....أيها القراء ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الجزائر الحبيبة ، الجزائر البلد الطيب ، جزائر المليون ونصف المليون شهيدا ، تعبت كثيرا من أجل نيل إستقلالها ودفعت ثمنا باهضا من العدة والعتاد والأنفس البشرية طيلة قرن وربع ، وعانت كثيرا من الجهل والتجهيل والمرض والفقر والبؤس والحرمان والشقاوة ، ولقد حادت عن الخط المرسوم والذي هو تحكيم الشريعة الإسلامية ، واتبعت النظام الإشتراكي الروسي مما زادها هوان على هوان ، كما أنها إستعانت بعملاء فرنسا الإستدمارية في تسيير شؤونها كلها والذين كرسوا مصالح فرنسا قبل مصالح الجزائر الأمر الذي وسع الهوة بين الحاكم والمحكوم والذي نور الرأي العام أكثر هو النظام الإنقلابي البومديني العسكري والذي سمي بالتصحيح الثوري : 19 جوان 1965 بعد حادثة الإغتيال التعسفي للعقيد محمد شعباني رحمه الله ومن ثم توالت الأحداث من ثورات مختلفة منها الثورة الزراعية ، الثورة الثقافية......وكلها لم تأت بجديد غير المرض والعفن لأنها لم تكن مدروسة ، وكانت من نتاج إستبداد فردي ثم أحداث سنة 1988 ثم نشوء الجمعيات التي تحورت الى احزاب سياسية والتي كان النجاح فيها للجبهة الإسلامية للإنقاذ التي صودر حكمها وسجن قادتها وعاشت الجزائر عشرية سوداء تكبد فيها البلد خسارة كبيرة بشرية مادية وعرف الشعب الجزائري بأنه يعيش تحت رحمة نظام إنقلابي عسكري مستبد همه الوحيد تأمين مصالحة الخاصة لا أكثر كما ظهر الفساد في البر والبحري بما كسبت أيدي المسؤولين المتسلقين الى الحكم عن طريق التدليس والتزوير على غرار ما هو معمول به في كافة دول الأنظمة العربية مما زدها تخلفا عن تخلف عن ركب الحضارة مما جعلنا أمة مستهلكة لا منتجة ، والبعض من الأحرار من ضباط في الجيش الجزائري قد غادروا الوطن هربا من البطش والتنكيل بهم كما فعلها البعض من الساسة المحبين للحرية والعدالة والمساواة ، وأصبح المواطن الجزائري حائرا في أمره ويتساءل هل من الممكن إنقاذ الجزائر أم لا ؟ فالجواب نقول وبالله التوفيق وما دام هناك الخيرون من أبناء هذه الأمة لديهم بعض الإهتمام والإحساس بأمور المواطنين أنه يمكن مهما طال الزمن أو قصر أن تسترجع الجزائر عافيتها والله أعلم .