عبد الرحمان الداخل الملقب أيضاً بعبد الرحمان الأول كان أول أمراء قرطبة و قد حكم من 756 و حتى 788 للميلاد.
عبد الرحمان الداخل هو أحد أحفاد هشام ابن عبد الملك و كان من الذين نجوا من بطش العباسيين بالأمويين و استطا ع أن يهرب مع أخيه. كانت مطاردة العباسيين للأمويين دموية بدون رحمة و استطاعوا قتل أخيه. أما عبد الرحمان فقد تمكن من الهرب عبر فلسطين و من ثم مصر إلى شمال إفريقيا. هناك حصل على دعم قبائل البربر له لا سيما و أن أمه تنحدر منهم. و هكذا تمكن عبد الرحمان الداخل بمساعدة البربر من الوصول إلى الأندلس سنة 755 للميلاد و من ثم انتصر على حاكمها يوسف الفهري سنة ٧٥٦ للميلاد. في نفس السنة أعلن نفسه أميراً على الأندلس و فصلها عن الخلافة العباسية و قاتل حتى ٧٦٠ للميلاد ضد أتباع العباسيين المناهضين له.
بدأ عبد الرحمان الداخل بتنظيم إمارة الأندلس. بينما كان إقليم الأندلس بحد ذاته مقسم إلى مقاطعات أُسّسّت في إسبانيا الوسطى عدة إمارات مثل ماردة و طليطلة و سرقسطة و التي كانت وظيفتها حماية الحدود الشمالية للبلاد و تخضع لحكم عسكري تحت سيطرة عوائل قوية تحكم مستقلة جزئياً عن قرطبة.
سنة 778 للميلاد حصلت أول معركة مع الإسبان الدين تحالفت معهم قبيلة الفهري الثائرة على عبد الرحمان الداخل فحاصروا مدينة سرقسطة. لكن الحصار فشل و انهزم الإسبان في تبلك المعركة.
كما تمكن عبد الرحمان من القضاء على عدة انتفاضات للبربر (٧٦٦ - ٧٧٦).
و في سنواته الأخيرة تمكن عبد الرحمان الداخل من القضاء على عدة مؤامرات في قصره.
اهتم عبد الرحمان الداخل بالعمار الشامل فقوى حصون قرطبة و أنشأ قصر الرصافة و بدأ بإنشاء جامع قرطبة الكبير في مكان إقامته و الباقية آثاره حتى يومنا هذا. كما حسن أنظمة الريّ و أنشأ قنوات متطورة و نظام جديد للري مما شجع مجال الزراعة و خلق مجال اقتصادي مهم ظهرت آثاره فيما بعد عندما بلغ أوجه.
ترك عبد الرحمان بعد موته سنة ٧٨٨ دولة قوية منيعة و خلفه فيها ابنه هشام