السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.....في رحلتنا الى بلدية العالية يوم : 28 جاني 2015 /م ، أنا وأخي الأستاذ عبد القادر موهوبي وإبنه أحمد ، إنطلقنا صباحا من مدينة تقرت عبر طريق -الشقة - وأثناء ذلك إتصلت هاتفيا بالأخ عبد الله تجيني أحد أعيان البلدة قصد تزويدنا بمعلومات تخص الحراك الثوري إبان المستدمر الفرنسي فقال أنه مشغول بالعمل في الغابة تماما كالمرة السابقة ، فلم نتوقف عن العمل فسلكنا طريقا ترابيا مرورا بالقصر القديم فغابة أبي داود ثم الحي السكني لأل محجوبي والحي السكني القديم لأل موهوبي ثم غابة - الحبس - لأل جواحي والتي بها مبنى منجز من المواد المحلية يحتوي على عدة غرف ، هذا المبنى كان يجتمع فيه الثوار الوافدين من خارج تراب البلدة بالمنتمين الى الحركة الجهادية لجمع المال والتبرعات لصالح الثورة الجزائرية بالإضافة الى العمل التوعوي والإطلاع على البريد الوارد والصادر وكان هذا المكان بمثابة نادي للإجتماعات العادية والطارئة .
ثم إتجهنا نحو غابة - بن حرز الله - التى تقع جنوب شرق الغابة المذكورة سابقا وليست ببعيدة عنها ، هذه الغابة في جهتها الشرقية تقع دار منجزة هي أيضا من المواد المحلية بها ثلاث غرف وبئر ماء وبهو واسع جدا ، كانت مركزا لتجمع وإلتقاء الثوار لغرض التشاور والتعاون والتخابر ورصد تحركات العدو الفرنسي حيث يوجد بكل من بلدتي العالية والحجيرة مراكز إستنطاق - s.a.s - ترصد تحركات المجاهدين بالإستعانة بالخونة .
ثم إتجهنا نحو دار المرحوم سيدي الحاج الغزال مشري عبر الطريق النصف ترابي الواقعة بالحي الفلاحي - طوجين - هذه الدار المهجورة منذ السبعينيات تعرضت لإنهيار بعض الغرف والجدران كانت مركزا لإتقاء الثوار للتخطيط وجمع المؤن والإشتراكات وما الى ذلك منذ العمل الثوري الأول الى غاية بزوغ فجر الإستقلال ، حيث تعرض صاحب المسكن الحاج الغزال وإبنه الحاج أحمد الى التعذيب والتنكيل والسجن وكذلك زوجتيه وبناته لحق بهم نصيب لا باس به من العذاب والتنكيل وذلك على خلفية تواجد المرحوم الشهيد أحمد بن معمر جواحي بهذه الدار وبالضبط في غرفة الحاجة مبروكة غبايشي التي خرجت منها وتركتها للمجاهدين والعمل الجهادي حيث مكث فيها الشهيد في المرة الأخيرة ما يزيد عن العشرين يوما قبل حادثة إستشهاده وكان دوما أخوه المرحوم سي الأخضر يزوره ولا يكاد يفارقه ، ولما وقعت الوشاية غادر الشهيد المكان رفقة أخيه سي الأخضر راجلين الى حي - العقيل - مقر مسكن الشهيد الذي طوق من جانب بالعساكر الفرنسية المشاة وغيرها محروسة من الأعلى بالطائرات وكانت بداية المعركة في الصباح الباكر حيث تم حرق كل الوثائق التي دلالة بالعمل الثوري وكان رفقة الشهيد الأخ محمد بن البشير جواحي من حي العقيلة مرورا بالخبة والدهيمي الى دبدابة آل موهوبي وبالضبط قرب دار خميري حيث إستشهد أحمد جواي بعد نفاذ الذخيرة رحمه الله على إثر طلق نار من طرف أحد الحركة وقاد لعنه الله ، ثم أخذ رفيقه محمد بن البشير البندقية ولاذ بالفرارفلحت به العساكروألقي القبض عليه وأودع السجن الى غاية بزوغ شمس الحرية ، واتجهت العساكرنحو حي - العقيلة - حيث تعرض الشيوخ والأطفال والنسوة الى التعذيب والتنكيل والبعض منهم أودع السجن .
- هذه معالم تاريخية وغيرها مهجورة ومهملة ومعرضة للتلف بين الحين والأخر وهي ذات قيمة تاريخية عالية يحتاج إليها الباحثون والمؤرخون والمتعطشين للمعرفة ، فينبغي على الجمعيات وأولوا الأمر الإهتمام بهذ الأثار والحفاظ عليها لأنها أمانه للأجيال القادمة المدون : تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspot.com
https://3.bp.blogspot.com/-0K_pP7StuQQ/VrXZNlobX6I/AAAAAAAAA5s/b7uQEPFwEu8/s640/DCAM0026.JPG
https://4.bp.blogspot.com/-Rch6tWz7K8E/VrXWeNh_gKI/AAAAAAAAA5g/cM6Q5wbFbuc/s640/DCAM0012.JPG
https://4.bp.blogspot.com/-BtdriwCmuZ4/VrXT5I_JX8I/AAAAAAAAA5U/lR8aZtPryio/s640/DCAM0008.JPG