جميلة هي تلك الصرخات التي تنبعث من الحناجر الغاضبة هنا وهناك في مختلف انحاء العالم والتي تؤكد لابناء غزة الصامدين ان هناك من يشعر بالامهم ويمسع اهاتهم
ويقاسمهم الالم وولو بقلبه (وذلك اضعف الايمان ) لانه وبكل بساطة لاحول له ولا قوة كما ان تلك الامسايات الشعرية والتجمعات التي تعقد هنا وهناك تؤكد بحروف مدادها الدم ان الشعوب بكل جنسياتها ترفض العدوان الغاشم على غزة وتعلن موقفها بصراحة مطلقة مطالبة المجتمع الدولي والهيئات العالمية المسؤولة بالتحرك الفوري لمنع المجازر ووقف القتال الدائر بين القوات الاسرائيلية المدججة باحدث الاسلحة وشباب الانتفاضة الذي لايملك الا الحجارة وحس الانتماء
بعد ان ينتهي هدير المسيرات والمظاهرات هنا وهناك وتنطفئ اضواء القاعات التي احتضنت الشعراء والادباء يعود الجميع الى بيوتهم واذا كانت تلك الوقفات تمنح لابناء غزة دفعا معنويا وتحرك المسؤولين لاتخاذ الاجراءات اللازمة الا ان الوضع في الميدان يبقى كما هو فغزة بدون كهرباء والاطفال بدون خبز او حليب والجرحي لايجدون ابسط الادوية والمواد الغذائية نفذت والوضع كارثة كما نشاهد في الفضائيات التي تنقل لنا الواقع
اذن غزة بحاجة الى الفلوس والمواد الغذائية والطبية ومختلف المعونات التي تمكن الانسان من الحياة لذلك فان المشهد سيكون اكثر روعة لو تم وضع صندوق للتبرعات خلال كل مسيرة او مظاهرة لتكون الصرخات دعما معنويا وما يوضع في الصندوق من فلوس دعما ماديا والصورة نفسها ستكون بنفس الروعة والتالق في المواعيد الثقافية التي تنظم دعما لغزة فالذي يلقي مثلا قصيدة حروفها نار تلهب حماس ابناء غزة يضع ايضا يده في جيبه ليسحب ما تيسر ( ولو كان مبلغا زهيدا ) ليضعه في الصندوق ومع توالي التبرعات لا شك ان الحصيلة ستكون كبيرة لترسل الى ابناء غزة على شكل معونات تسد الرمق وتشفي الجراح الدامية وتمكن ابناء غزة من مواصلة مواجهة التوغل الاسرائيلي
لا شك ان وضع صندوق للتبرعات في كل مكان تنظم فيه تظاهرة او مسيرة دعما لابناء غزة سيكشف حقيقة الموقف ويرسم الصورة واضحة المعالم هل هي مجرد حروف و صرخات ام هو موقف ومبدا لا حياد عنه نابع من الشعور بعمق الماساة التي يعيشها ابناء غزة خاصة في ظل السكوت المطبق من المجتمع الدولي واذا كانت الصرخات والكلمات تقدم الدعم لابناء غزة فان رجال الانتفاضة الذين يقدمون للعالم اروع صور البطولة والتصدي بحاجة اولا وقبل كل شيء للسلاح والدواء والخبز وما الى ذلك وهذا ما لا توفره الصرخات والحروف بل يشترى بالفلوس لهذا فالموقف سيكون اكثر صدق وتاثير اذا كان بالصرخات والحروف والفلوس ايضا لان الذين يصرخون ويقدمون الدعم بالصرخات والكلمات سيعودون بعد نهاية التظاهرة او المسيرة الى بيوتهم ليجدوا في انتظارهم مائدة تحوي ما لذ وطاب ويتمتعون بالامن والدفء في حين يعيش ابناء غزة الجحيم باتم معنى الكلمة فالصغار هناك لا يجدون الحليب والظلام الدامس يعم المكان وتفاصيل الوضع يعرفه العام والخاص لان الفضائيات تنقل لنا الواقع ساعة بساعة
المسيرات والتظاهرات التي تنظم هنا وهناك دعما لابناء غزة تهدف الى تسجيل موقف ودفع الهيئات الدولية الى اتخاد اجراء حاسم وحازم لوقف هذا العدوان الغاشم لكن ومع تواصل العدوان ومع تزايد عدد الشهداء تبقى الهيئات العالمية التي تحرس العالم وتنصف المظلوم وتضمن الامن وفي مقدمتها مجلس الامن تنتهج مبدا ( لا ارى ولا اسمع ولا اتكلم ) ويبقى ابناء الانتفاضة يستمدون من الصرخات والحروف دعما معنويا ومن الفلوس دعما ماديا واحيانا يكون الدعم المادي اهم من المعنوي وفي غزة الان احسن وافضل واصدق واقع