[sizeالسلام عليكم معاشر القراء الكرام.....
بلدة العالية دائرة الحجيرة ولاية ورقلة حاليا....كانت في عهد المستدمر الفرنسي تابعة لحكم تقرت ، منطقة عسكرية ، وكانت هي أول بلدة مشبوهة لإنخراط أهلها المبكر في الجهاد ضد المستدمر الفرنسي ، وكانت محط أنظار ومراقبة ، وكانت العساكر الفرنسية دوما تجيب ترابها وسماءها بطائرات العدو الإستكشافية من حين الى آخر، ولقد علم المستدمر الفرنسي عن طريق عيونه المنتشرة هنا وهناك ، فتعرضت البلدة للإجتياح عدة مرات ، وفي هذه المرة جاءت القوافل العسكرية مدججة بكل أنواع الأسلحة تحت غطاءجوي من الطائرات الحربية التي كانت تجوب سماء البلدة بشكل منخفض إزعاجا للبشر والحيوانات وكان ذلك في مطلع سنة 1958 م/ صباحا باكرا في فصل الشتاء دخلت العساكرالفرنسية مصحوبة بعدد هائل من الحركة - القومية - بقيادة الملازم - شميت - وعثوا في البلدة فسادا وداهموا جميع أحيائها بحثا عن المنخرطين في صفوف جبهة التحرير الوطني يتقدمهم صاحب البيعة وهو كان دليلهم في الأحياء السكنية ، وكنت أنا حيذاك طفلا صغيرا والذي أعرفه أننا كنا نسكن - بالدبدابة - حي آل موهوبي ومحجوبي - وأن العساكر دخلوا مساكننا من كل جانب يصرخون ويضربون أبي وأمي بمؤخرات بنادقهم ويسألون عن - الفلاقة - أي المجاهدين وفتوشوا كامل مساكن الحي تفتيشا دقيقا ولم يعثرو على شيء وفي الأخير اخذوا والدي وأعمامي وكل الرجال الى محتشد تقرت بما يسمى - بدار الشيخ - والتي إتخذوا منها سجنا جماعيا لكل المشبوهين ولم يبق في حينا ولا رجل واحد ما عدى النساء والأطفال ومما علق في ذاكرتي الى اليوم هو أن النساء والأطفال تجمعوا في وسط الحي وأخذوا يبكون وأنشدت إحدى النساء الكبريات تقول :
تبكي عيني على جمالي مرفوديـن
ساقوهم عديان خلوا مراحي خالي
نطلب فيك يا خالقـــــــــــــــــــــي
عالي العليا ترجع خوتــــــــــــــي
لديارهم يزهى بالـــــــــــــــــــــي
من كلمات السيدة : عائشة بنت أحميدا
من إعداد / تيجاني سليمان موهوبي.=24][/size]