ويوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة, كتب الدكتور عبدالحليم محمود عن عرفات وسر تسميتها بذلك, قال إنها سميت بذلك
( لأن آدم وحواد تعارفا بها.(2) أو لقول جبريل لابراهيم عليهما السلام لما علمه المناسك أعرفت, قال عرفت(3) أو لأنها مقدسة ومعظمة كأنها عرفت أي طيبت, والعرف هو الريح الطيبة(4) ومن اجل مايروي في سبب التسمية إنه ليتعرف العباد إلي الله بالعبادات والدعاء.
وفضل يوم عرفة معروف, ورد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة, وفي هذا اليوم تنزل الرحمة إرسالا ارسالا, وفيه يتجاوز الله عن الذنوب صغرت أو عظمت
ولقد روي الإمام مالك في سنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ـ مارئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة, ومازاك إلا لما رأي من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام.. وفي مسند الفردوس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ـ أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفة فظن ان الله تعالي لم يغفر له
ويوم عرفة هو من الأيام العشر الأولي من ذي الحجة, وفي هذه الأيام العشر الأولي يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ـ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ
نري المسلمين يوم عرفة يجتمعون وقد اختلفت أجناسهم وألوانهم ولغاتهم لا يجمعهم إلا الدين, ولا يربطهم إلا العبودية لله رب العالمين.. الكل في مكان واحد, وزمان واحد يبتهلون إلي الله ربهم ليغفر لهم ويقبل حجهم ويتم نعمته عليهم, وقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال ـ الحج عرفة, ولهذه الكلمة مغزاها ومعناها وذلك أن مناسك الحج يمكن في بعضها التقديم والتأخير, ويمكن في بعضها الآخر أن يستعاض عنه بفدية أو بإنابة وتوكيل ماعدا الوقوف في عرفات, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أفضل الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير.