يا إخوتنا في هذا المنتدى الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.
وأهنئكم بهذا العام الهجري الجديد, نسأل الله تعالى أن يكون عام خير وأمن وسلام,ونصرا للإسلام والمسلمين عامة,و رفعا للحصار المفروض على أهل فلسطين خاصة,وتحريرا للمسجد الأقصى,آمين.
وهكذا يا إخوتنا : عام أهل علينا .. وعام مضى .. فها هي الأيام تمر والأشهر تجرى وراءها تسحب معها السنين ، وتجر خلفها الأعمار وتطوى حياة جيل بعد جيل ، وبعدها سيقف الجميع بين يدي الملك الجليل ليسألنا عن الكثير والقليل مصداقاً لقوله سبحانه : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه}.
ومن أجمل ما قاله لقمان الحكيم لولده :{ أي بني إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا, قد استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة, فأنت إلى دار تقبل عليها, أقرب من دار تبتعد عنها}.
عام مضى وانتهى ولن يعود إلى يوم القيامة فأبعدَنا عن الدنيا عاماً, وقربنا إلى الآخرة عاما,ً
فأحببت يا إخوتي أن يقف كل واحد منا مع نفسه وقفة صدق ليحاسبها الآن حساب الشريك الشحيح قبل أن يُحاسب بين يدي الله جل وعلا يوم القيامة. لأن الله تعالى يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنُوها قبل أن تُوزنوا.
فيا أخي: شمّر عن ساعد الجد والطاعة فإن رأيت نقصاً أتممته, وإن رأيت قدَمَك قد زلَّت في حُفَرِ المعاصي و الذنوب تب إلى علام الغيوب .
وفي الأخير أسأل الله لنا ولكم العافية,ودمتم في رعاية الله وحفظه.