الجزائر تلغي بعد سنوات من الدراسة مشروع نقل عاصمتها السياسية إلي منطقة بوقزول
الجزائر - الزمان
أعلنت الحكومة الجزائرية الغاء مشروع اقامة عاصمة سياسية جديدة للبلاد كان مقرر انجازها في منطقة بوقزول (100 كيلو متر جنوبي العاصمة الجزائرية). وقال الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيي في بيان قرأه بالنيابة عنه الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان محمود خوذري في جلسة للبرلمان ردا علي سؤال شفوي طرحه أحد النواب أن الحكومة قررت الغاء مشروع انجاز عاصمة جديدة للجزائر بعد سنوات من الدراسات التقنية وبدء انجاز البنية التحتية للعاصمة الجديدة. وأكد بيان الوزير الأول أن مخطط تهيئة الاقليم الجزائري الذي صادق عليه البرلمان قبل أشهر لم يكن يتضمن أية اشارة الي مشروع انشاء عاصمة جديدة للبلاد، موضحا أن مدينة "بوقزول" سيتم انجازها كمدينة جديدة لاستيعاب الآلاف من السكان القادمين من الولايات القريبة من العاصمة الجزائرية، لتخفيف الضغط عن هذه الأخيرة والاستجابة لمعطيات النمو الديمغرافي في البلاد حيث بلغ عدد سكان الجزائر حسب آخر احصاء أجرته السلطات الجزائرية ما يقارب ال 36 مليون نسمة. وأنهي بيان الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيي الجدل بشأن ملف مشروع العاصمة السياسية الجديدة للبلاد " بوقزول " بولاية المدية و التي كانت قررت السلطات الجزائرية منذ عهد الرئيس الراحل هواري بمدين عام 1978 انجازها لتكون عاصمة بديلة عن العاصمة الحالية لأسباب سياسية وديمغرافية وأمنية. وبررت السلطات الجزائرية حينئذ مشروع نقل العاصمة السياسية الي منطقة داخلية بعيدة عن البحر، لأسباب أمنية تقليدية تتعلق بالرغبة في ابعاد مراكز اتخاذ القرار عن السواحل، تجنبا لسقوطها السريع في أيدي قوات غازية في حال حدوث تطورات علي الصعيد الدولي أو الاقليمية، اضافة الي رغبتها في تخفيف الضغط علي العاصمة الجزائرية التي كان الجزء التاريخي منها المعروف باسم "القصبة " و الذي بناه الأتراك مهدد بالانهيار، لكن المشروع أغلق نهاية عام 1979 بعد وفاة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، قبل أن يتم اعادة بعثه مجددا عام 2004 خلال العهدة الرئاسية الثانية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من قبل الوزير الأول السابق أحمد بن بيتور، وفي شهر أبريل 2004 صدر المرسوم التنفيذي لانجاز المدينة الجديدة "بوغزول " علي مساحة 2200 هكتار مقسمة الي 11 قطعة وتقرر تخصيص مبلغ ياقرب ال 2.1 مليار دولار أمريكي لانجازها، وتم لاحقا أنجاز مختلف الدراسات التقنية والفنية والشروع في انجاز البنية التحتية من قبل تكتل شركات كورية مشكل من خمس شركات تتمثل في دايو انجنرينغ، وووليم ودونغ سيونغ وسبايس غروب وسام هان، فاز في أبريل 2008 بالصفقة، ويتوقع الانتهاء من انجاز المدينة الجديدة قبل عام 2025 وستستوعب حينها ما بين 350 ألف الي 400 ألف ساكن،، وتقرر أن تضم العاصمة الجديدة مدينة تكنولوجية وعلمية وبحيرة طبيعية ومرتكز بحوث متطورة، وأحياء سكينة تضم بنايات كبيرة ترتقي الي الطابق 17بينها حي مخصص للعلماء واالباحثين العاملين في المفاعل النووي الجزائري " السلام " بعين بوسارة القريبة من بوقزول، ومدارس ومؤسسات تربوية ومدينة بيئية من الطراز العالي تستعمل الطاقة الشمسية النظيفة ومركز مالي عالمي ومدينة للسياحة البيئية والأعمال تضم فنادق راقية وحدائق وملاعب رياضية مختلفة مركز لوجستي للتموين بالسلع ومنطقة للنشاطات الصناعية وتكنولوجيات الاتصال. كما كان مقر أن تضم العاصمة الجديدة مقرات المؤسسات الرسمية للدولة الجزائرية كمقر الرئاسة، وقصر للحكومة ومقرات الوزارات ومقر للبرلمان بغرفتيه، والمجلس الدستوري والمحكمة العليا والسفارات، واقامات الدولة، لكن اعلان الوزير الأول الغاء مشروع نقل العاصمة السياسية من الجزائر العاصمة الي مدينة بوقزول الجديدة قد يلغي ذلك، ويجعل من بوقزول مجرد مدينة جديدة لتخفيف الضغط السكاني عن مدن الجوار.