السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
....قلنا في المرة الماضية بأن البنت - مباركة - المهجرة قسريا من أراضي بلدة - العالية - الى ضواحي مدينة - الجلفة - قد عادت الى موطنها وتم تطليقها قسريا من الشيخ العجوز ، ولما إنقضت عدتها تقدم لها الخاطب - عبد المالك - صاحب المقام العالي آنذاك وإبن أحد أثرياء مدينة - تقرت - وربما الواحات كلها سابقا وكان له زوجتان ، فوافق والدها على زواجها من الخاطب المذكور الذي أقام عرسا كبيرا فيه الخيالة والفرق الموسيقية من - زرنة - وغيرها ودامت الحجبة سبعة أيام كاملة غير منقوصة وكل يوم يأتي المهنئون من كل فج عميق ، ولقد سبق أن أشرنا الى أن الزوجة الثالثة الوافدة ذات جمال باهر وجذاب فبقيت في محل الزوجية حوالي أربعة أو خمسة اشهر لكنها حوصرت من طرف الزوجتين الأوليين نتيجة الغيرة والحسد فشكت ذلك للزوج لكنه لم يستطع فعل شيء وأمرها بالصبر فصبرت ولم تقدر على تحمل الأذى ، وذات ليلة تركت زوجها نائما وغافلت أهل الدار القدامى وحملت جزء من ملابسها وغادرت عش الزوجية ليلا تحت جنح الظلام ، من بلدة عمر الى مدينة تقرت مشيا على الأقدام لمسافة 24 كلم حيث نفذت بجلدها وطلبت الطلاق رغم إلحاح الوالد والوالدة وفضلت المكوث وبعد سنوات تزوجت من رجل آخر وولدت بنتا هي الآن على قيد الحياة بأولاد وبنين أما هي فقد وافتها المنية ودفنت بمقبرة - سيدي أحميدة - بمدينة تقرت رحمها الله وغفر لنا ولها وأسكنها فسيح الجنان .
ولقد أنشد أحد المعلقين بقوله التالي فيما يخص الموضوع :
حم زلباحة ، هرب وخلى الفلاحة
عندو ذيك الناب اللحلاحة
الخطرة جاتو باثنين
قال: أسعدي ربي عطاني
بريزيدان للطفلة جاني
خيرلو الغرس الوسطاني
وامليلو العلاقة زين
* عن السيدة أم الخير مشري
* المدون : تيجاني سليمان موهوبي. mouhoubi51.blogspot.com