خلق إسلامي جميل نحتاجه بشدة في هذه الأيام لبلادنا هو خلق الرفق أي (اللطف واللين في القول والفعل)، الذي نحتاجه في جميع شئون حياتنا: الرفق مع الأبناء والزوجة، الرفق مع الناس في الشارع والمواصلات بل الرفق في الأمور السياسية التي تشهدها البلاد، رفق الأئمة والدعاة، هذا الخلق الرفيع نتعلمه من معلم الإنسانية نبي الرحمة الذي يضرب لنا المثل والقدوة في هذا الخلق. من المعروف أن اليهود في المدينة قد خططوا لثلاث محاولات لاغتيال وقتل النبي صلي الله عليه وسلم، عنف ما بعده عنف أظن لا شئ أكثر من ذلك يجلب العنف، وطلب وفد من هؤلاء اليهود زيارة النبي في بيته، وعلي الرغم من ذلك استقبلهم النبي (ما هذا الرفق) وأثناء دخولهم قالوا: السام عليك يا أبا القاسم؟ ومعني السام في لغتهم: الموت، أي بيدعوا على النبى بالموت، فتخيلوا معي محاولات اغتيال وقتل وزيارة في بيته ويدعون عليه (أظن وقاحة ما بعدها وقاحة) ولكن النبي ابتسم وبرفق رد عليهم وقال: وعليكم.. وكانت السيدة عائشة واقفه: ففهمت معني الكلمة، فقالت: وعليكم السام واللعنة، فقال لها النبي رحمة الناس للعالمين: مهلا ياعائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله، فقالت له: أولم تسمع ما قالوا؟ فقال لها: قد قلت وعليكم. انها رسالة من نبي الرفق والرحمة رسول الإنسانية.. هذا الخلق الرقيق لابد من استثماره وترجمته إلي واقع حي ملموس في تصرفاتنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا مع أفراد المجتمع من حولنا، فالناس ما أحوجها إلي رفق وعطف وبسمة علي الوجوه كما حدثنا النبي في حديثه: لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط وجه وحسن خلق.. لين الكلام ورقة الأسلوب وجمال الألفاظ تحقق للجميع بسمة أمل.