فكرة التنظيم الدولي :
لن تستطيع أي دولة مهما اتسعت إمكانياتها أو استقرت أوضاعها أن تدعي الاكتفاء الذاتي فلابد من وجود منظمة تهدف لتحقيق مصالح الدول ؛ لذا كان من مصلحة المجتمع الدولي أن يفتش عن العلاقات القائمة على أساس الاستقلال بين الوحدات الدولية. ولقد ظهرت في الواقع حلين هما:-
(1)- الحل التشاؤمي : والذي يرى أنه ليس هناك حلول ترجى لحل معضلة أو مشاكل العلاقات الدولية القائمة على أساس سيادة الدول الكائنة لأن سيادة الدولة تمثل في الواقع معضلة أساسية أمام نشوب أو قيام أي منظمة سواء دولية أو إقليمية.
(2)- الحل التفاؤلي: يقول أنه بالإمكان قيام الدولة العالمية التي تقوم على أساس الوحدة والاتحاد. والدولة العالمية في مصطلح منظري أو مفكري التنظيم الدولي هي المنظمة الدولية فهي الرابط الذي يربط بين كافة الدول المنضمة لهذه المنظمة.
لذا نجد حاجة ملحة لتطوير نظرية تشكل مرحلة وسطى بين حالة الانقسام والفوضى الموجودة في هذا العالم حيث نرى بأن الدول منقسمةوغير منتظمة فلابد من وجود رابط يربط بين انقسام هذه الدول وبين عدم انتظامها يتمثل في إنشاء الدولة العالمية الواحدة ، ومن هنا برزت فكرة التنظيم الدولي الذي يسعى لتحقيق الأهداف المرجوة من قيام هذا التنظيم دون إغفال العقبات المعترضة لسبيله.
خلاصة القول : التنظم الدولي هو نظرية تشكل مرحلة وسطى من حالة انقسام وعدم انتظام دول العالم ، ولحل هذا لابد من وجود منظمة دولية تسعى إلى لم شمل هذه الدول جميعها من أجل حل المشاكل التي تعترض هذه الدول سواء كانت مشاكل سياسية أو اقتصادية أو غيرها.
فالدول تكون تحت مظلة هذه المنظمة ، والمنظمة تستطيع أن تحل هذه المشاكل. فلو نظرنا لأي منظمة نجد من أهم أهدافها هو حفظ السلام والأمن بين الدول ، تحقيق التعاون في مجالات متعددة وهذان من الأهداف التي تسعى إليها أي منظمة.