بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على محمد كلما ذكره الذاكرون , وصلى الله عليه وسلم كلما غفل عنه الغافلون
بسم الله * والحمد لله* والصلاة والسلام على رسول الله
وأنت تتقلب على فراشك فى كل ليلة تسمع ذاك النداء : ( الصلاة خيـــرٌ من النوم )
فما هى أحاسيسك نحو هذه الكلمة ؟
وهل أستشعرت معناها وقلبتها فى فكرك وأنت تسمعها ؟
كم وكم من الخلق يسمعون تلك الكلمة ولكن قليل من تفكر في معناها !
كم وكم اولئك الذين يسمعونها ولكن قليل من يلبي مستجيباً لندائها !
حقاً الصلاة خيرٌ من النوم :
نعم هى خيرٌ من النوم لأن النوم إستجابة لنداء النفس والصلاة إستجابة لنداء الله تعالى هي خيرٌ من النوم :
لأن النوم موت والصلاة حياة هي خيرٌ من النوم
لأن النوم راحة للبدن والصلاة راحة للروح هي خيرٌ من النوم
لأن المؤمن والكافر يشتركان فى النوم والصلاة لا يصليها إلا المؤمن
لأجل ذلك كله ناداك المنادى ( الصلاة خيرٌ من النوم )
فأين أنت وقتها عندما تتجاوب المآذن ذلك النداء ؟
هل أنت من المسارعين نحو بيوت الله مجيباً لنداء ربك ؟
أم انت وقتها فى عالم الغافلين الذين غرقوا فى سبات النوم ؟
صلاة الفجر وطريق الجنة
هذه بشارة الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ( من صلى البردين دخل الجنة ) متفق عليه والبردين ( صلاة الصبح والعصر ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) رواه مسلم
فإياك ان تكون من المعرضين عن هذا الخير كله. وبشرى اخرى للمسارعين إلى أجابة النداء ( الصلاة خيرٌ من النوم ) وهي ان تكون من المنعمين يوم القيامة برؤية الله تعالى عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال :
كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( أما انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون فى رؤيته فإن أستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يعنى الفجر والعصر ثم قرأ جرير : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) طه120 متفق عليه قال الخطابى : ( هذا يدل على أن الرؤية قد يرجى نيلها بالمحافظة على هاتين الصلاتين ) وبشرى اخرى لرجال الفجر وهى الدخول فى حمى الملك سبحانه وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى الصبح فهو فى ذمة الله فانظر يا بن آدم لا يطلبن الله من ذمته بشئ ) رواه مسلم وإليك وصية عالم ربانى : أبى الدرداء رضى الله عنه يخبرك بشرف هذه الصلاة
قال أبى الدرداء رضى الله عنه حين حضرته الوفاة : ( أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - ( أعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وأعدد نفسك فى الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ومن أستطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والفجر ولو حبوا فليفعل ) رواه الطبرانى/ صحيح الترغيب للألبانى
أخوتي الكرام : لقد عرف الصالحون شرف هذه الصلاة فهذا ابو الدرداء رضى الله عنه يوصي بها وهو فى فراش الموت . فإياك أن تضن على نفسك بهذا الخير العظيم وشرف آخر لهذه الصلاة العظيمة يفوز بها أولئك الذين شهدوها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى العشاء جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى الفجر فى جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم
فيامن أردت قطف الحسنات سهلة إن شهودك لصلاتي العشاء والفجر فى جماعة كقيام ليلة كاملة فما أغلاها من فرصة ومن ضيعها فهو من أغبن الخلق
