقته شخصيا قبل الشروع في أي عملية.