السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبر كاته ، بينما كنت مقيما في مدينة تقرت خطر على بالي في يوم من الأيام أن أتجول في بعض شوارع وأزقة هذه المدينة وكان اليوم أمسية من امسيات شهر نوفمبر من سنة 2015 /م فمنذ خرجت من مسكني وانا ارى الطرق مهترئة والحفر متناثرة هنا وهناك وكل من السكان يرمي ببقايا البناء في الشارع ويصنع منها ممهلات عشوائية لا تخضع للمقاييس التقنية والسايارا تجري بسرعة فائقة جنونية وكذلك الدراجات النارية هي الأخرى تجري بسرعة اكثر من جنونية وعليها شباب لا يرتدون الخوذات ، وشباب آخرون مارون بسراويل هابطة وبحلاقات عجيبة في ايديهم ورقابهم سلاسل معدنية ويتلفظون بعبارات نابية سوقية فاحشة وبصوت عالي غير آبهين لا بالكبار ولا بالصغار ، فالتجار يضعون سلعهم على ممر المشاة ولم يكتفو بذلك بل يسرقون من الطريق العمومي ما أمكنهم ليضيقوا على المارة واصحاب السيارات ، فلا أشجار تزين الشوارع فلا ظل ظليل يغني من اللهب وفجأة إلتقيت باحد اصحابي القدامى فبادرني بالتحية وسألني عن احوالي فقلت له أني أردت جولة في شوارع مدينة تقرت قصد الترويح عن النفس فلم أر ما يسرني فقال فعلا المدينة في فوضى مميتة وليس هناك ما يبشر بالخير فلا خلق ولا خلاق فغياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرهو السائد فقال وانا أيضا رأيت منظرا لم يعجبن فقلت له ماذا رأيت فقال : إمرأة بدون حجاب تجري حافية الرجلين في الشارع بصحبة اطفالها الصغار ورجل يجري وراءها ويضربها بعصا غليضة على رأسها والدم يسيل منها على مرأى من المارة ولا أحد فكر ان يخلصها من هذا الوحش الكاسر، فأي حياة هذه ؟ وأي مجتمع هذا ؟ فقلت في نفسي اللهم سلط عليهم الدواعش .... إرجع يا صديقي الى بيتك ليسعك فإنك لن ترى في الشوارع ما يسرك ، وما قيل عن مدينة تقرت يقال عن كافة المدن الجزائرية .
المدون تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspost.com
م