قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و عن أبيها : رأس مكارم الأخلاق الحياء
قَالَ الْعُلَمَاءُ : الْحَيَاءُ مِنْ الْحَيَاةِ , وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فِيهِ قُوَّةُ خُلُقِ الْحَيَاءِ , وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ مِنْ مَوْتِ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ , وَأَوْلَى الْحَيَاءِ نَهَاك , وَيَكُونُ ذَلِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ وَمُرَاقَبَةٍ , وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل الطويل لمَّا سأله عن الإحسان:
(الْإِحْسَانُ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك ) رواه الطبراني
وقد ورد أنَّ أبا موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: إني لأدخل البيت المظلم أغتسل فيه من الجنابة فأحني فيه ظهري إذا أخذت ثوبي حياءً من ربي
قال الفضيل بن عياض: أدركت أقواماً يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجعة, إنما هو على الجنب, فإذا تحرك قال: ليس هذا لك, قومي خذي حظك من الآخرة)
قال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة
القسوة في القلب
وجمود في العين
وقلة الحياء
والرغبة في الدنيا
وطول الأمل.
قال عمر رضي الله عليه: من استحيا اختفى ومن اختفى اتقى ومن اتقى وقي "
قال ابن عمر رضي الله عنهما الحياء والايمان مقرونان جميعا . فاذا رفع أحدهما ارتفع الآخر.
قال عون بن عبد الله: الحياء والحلم والصمت من الايمان .
وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يخطب الناس: (يا معشر المسلمين استحيوا من الله. فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطي رأسي؛ استحياء من ربي)
وكان عثمان بن عفان-رضي الله عنه- ليكون في البيت, والباب عليه مغلق, فما يضع عنه الثوب؛ ليفيض عليه الماء؛يمنعه الحياء أن يقيم صلبه
قال الماوردي: (قال بعض الحكماء: من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر)
قالت عائشه رضي الله عنها-: (كنتُ أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي فأضع ثوبي. فأقول:, فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر رضى الله
قال الأصمعي سمعت أعرابياً يقول:من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
قال سفيان رحمه الله: الحياء أخف التقوى. ولا يخاف العبد حتى يستحي.
وهل دخل أهل التقوى في التقوى إلا من الحياء.
قال الحسن: لو لم نبك إلا للحياء من ذلك المقام لكان ينبغي لنا أن نبكي فنطيل البكاء.
قال أبو حاتم: إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه.
وقد قيل: ( الحياء نظام الإيمان فإذا انحل نظام الشيء تبدد ما فيه وتفرق ).
أبو بكر الصديق يقول: والله إني لأضع ثوبي على وجهي في الخلاء حياء من الله
قال يحيي بن معاذ: من استحى من الله مطيعاً استحى الله منه وهو مذنب
و قال أيضا: ( سبحان من يذنب عبده ويستحي هو
إذا رزق الفتى وجهاً وقحاَ *** تقلب في الأمور كما يشاء
ولم يك للدواء ولا لشـيء *** تعالجه به فيه غنــــاء
ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحيــاء
فكان هو الدواء لما ولكن *** إذا ذهب الحياء فـلا دواء
قال المحاسبي : (المراقبة علم القلب بقرب الرب, كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره)
قال عليه الصلاة والسلام: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاءة من الجفاء، والجفاء في النار))
وقال صلوات ربي وسلامه عليه: ((ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه)).
وقال الحسن: لو لم نبك إلا للحياء من ذلك المقام لكان ينبغي لنا أن نبكي فنطيل البكاء.
وأنشد بعضهم:
يا حسرة العاصيين عند معادهم*** هذا وإن قدموا على الجنــات
لو لم يكن إلا الحياء من الذي*** ستر القبيح لكان أعظم الحسرات
وأنشد أحدهم عند الإمام أحمد فقال:
إذا ما قال لي ربـــي أما استحيت تعصينـي
وتخفـي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيــني
فأمر الإمام أحمد رحمه الله بإعادتهما،
ثم دخل داره وجعل يرددها وهو يبكي.
جعلنا الله واياكم ممن يستمعون الى القول فيتبعون احسنه