كثيرة هي القصص التي نقراها فتستوقفنا بواقعيتها و ما تحمله من معاني سامية وعبر واضحة تفوح منها رائحة المصداقية لان التجربة خير برهان فنشعر انها قد افادتنا وقدمت لنا الجديد الذي يغدي الروح ويحرك المشاعر ما رايكم لو نقرا معا القصة التالية بكل توادة وروية لنكتشف في الاخير معا معانيها السامية
وقف بروفيسور أمام تلاميذه.. ومعه بعض الوسائل التعليمية.. وعندما بدأ الدرس ودون أن يتكلم.. أخرج عبوه زجاجيه كبيره فارغة.. وأخذ يملأها (بكرات الجولف) ثم سأل التلاميذ.. هل الزجاجة التي في يده مليئة أم فارغة؟!! فاتفق التلاميذ على أنها مليئة..
فأخذ صندوقاً صغيرا من الحصى.. وسكبه داخل الزجاجة.. ثم رجها بشده حتى تخلخل الحصى.. في المساحات الفارغة بين كرات الجولف.. ثم سألهم..؟!! إن كانت الزجاجة مليئة؟ فأتفق التلاميذ مجدداً على أنها كذلك..
فأخذ بعد ذلك صندوقاً.. صغيراً من الرمل.. وسكبه فوق المحتويات في الزجاجة.. وبالطبع فقد ملأ الرمل باقي الفراغات فيها.. وسأل طلابه مره أخرى.. إن كانت الزجاجة مليئة ؟ فردوا بصوت واحد.. أنها كذلك..
أخرج البروفيسور بعدها فنجاناً من القهوة.. وسكب كامل محتواه داخل الزجاجة.. فضحك التلاميذ من فعلته..
وبعد أن هدأ الضحك.. شرع البروفيسور في الحديث قائلاً: الآن أريدكم أن تعرفوا ما هي القصة.. إن هذه الزجاجة تمثل حياة كل واحد منكم.. وكرات الجولف.. تمثل الأشياء الضرورية في حياتك: دينك ، قيمك , أخلاقك ، عائلتك , أطفالك , صحتك , أصدقائك. بحيث لو انك فقدت ((كل شيء)) وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك.. مليئة وثابتة..
أما الحصى فيمثل الأشياء المهمة في حياتك: وظيفتك , بيتك , سيارتك..
أما الرمل فيمثل بقية الأشياء.. أو لنقول: الأمور البسيطة والهامشية..
فلو كنت وضعت الرمل في الزجاجة أولاً.. فلن يتبقى مكان للحصى أو لكرات الجولف.. وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها.. فلو صرفت كل وقتك وجهدك على توافه الأمور.. فلن يتبقى مكان للأمور التي تهمك.. لذا فعليك أن تنتبه جيدا وقبل كل شيء للأشياء الضرورية.. لحياتك واستقرارك
.وأحرص على الانتباه لعلاقتك بدينك.. وتمسكك بقيمك و مبادئك و أخلاقك.. أمرح مع عائلتك ، والديك ، أخوتك ، وأطفالك.. قدم هديه لشريك حياتك وعبر له عن حبك.. وزر صديقك دائماً وأسأل عنه.. أستقطع بعض الوقت لفحوصاتك الطبية الدورية.. وثق دائما بأنه سيكون هناك وقت كافي للأشياء الأخرى..
ودائماً.. أهتم بكرات الجولف أولاً.. فهي الأشياء التي تستحق حقاً الاهتمام.. حدد أولوياتك.. فالبقية مجرد رمل..
وحين انتهى البروفيسور من حديثه.. رفع أحد التلاميذ يده قائلاً: أنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة؟
((فابتسم)) البروفيسور وقال: أنا سعيد لأنك سألت.. أضفت القهوة فقط لأوضح لكم.. بأنه مهما كانت حياتك مليئة.. فسيبقى هناك دائماً مساحه..
لفنجان من القهوة!!