أن يتعلم
إن أحاط به الحزن فلا يفرط و يطيل من حزنه فتضيع معه أجمل الأيام
و إن ملأت السعادة حياته فلا يركن لها ..فالحياة دوارة
أن يتعلم
آداب الإنصات للغير و الاستماع لأراءهم و إحترامها حتى و إن لم يقتنع بها
بذلك يكسب احترامهم و يفتح بابا واسعا لكلامه أن يسمع و يحترم
أن يتعلم
أن يتعلم البكاء فالبكاء راحة للقلب و تطهير للنفس
و ليجعل بكاءه بين يدي خالقه فهو من لن يخذله
و ليمسح دمعته قبل أن يراها الآخرون
أن يتــعلم.......
أن الصداقة كنز لا يفني و شجرة معطاءة كريمة
ينفذ ذلك الكنز و يفقد قيمته ... و تموت تلك الشجرة
إن دخلت الأنانية بين الطرفين ... و إن انعدمت الثقة بينهما
فالصداقة عطاء و تضحية و لكن من الطرفين
أن يتــعلم.......
انه طالما قبل أن يتحمل المسئولية فعليه تحمل كل نتائجها
بشجاعة و حكمة وإرادة و جرأة
و ليعلم أن المسئولية مهما صغرت فهناك من يراقبه بعينه التي لا تسهو و لا تنام
أن يتــعلم.......
أن لا يتحرى البحث و التفتيش عن عيوب غيره
و ليعلم انه بشر و لكل منا عيوبه
و أن لا يجعل الفضول يسيطر عليه فيقحم نفسه فيما لا يعنيه ..فيتحاشاه بذلك كل من حوله
أن يتــعلم.......
انه عندما تغيب الحكمة و الهدوء و المنطق ..فانه يرتفع الصياح
و تتسع مستنقعات الشيطان ليشدنا إليها
و أن يعلم أن الشيطان متربص له يلهب نار غضبه و يشيط حريقها
أن يتــعلم.......
أن يكون آخر كلامه لمن يودعه " سااامحني "
فقد يكون وداعا لا لقاء بعده
و ليتحرى أن يكون آخر ما يودع به كل صديق و حبيب هو ابتسامة
و كلمة خير فلربما لن يلقاه بعدها
أن يتــعلم.......
أن يتعلم إن إنتهاء الصداقة ليس معناه أن يحل الكره
و الحقد قلوبنا
فقد تنتهي المحبة و الصداقة و لكن يبقى الاحترام و التقدير
إن سكن السماح قلوبنا و حل النقاء نفوسنا
أن يتــعلم
أن يكون الشمعة التي تقضي عمرها لتنير للجميع و تفتح
بنورها أبواب الأمل أمامهم ...و لكن دون أن ينتظر كلمة شكر أو عرفان من احد
أن يتعلم
إن المخلوق ضعيف لحاجته لمن هو أقوى منه
و فقير لحاجته لمن هو أغنى منه
فلا يستجديه و لا يضيع كرامته ليرضيه
فالله الأغنى و الأقوى
أن يتعلم
إن الحياة مدرسة ... الزمن معلمها و نحن تلاميذها
و الذكي من يفهم مغزاها و قيمتها الحقيقية
فالحياة ما هي إلا دار إمتحان و بلاء
إن تعداه بخير نجا
دعونا نتعلم من مدرسة الحياة و لا نتركها إلا و قد استوعبنا
أجمل دروسها