فيا غافلاً ويا نائماً ملء جفنتك تنبه وأعلم أن الموت قد يأتيك بغتة فتزود لدارك الآخرى قبل أن يحال بينك وبين الصالحين
أعلم أن التهاون فى شهود صلاة الفجر صفة من صفات المنافقين وعلامة أهل الغفلة المفرطين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن اثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوها ولو حبوا ) متفق عليه قال أبن عمر رضى الله عنهما ( كنا إذا فقدنا الرجل فى الفجر والعشاء اسأنا به الظن )
هل ترضى لنفسك أن تكون من المنافقين أعلم أيها النائم عن صلاة الفجر أن الشيطان قد سخر منك وتلاعب بك عن أبن مسعود رضى الله عنه قال : ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : ( ذاك رجل بال الشيطان فى أذنيه أو قال أذنه ) متفق عليه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ويضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن أستيقظ فذكر الله إنحلت عقدة فإن توضأ إنحلت عقدة فإن صلى إنحلت عقده كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) متفق عليه
فعجباً لكثير من المسلمين يغفلون عن إجابة نداء الله تعالى ولكنه إذا حانت ساعة الوظيفة بادر وسريعاً عجباً إذا أذن المؤذن ( الصلاة خيرٌ من النوم ) رأيت الهدوء والسكون كأن النداء لمجهول وبعد ساعات قلائل ينقلب هذا الهدوء إلى ضجة وحركة لا تنقطع الكل يلهث خلف الدنيا الفانية فسبحان الله ؟
أين كان هؤلاء الناس قبل قليل !؟
فحاسب نفسك أيها العاقل مع أي الفريقين أنت !
مع المسارعين لتلبية نداء الله تعالى أم مع الملبين لنداء الدنيا
إن السبب الرئيسى فى تخلف الكثيرين عن صلاة الفجر هو إعراضهم عن أداء الصلوات فى المساجد وأعتيادهم لإقامتها فى البيوت فالواجب على المسلم أن يؤدى الصلاة فى المسجد ولا يجوز له التخلف إلا لعذر شرعى فالمداومة على إقامة الصلاة فى المسجد تحبب إلى المصلى إيتان المساجد وتهون عليه المحافظة على الصلوات فيها ومنها صلاة الفجر ولكن هناك من تعود أداء الصلاة فى المسجد ولكنه تهاون فى شهود صلاة الفجر وهذا علته أنه لم يأت بالأسباب المعينة على شهود صلاة الفجر
الأسباب المعينة على صلاة الفجر
النية الصادقة والعزم على شهودها إذ أن الكثيرين لا يستحضرون النية الصادقة بل يرتمى أحدهم على فراشه وفى نيته أن يأخذ نصيباً كبيراً من النوم
أستحضار فضل شهودها وما فيها من الأجر والثواب العظيم أن يتذكر ما أعده الله تعالى لأهل طاعته من النعيم الباقي في الجنات
النوم طاهراً مع المحافظة على أذكار النوم وسؤال الله تعالى أن يعينه على ذلك
الأستعانة بالاسباب الحسية كإتخاذ المنبه والاستعانة بالأهل والاصدقاء فى التنبه والنوم فى مكان يسمع فيه النداء
النوم مبكراً وعدم السهر فإن ذلك أنشط للجسم
الإبتعاد عن قرناء السوء والمتهاونين فى شهود الصلوات فى المساجد وأتخاذ الإخوة الصالحين الذين يعينوك على طاعة الله تعالى
أخيراً فلو صدق المسلم فى نيته وأتخذ تلك الأسباب فسيوفق إن شاء الله لشهود صلاة الفجر وشهد شاهدٌ من أهلها ( قال ذلك اليهودي لن يستطيع المسلمون أن ينتصروا علينا حتى يكون عددهم فى صلاة الفجر مثل عددهم فى صلاة الجمعة )
والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على النبى محمد وآله وأصحابه والتابعين
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
اللهم إني اعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم, و استغفرك لما لا أعلم اللهم اجعل اعمالنا كلها لك صالحة و الى وجهك الكريم خالصة و لا تجعل للناس شيئ فيها ابدا و لا للشيطان منها نصيب و تقبلها منا بقبول حسن على الوجه الذي يرضيك عنا يا أرحم الراحمين