الاشبيلي شخصيّة رفيعة بالمنتدى
عدد الرسائل : 822 العمر : 48 الموقع : ashpele@hotmail.fr المدينة التي تقطن بها : الوادي الوظيفة : تاريخ الاندلس السٌّمعَة : 41 تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: أخطاء ابن خلدون في المقدمة الأربعاء سبتمبر 22, 2010 11:03 am | |
| أخطاء إبن خلدون في المقدمة من مقال لـفائز البرازي يتقصى الدكتور خالد كبير علال ـ الأستاذ بجامعة الجزائر ـ أهم الأخطاء المنهجية والموضوعية في الفكر الخلدوني ، والتي وقع فيها العلامة إبن خلدون في كتابه " المقدمة " ، من خلال دراسة نقدية تحليلية . وكذلك يتعرض في الرد على مبالغات وأخطاء بعض المعاصرين ممن " إتهموا " إبن خلدون وآثاره . وكل ذلك في إطار النقد العلمي النزيه المتجرد للحق والأمانة فقبل ان يدوّن إبن خلدون تاريخه ، كتب مقدمة تاريخية إنتقد فيها المؤرخين المسلمين الذين سبقوه ، وطرح منهجآ نقديآ بديلآ لمنهجهم ، لخصه الدكتور علاّل في جملة من قواعد يجب الإلتزام بها في تحقيق الروايات التاريخية ونقدها ، ومنها إرجاع الأخبار والآثار إلى طبائع العمران وأحواله ، وتمحيصها وتمييز صحيحها من سقيمها ، ومنها كذلك تحكيم العادة وقواعد السياسة والأحوال ، وقياس الغائب بالشاهد ، والحاضر بالذاهب ، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار وإخضاعها للعقل من حيث الإمكان والإستحالة ، ومنها أيضآ التركيز على نقد المتون وتقديمها على نقد الأسانيد ، وجعل نقد الإسناد خاصآ بالخبر الشرعي ، ونقد المتن خاصآ بالخبر البشري .
ويرى المؤلف أن إبن خلدون بالغ كثيرآ في الدعوة إلى الإعتماد على " قانون المطابقة " بين الروايات التاريخية ، والواقع الطبيعي ، مع انه محدود ولا يصلح لتحقيق كثير من الأخبار التاريخية .
كذلك فإن قاعدة " الإمكان والإستحالة " تدخل الروايات التاريخية في إطار الإمكان العقلي والواقعي ، ولا ينقدها ولا يصححها بالضرورة . بل هو يستبعد المستحيل ، ويبقى ممكن الحدوث ينتظر النقد والتمحيص . وإنما يتم نقد ذلك ، بنقد الأسانيد والمتون معآ . كذلك حول " مسألة المعاش في أحوال الناس " إذ يرى إبن خلدون أن ( إختلاف الأجيال في احوالهم ، إنما هو بإختلاف نحلتهم من المعاش ) . وهذا كلام يحتمل عدة تفسيرات بإعتبار أن لفظة " نحلة " تحتمل عدة معاني كألفاظ الطريقة ، والمذهب ، والعقيدة ، والعطاء والصدقة . وترجيح أي إحتمال هو مبالغة من إبن خلدون . إذ يجعل الإنسان مسلوب الإرادة خاضعآ لتأثيرات المعاش في مختلف أحواله . وهذا مخالف لما هو واقع أصلآ ، بديل أن التاريخ البشري يشهد على أن عقائد ومذاهب كثيرة ، ظهرت قديمآ كالبوذية والبراهمية واليهودية والمسيحية والإسلامية ، كان لها تأثير كبير في أفكار وسلوكيات أتباعها الكثيرين . وهي لاتزال قائمة إلى يومنا هذا مع تأثيرها الواسع في أتباعها رغم التغييرات الجذرية الكثيرة التي حدثت في طرق المعاش . وهذه التغيرات لم تغير تلك العقائد والمذاهب ولا أذهبت أتباعها ، مما يثبت أن الزعم بإختلاف الأجيال تبعآ لإختلاف طرق معاشهم ، زعم غير صحيح .
ومن ضمن الأخطاء : الموقف من العرب . فقد ذكر إبن خلدون أن ( العرب لايتغلبون إلا على البسائط بسبب طبيعة التوحش التي فيهم ، كما لايطلبون إلا الأمور السهلة ، ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا دفاعآ عن النفس (
ويرى المؤلف : أن هذا الحكم لايصح إصداره في حق أي شعب من الشعوب ، لاشرعآ ولا عقلآ . وأنه لادليل عليه من نصوص الشرع ، ولا بمنطق العقل . فهو بعيد كلية عن النظرة العلمية الموضوعية الصحيحة ، ومخالف لما وصف الله به " العرب المسلمين " بكونهم خير أمة ، في قوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) . ولا شك في أن أمة لاتتغلب إلا على البسائط ، لايحملها الله تلك المسؤولية الكبرى في التبليغ ، ولا يعدها بالتمكين والنصرة في الأرض .
ويشير أيضآ : إلى أن إبن خلدون أعلن في مطلع مقدمته عن ميلاد علم جديد ، علم مستقل بنفسه ، موضوعه العمران البشري والإجتماع الإنساني ، ومسائله هي بيان مايلحقه من العوارض والأحوال واحدة بعد أخرى .. فيرى المؤلف بأن هذا التعريف ، تعريف غامض وغير دقيق في تحديد موضوعه ، وأن وصفه هذا بالعلم الجديد ، تصور ضيق بعيد عن الصواب . ذلك أن العمران البشري شامل لكل سلوكيات البشر ومظاهرها ، ومن بينها ما يتعلق بعلمي : الخطابة ، والسياسة . فهما علمان جزئيان يندرجان في العلم الكلي الشامل . والدليل على ذلك ، إدراجه – غبن خلدون – لها في كتابه ( العبر ) الأمر الذي يعد دليلآ قويآ على عدم إكتمال تصور دقيق وواضح لهذا العلم عند إبن خلدون .
وفي خاتمته : يشير الدكتور علاّل إلى أن الرد على الباحثين الغربيين الذين أنكروا أن يكون علم الإجتماع ، علمآ إسلاميآ ، يجب ألا يصرف العلماء المسلمين عن الأخطاء التي وقع فيها إبن خلدون ، وعن دراستها ، لابقصد القدح فيه والتقليل من شأنه ، وإنما خدمة للعلم وتحقيقآ للنزاهة والموضوعية في البحث الأكاديمي المنهجي . المصدر: من مقال بعنوان"إبن خلدون والإجتماع العربي" لفائز البرازي
|
|
بشرى مشرفة سابقة
عدد الرسائل : 494 العمر : 33 المدينة التي تقطن بها : الجزائر الوظيفة : طالبة سنة ثالثة الكترونيك السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 14/10/2009
| موضوع: رد: أخطاء ابن خلدون في المقدمة الخميس سبتمبر 23, 2010 10:59 am | |
| بارك الله فيك على المعلومة القيمة |
|