عناق عقارب الساعة يتكرر بين كل فترة واخرى لتعلن ميلاد ساعة جديدة ورحيل 60 دقيقة كاملة لن تعود ابدا رغم ان المشهد قد يتكرر مرة اخرى وتود عقارب الساعة الى عناق حار في نفس المكان لكن الزمان يكون قد تغير وخطى خطوة الى الامام الا ان لمشهد العناق مذاق خاص وصدى متميز في بعض اللحظات حينما يرسم لوحة خاصة لمشهدين متناقضين تماما لكنهما متجانسان حيث يشيع شهرا الى مثواه الاخير ويسمعنا صيحة ميلاد شهر جديد كل ذلك في لحظة واحدة تجمع النهاية والبداية رغم انف الجميع
النهاية التي ترتبط بالزمن لونها بالدموع حينما يتعلق الامربنهاية حياة انسان فاحباؤه سيذرفون الدموع دون شك ويسكنهم الحزن العميق لكن في مواقف اخرى يتغير المشهد 180 درجة ويرتسم عنوان اخر حينما تكون المناسبة للفرح والمرح والسرور بل ويترقب الجميع تلك اللحظة بلهفة لا توصف مثلما يكون الامر مع خروج مولود جديد الى الحياة حيث تعانق الزغاريد السماء ويملا الفرح الزمان والمكان
نهاية ساعات الدوام عند الاغلبية لحظة الحرية والتخلص من قيود العمل ووواجباته للانطلاق في الحياة والتفرغ للامور الخاصة كما ان نهاية اليوم ايضا لها وقع خاص ويكن لها الجميع محبة خاصة لانها تعني اللجوء الى الفراش والخلود الى النوم والراحة بعد يوم من التعب والعمل واذا كان العزاب يتمنون تلك اللحظة مع شيء من القلق لانهم يجدون فراشا مفردا باردا في انتظارهم فان المتزوجين اكثر شغفا بتلك الحظة لانها تمنحهم الراحة والنوم الهادئ واشياء اخرى
نهاية الاسبوع ايضا تحتل مكنة مميزة ويعيش الكل لحظات فرح كلما اقتربت بل ويضعون الكثير من المخططات لبرامج خاصة خلال تلك الفترة لانها تمنحهم زمنا للراحة ويومين كاملين بعيدا عن اجواء العمل لموظفي القطاع العام بينما يقبل موظفو القطاع الخاص بيوم ولسان حالهم يقول "مكره اخاك لا بطل" لتكون تلك المساحة الزمنيةمناسبة للتفرغ للاسرة والرامج الخاصة حتى تكون العودة الى العمل بداية الاسبوع الموالي بروح عالية ونشاط وحيوية
هناك ايضا نهاية اخرى تتصدر القائمة واراهن ان الكل - دون استثناء - يترقبونها بفارغ صبر ويكون وصولها لحظة فرح عارم تتناقل خبره الرسائل القصيرة انها لحظة نهاية الشهر ليس لانها تعلن ميلاد شهر جديد بل وبكل بساطة لانها تعني ان المرتب سيشق طريقه الى حسابات الموظفين ليمتلا الجيب ويتمكن الانسان من التحرك والتسوق
حياة الانسان مليئة بمحطات النهاية غالبا ما يكون لونها زاهيا وطعمها الفرح فنهاية الدراسة تعني التخرج والحصول على الشهادة وبالتالي فرحة بالنجاح وسرور لا يوصف خاصة اذا كان المعدل كبيرا او الشهادة من العيار الثقيل كالماجستير والدكتوراه وبالتالي يجد اللانسان كل الابواب مفتوحة امامه وعلى مصراعيها ليتاكد وبلغة الميدان ان تعبه لم يذهب سدى
ما هي النهاية الاروع في حياة الانسان لا شك ان الاجوبة ستتقاطع وتتناقض وكل واحد يبحر في اتجاه مقدما اجابة مدعمة بالادلة الدامغة والشواهد القاطعة مؤكدا ان رايه صائب لا محالة لكن ححينما نتفحص خريطة حركة الاجوبة واتجاهاتها نجد ان الكثيرين - وليس الكل - يرون ان نهاية العزوبية ودخول عالم الزوجية هي اسعد النهايات التني يترقبها الشباب والشابات بلهفة لا توصف ويعدون الايام -بل الساعات- في انتظار تلك اللحظة الحاسمة لدخول القفص الذهبي الذي طالما حلموا به وتكون المناسبة ايضا نهاية لحياة العزوبية والسرير المفرد وبداية لمرحلة الزوجية وسرير طويل وعريض يكون مسرحا لاحداث عديدة وكلمات ليست كالكلمات