معذرة أخي القارئ
هنا ستجد ضالتك إن كنت مكتئبا
ستجد عندي حزمة كلمات هاربة من سجن رأسي السميك
سنابل و أقحوان وزنجبيل
وووووو
قصة مريرة أسبكها من حنايا ليلتي هاته؟؟؟
قبل أن تقرأها تخيل أنني بصوتي الدافئ أهمسها في أذنيك كالساحر تماما
بعثر أعضاءه الهرمة على فراش بال و أرسل أفكاره تسرح في حقول الماضي العفنة ....
كما هي عادته في كل ليلة من مثل هذا الوقت...
روتين قاتل لا ينجيه منه سوى عود ثقاب ...يوقده ويطفؤه بيد واحدة ...هكذا ثم هكذا ....يا للمهارة
البارحة كنت أوقد ءاخر فطيرة مخدر ، والليلة أتسكع كالمتشرد داخل جلدي...
يا له من لباس ضيق ...و الحيطان ما زالت قائمة عليّ كالرقيب ...........و النافذة لم تبرح مكانها بعد ...و القمر يراقبني أيضا...
أف للقمر ...يا له من قمر وقح.... أيها القمر أغرب عن وجهي..... ابتعد عن نافذتي البريئة.. ..دعني و شأني
البارحة قلت فيك وفيها ...قصيدتي الخالدة
لمن الشكاة اليوم وا أحزاني *** و صوارم الأحداق مثل سنان
يقطــعن قلبا بائسا بتوحش *** فكأنه ثأر وقلبِـــي الجاني
عجبا سلوها هل لها قلب وهل *** في القلب حب أم هوى شيطاني
اليوم أرفع رايتي مستسلما *** و أعود أحسب كاسفا أشجاني
أتراهَ تدخر الدموع لتبكـني *** لا ما أظـــن بأنها تنساني
لن تنس يوما زرتها متخفــيا *** والبدر يفضـحني لدى الغيطان
لن تنس قبلة عاشق رسمت على *** خـدين في بحر من الهيمان
لن ينس ذاك البدر منظرنا ونحـ *** ـن نذوب في بعض على الكثبان
وينظر لساعته القديمة هنينهة ...يتجرع ثوانيها بغصة ..عقاربها تلدغ عينيه لدغًا ماكرا
يجمع قماش فراشه بهوج ...ويرميه في وجه الحائط بعنف... ويطلق أنات عنيفة
يجهش في البكاء
يلهث
يجمع أنفاسه بسرعة
يا للهول
حتى الساعة توقفت
أنا خارج عوامل الزمن
أنا الوحيد في هذا العالم أمشي خارج الوقت بخطًى وئيدة
بلا حساب ولا عقاب
والمدينة تغط في سبات
و خفافيش المدينة تداعب العتمة
ولا رقيب سوى القمر ...القمر يهوي بهدوء.. مودعا نافذته ..يسدل ستارا قاتما على الأرض
الآن خلا له الجو ... ماذا يقول شعرا مجنحا أم أسجاعا منمقمة
يقوم في هيجان كالعفريت ....يتحامل كالذي يتخبطه الشيطان من المس ...و في الظلام الدامس يوقفه الإسفلت
يغمغم بكلمات كالطلاسم ...يخاطب أعضاءه : تمردي ، ويا عروق : إنتئي ...تحرري
ويا عين تمتعي ...تمرغي في هذا الظلام الدامس
و لا صوت إلا أنينه و ءاهاته
وهو يقضم الساعات الشائكة بصعوبة
و يتسلل خيط لطيف من النعاس لعينيه الحمراوين ...يقاومه بعنف وهو يأسره بلطف
بين اليقظة والسنة يرتل أشعاره الحزينة ...يناغي بسمفونيته الساحرة و الليل بسكونه يروِّضه والجدران بجبروتها تنهره و الفراش البالي ذليلا يلهمه و الظلام بحيرته يوحي له أن يقول
إلياذته الخالدة
إلياذة طريفة من الخيال ** أجاب فيها خاطرا بلا سؤال
قلب لإدريس الحزين ذي الغرام ** يقول فيها بعد حمد وسلام
قالت بصوت خافت وبابتسام ***بعد حديث ذي شجون وملام
ذات اللمى أديبة من الخدم *** أقصوصة تحوكها من العدم
ور اح يهذي
و يهذي
ويهذي و لا صوت إلا صوته الحزين وذالك الصوت القادم من الغابة
صوت البوم غاق غاق غاق
يشق طريقه من الغابة إلى النافذة إلى أذن إدريس الحزين
يتحامل مرة أخرى ليلقي نظرة مودع للنجوم
و أنت أيها النسر الواقع قابع إلى الآن في مكانك متسمر تراقب الأرض
و يلملم الشتات الباقي من جسمه ويخبؤه بين طيات الفراش البالي
و يكرر قصيدته الأليمة مثل ما فعل في الليلة التي قبلها تماما
أنظر أإدريس كرتين هل من خلي**أم هل تراك ترى في الناس من عطل
إلاك أو فانظرن هل في الوجود مكا ** ن فارغ قد نسي تملأه بالفشل
بالله صــــــاح أعد ذكر الحبيبة لا ** لا صاح حتى المحب اليوم في شغل
يأس تشــ بث بي و راح يحزنني ** أني أرى عملي خال من العلل
أحفرة القبر أنتي خير منزلة ** اليـــوم حتى لأنتي منتهى أملي
أحفرة القبر أنتي خير أمنية ** فيكي الشفاء من الآهات و العلل
أنا التعيس حـــقيقة تلازمني ** تكــــذيبها صار مهرب بلا أمل
جسمي أراه حطاما كالزجاج شضى ** هل كنت في خلل أم صرت في خبل
في رأسي اليوم لي هم يؤرقني ** و كنت بالأمس بالعلوم في شغل
بحلّ معضـــلة أو فك مشـــكلة ** أمست جهابذة منه ذوي عمل
و يخفت صوته شيئا فشيئا
بقلمي البائس
من السماء المظلمة
النسر الواقع
إدريس