الوظائف العشر يوم عاشوراء :
في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية .
ماذا لو جعلنا يوم عاشوراء يوم لتكفير السيئات فاجتهدنا في أسباب تكفير السيئات ليتقبل الله منَّا ويتجاوز عن خطايانا .
هذه وظائف في يوم عاشوراء ، أسال الله تعالى أن نجتهد فيها جميعًا
الوظيفة الأولى :
تحقيق الإيمان
قال تعالى : " وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ " فبرهن على إيمانك بعمل فذ ، بصدقة كبيرة ، بعمل بر ، بما تستطيع لتدلل على يقينك في الله .
الوظيفة الثانية :
الصيام . ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه و سلم عاشوراء و أمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود و النصارى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع .
فصم التاسع والعاشر ، وإن شئت والحادي عشر ، بنية أنه لا مثل له ، وأنه يقي من الشبهات والشهوات ، ويحفظ من الفتن ، وهو جنة العبد في زمن كثرة الانتكاسات .
الوظيفة الثالثة :
التميز مخالفة المشركين : في الصحيحين [ عن أبي موسى قال : كان يوم عاشوراء يوما تعظمه اليهود و تتخذه عيدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صوموه أنتم ]
يحمل ما خرجه الإمام أحمد بإسناد حسنه الأرنؤوط من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم يوم السبت و يوم الأحد أكثر ما يصوم من الأيام و يقول : إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم .
فخالفهم بحمل قضية دينك ، فلابد أن تجد جوابا لهذا السؤال : متى تتميز في التزامك ؟ في عبادتك ؟ في طلب العلم ، في الدعوة إلى الله في عملك ؟ في مذاكرتك ؟...الخ
الوظيفة الرابعة
: تجديد التوبة :
قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ "
وقد ذكر عن ابن عباس وعبيد بن عمير وقتادة وغيرهم أن يوم عاشوراء يوم تاب الله فيه على آدم ، وعن علي : أنه اليوم الذي تيب فيه على قوم يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وعن وهب بن منبه أنه اليوم الذي غفر الله فيه لقوم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .
فلنجدد التوبة بالندم والاعتراف بالتقصير ، وبالمعاهدة على ترك الذنوب ، وبالصدق مع الله ، واستشعار مرارة البعد عن الله ، وباللهج في الدعاء عسى أن يقبل توبتنا .
الوظيفة الخامسة :
إصلاح الفرائض لا سيما الصلاة
روى ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات قالوا بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسباغ الوضوء أو الطهور في المكاره وكثرة الخطا إلى المسجد والصلاة بعد الصلاة وما من أحد يخرج من بيته متطهرا حتى يأتي المسجد فيصلي فيه مع المسلمين أو مع الإمام ثم ينتظر الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه "
الوظيفة السادسة :
التقرب بالنوافل لا سيما قيام الليل
روى الترمذي وقال الحاكم : صحيح على شرط البخاري وصححه الألباني عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم "
الوظيفة السابعة :
الصدقة يوم عاشوراء : قال تعالى : " إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَ نكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " روى الإمام أحمد و صححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله عنه مثل ما تصدق "
و أما الصدقة فيه فقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : من صام عاشوراء فكأنما صام السنة و من تصدق فيه كان كصدقة السنة أخرجه أبو موسى المديني
طهرة من تأخرك في تأدية الزكاة
ذكر عبد الوهاب الخفاف في كتاب الصيام : قال سعيد : قال قتادة : كان يقال : صوم عاشوراء كفارة لما ضيع الرجل من زكاة ماله
و أما التوسعة فيه على العيال
كان السلف يتسحبون فيه التوسعة على العيال ، وكان ابن عيينة يقول : جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خيرا .
الوظيفة الثامنة :
الذكر - روى الإمام أحمد و صححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم : " ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر"
- روى الإمام أحمد و صححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم : " المؤذن يغفر له مدى صوته و يشهد له كل رطب و يابس و شاهد الصلاة يكتب له خمس و عشرون صلاة و يكفر عنه ما بينهما "
- روى النسائي والترمذي ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم وصححه الألباني وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ."
الذكر لا سيما الصلاة على النبي
* قال صلى الله عليه وسلم : " مَن صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات و حط عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات " رواه الإمام أحمد و صححه الألباني في صحيح الجامع
وظيفة الذكر غراس الجنة
روى الترمذي وحسنه الألباني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرىء أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
تعالوا نغرس غراسها :
وخرج النسائي و الترمذي وصححه ا لألباني عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : من قال سبحان الله العظيم و بحمده غرست له نخلة في الجنة .
روى ابن ماجه وصححه الألباني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا . فقال ( يا أبا هريرة ما الذي تغرس ؟ ) قلت غراسا لي .
قال ( ألا أدلك على غراس خير لك من هذا ؟ ) قال بلى . يا رسول الله .
قال ( قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة .
الوظيفة التاسعة :
الإصلاح ذات البين
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وصححه الألباني أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل أن يصطرما فوق ثلاث فإن اصطرما فوق ثلاث لم يجتمعا في الجنة أبدا وأيهما بدأ صاحبه كفرت ذنوبه وإن هو سلم فلم يرد عليه ولم يقبل سلامه رد عليه الملك ورد على ذلك الشيطان .
الوظيفة العاشرة :
الدعاء : قال تعالى (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ))
الوظيفة الحادية عشر: حفظ السمع والبصر بالتقوى
قال تعالى :" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً " فلنراقب جوارحنا ونخشى الله بحفظ أسماعنا فلا تسمع إلا ما يحب ربنا ، وأبصارنا فلا تنظر إلى ما يغضبه ، ولا قلوبنا أن تتعلق بسواه .
فاللهم اجعل يوم عاشوراء يوم تقبل فيه توبتنا ، وتقيل فيه عثرتنا ، وتطهر قلوبنا ، وتقربنا منك ، وترضى فيه عنَّا . والله الموفق
- الصيام له حكم عظيمة :
* تحقيق التقوى لله عز وجل
* الاكثار من الاعمال الصالحة ومن قراءة القران والصلاة
*فوائد صحية عظيمة للبدن
* كما ان رمضان يعتبر مدرسة تربوية للمسلم للتخلص من العادات الذميمة واكتساب الاخلاق الحميدة .
_ سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ما حكم صيام يوم عاشوراء ؟
الجواب : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصيامه . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما لمتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه . وسئل عن فضل صيامه فقال صلى الله عليه وسلم : ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم أمر بعد ذلك بمخالفة اليهود بأن يصام العاشر ويوما قبله وهو التاسع ، أو يوما بعده وهو الحادي عشر .
وعليه فالأفضل ان يصوم يوم العاشر ويضيف إليه يوما قبله ، أو يوما بعده .وإضافة اليوم التاسع وغليه أفضل من الحادي عشر .
فينبغي لك أخي المسلم أن تصوم يوم عاشوراء ، وكذلك اليوم التاسع
من كتاب
فتاوى العقيدة
ومعه فتاوى
الصيام الحج
الزكاة الصلاة
أجاب عليها
الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
نسال الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى.
مـــــــنـــــــــقــــــــــول