الحرج لحظة تردد بين قول الحقيقة التي قد تكون صعبة او وقعها لا يحتمل وبين المراوغة بتقديم جواب قد يشفي الغليل رغم انه بعيد وكل البعد عن الحقيقة وغالبا ما تكون لهذه اللحظة مواصفات خاصة فالوجه يكسوه احمرار خاصة في الوجنتين والعرق يغزو الجبهة بقطرات حينا وغزارة احيانا وربما مناطق اخرى والارتباك يبدو واضحا وجليا
طرح السؤال يرسم حالة من التفكير العميق والسفر يمينا ويسارا بحثا عن الجواب الصحيح خاصة اذا كان السؤال من العيار الثقيل لكن هناك اسئلة يرسم وجودها الكثير من الحرج وحمرة الخجل والعرق وكل معالم الارتباك لانها وبكل بساطة اسئلة محرجة البعض منها ينظر الى الوجود بعيون البراءة والعفوية بينما البعض الاخر ينسل من بين الشفتين في هدوء مع كثير من المكر مع اختيار دقيق للزمان والمكان
الاسئلة المحرجة يعتبرها البعض قنابل موقوتة خاصة حينما يدخل الاولاد مرحلة الوعي ويبداون في اكتشاف العالم من حولهم بكل ما يحمله ما يحمله من اسرار وخفايا وفي هذه المرحلة يضع الوالدان ايديهم على قلوبهم خاصة اذا كان احد الابناء يتميز بالذكاء والجراة فهو كلما اراد ان يطرح سؤالا يتوقع الوالدان اسوا الاحتمالات ويعلنان حالة طوارئ قد تصل الى الحالة القصوى ويستعدان لورطة حقيقية
التعامل مع الاسئلة المحرجة ( خاصة التي في بالكم ) والتي يطرحها الابناء من حين الى اخريختلف من انسان الى اخر فهناك من يلجا الى اسلوب القمع و( العين الحمراء ) حيث يطلب من الابن مباشرة وباسلوب يحمل الكثير من التهديد ان " ينطم " ويصمت ولا يعيد طرح هذا السؤال مرة اخرى لانه شان خاص بالكبار وسيعرف كل شيئ حينما يكبر ولا داعي لاستباق الاحداث
البعض الاخر يلجا الى اسلوب المراوغة ليقدم اجابة تحمل الكثير من الدبلوماسية يرضي بها فضول الطفل بل قد يبالغ في مروغته ليرحل بالابن بعيدا عن الموضوع ويقدم جوابا لا علاقة له بالموضوع فقط ليتخلص من الموقف المحرج الذي يعيشه لكنه لا يدرك انه بمرواغته يحقق نصرا مؤقتا فهو بالفعل يتخلص من الموقف المحرج لكنه يزرع قنبلة موقوتة لان الابن لا بد ان يدرك الحقيقة يوما ما ليتساءل يومها عن سر الجواب الخاطئ الذي قدمه له والده لكن الادهى ان بعض الابناء يقدمون اسئلة وهم يعرفون جوابها الصحيح ليتابعوا وبابتسامة صفراء وبالكثير من البراءة الوالد او الوالد وهو يراوغ بحثا عن منفذ
هناك اخرون يفضلون اسلوب التعامل المباشر واعطاء الجواب الصحيح بكل تفاصيله لكن باسلوب بسيط وعبارات يستوعبها عقل الطفل الصغير مع محاولة تبسيط الامر لانهم يدركون جيدا ان المراوغة لا تجدي والقمع لا يضع حدا للسؤال بل يزيد من تاجيجه وقد يدفع بالصغير الى البحث عن الجواب في مكان اخر حينها قد يقع في المظور
الاسئلة المحرجة لا تقتصر على الصغار بل للكبار ايضا نصيب وربما يكون نصيب الاسد فيها لكن للاسئلة المحرجة في عالم الكبار لون اخر وطعم مميز اذ غالبا ما تكون بنية مبيتة الهدف منها الاحراج الكامل وتحقيق اهداف من وراء ذلك وقد يقع الضحية في الفخ ويصيبه السؤال بالشلل ويتخبط يمينا ويسارا بينما يتصرف اخرون بكثير من الذكاء ( والدهاء ) ليحولوها الى اجابات تضع السائل في موقف لا يحسد عليه لينقلب الامر عليه ويقع في المطب الذي حفره لغيره تماما مثل ذلك التاجر الذي التقى بامام وسط جمع غفير فقال له متهكما " الاكيد انك ومن خلال قراءتك الدائمة للقران والامامة بالناس قد وقعت في اخطاء كثيرة فهل لك ان تذكر لنا بعضها" رد عليه الامام بثقة " لقد كان ذلك مرة واحدة واتذكرها جيدا فقد اردت ان اقول ان الفجار في جحيم فقلت ان التجار لفي جحيم "!!!
سمعنا ونسمع دوما ان السؤال الاكثر احراجا لحواء هو ذلك الذي يحاول معرفة عمرها ولا اعرف سر ذلك رغم ان حواء نفسها تحاول ان تؤكد ان ذلك مجرد شائعة خاصة ان العلم الحديث يساعدها على اخفاء كل مظاهر التقدم في العمر من خلال مختلف العمليات التي تعيدها الى الوراء سنوات عديدة وتلك الاصباغ والالوان التي تخفي اثار السنين ولو لوقت محدود الا انه ورغم كل شيئ يبقى السؤال دائما يربك حواء لكن غالبا ما تتعامل معه بذكاء ونعومة مثل تلك التي سالها احدهم عن عمرها فقالت "تلاثون سنة و60 شهرا فقط "