القراء الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.....
غادر حي - طوجين - ضحى بأمر من والده تجاه الهيشة وبالقرب من ما يسمى بــ : - البحير- الواقع شرق حي طوجين بحوالي 07 كلم بحثا عن أحد جمال والده لجلبه وفجأة أحاط به 03 أشخاص من أبناء عمومته - ش.ط. م.ش.م.م - مدججين بالسكاكين والهراوي والحبال فبادره أحدهم بضربة بالهراوة على أم رأسه حتى كاد يشج ، عرف هذا الأخير بأن المعركة غير متكافئة وإن هو بقي في الميدان سيموت ، لقد تمكن من خطف هراوة أحدهم وضرب بها أحد أعدائه وغادر بسرعة ميدان المعركة عائدا الى والده بحي - طوجين - حيث وجد جماعة تتناول شاي الضحى ومن بينهم مدبر عملية الإغتيال - م.ب - الذي بادر الضحية بقوله : منعتي هذه المرة....هذا الحسود اللدود الذي أغواه الشيطان والذي عرف من الوالد بحكم مجالسته أن الولد كلفه الوالد بإحضار الجمل من الهيشة ونقل المعلومة الى مجموعة الأشرار وكلفهم بعملية الإغتيال.....
ولم يكتف الحسود اللدود بما فعل بل عمل على تجييش أكابر وأعيان البلدة العالية والطيبين وأحضرهم الى حي - طويجين - كوجهاء صلح لدى والد الضحية ، لقد قبل الوالد الصلح ولكن الضحية الإبن لم يحضر الجمع واختفى ولم يقبل الصلح المزيف
وفي الغد إتجه الى مدينة تقرت - بيرو عرب - في عهد المستدمر الفرنسي لرفع دعوى قضائية ضد المتهمين الثلاثة ومدبر عملية الإغتيال ، وفعلا تم وضع القضية أمام العدالة وحدد يوم المثول لكل من المدعي والمدعى عليهم وتم تعيين المحامي لدى المجرمين : ب.ع - وحضر المحاكمة جمع غفير من بلدتي - العالية والطيبين - وكانت نتيجة الحكم لصالح المتهمين بتحيز واضح نتيجة الرشاوي المقدمة والتي كانت المحاكم الفرنسية آن ذاك تشجعها لبث الفتنة والتفرقة بين الجزائريين حيث تم تغريم : - م.م - مبلغ خمسة ألاف فرك فرنسي وتبرته هو وصحبه المجرمون ، عندها صاح أمام الملأ : - م.ب -
مدبر عملية الإغتيال قائلا : لا تخف سأدفع عنك هذه الغرامة ...وكل يوم أضرب واحد وعمك يخلص عليك ....
فالحكم الجائر لم يرض به لا الضحية ولا والد الضحية .....وبعد حوالي نصف ساعة تقدم الضحية الى كتابة الضبط بالمحكمة محتجا على عدم عدالة المحاكمة ..فهمس كاتب الضبط في أذن الضحية قائلا : عندك ألف فرنك فقال الضحية نعم عندي ألف أو ألفين أو كل ما تريده وكان في جيبه قيمة ناقة أمه التي كان قد باعها بأمر منها ...إستأف الحكم وقلبت الموازين.....فالحرب كانت من جنس العمل فالحديد بالحديد يفلح ، تم تعيين يوم المحاكمة وكانت النتيجة بعد مثول المدعي والمدعى عليهم لدى المحكمة الخسران المبين حيث كانت الغرامة غالية جدا أضعافا مضاعفة بحيث يبيع المجرمون ممتلكاتهم وممتلكات عشيرتهم ولن يستطيعوا التسديد .
وما هي إلا أيامات قلائل حتى أعاد مدبر الإغتيال عميلة الصلح من جديد حيث حشد الى حي - طوجين - المآت من أعيان بلدتي العالية والطيبين طالبين الجاه والصلح والصفح من طرف الضحية على المجرمين...لكن كالسابق هرب واختفى الضحية الى الهيشة للتملص من الصلح الذي رآه في غير محله....ووقع الوالد في حرج وقال : الضحية إختفى وغير موجود ولا يمكن أن يتم الصلح إلا بوجوده ، فقال احد الحاضرين أنا آتيكم به وأعرف مكان تخفيه فقال جل الحضور : لك دعوة الخير واعمل على إحضاره بسرعة .
فخرج : - ج.م ق - وهو لايعرف مكان المختفي وإنما إعتمد على تتبع الأثر ، أثر الأقدام وبعد حوالي ساعة من البحث وجد الهارب في - حوض أطراف - وأقنعه بالحضور أمام الجماعة إمتثالا لأمر أبيه وامر الجماعة التي حضرت من بعيد لغرض إصلاح ذات البين ، وهؤلاء الذين ضربوك هم أبناء عمومتك وليسوا من جهة أخرى ، رجاء لا تخيب مطلب أبيك الذي هو مطلب الجماعة ، فاقتنع وعاد وحضر الضحية وتمت عملية الصلح ونال الضحية كما يقال : دعوة الخير من والده ومن العرش ، لكن المعتدون منهم من مات ومنهم من هو على قيد الحياة يصارع النكبات المتتاليات......وعقاب الله أشد إن لم يتوبو.
ومن قديم الزمان العدواة موجودة ولنا في ذلك إسوة سيئة في : قصة قبيل وهبيل وقصة الشيطان الذي أخرج أدم من جنته.....عموما فالناس منهم الخيرون والشريرون نسأل الله السلامة ..... فالتاريخ لا يرحم وأن عوامل التعرية لكشف المستور تساير العصر وتقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت .
المدون تيجاني سليمان موهوبي .
mouhoubi51blgspot.com