برلين- واشنطن- وكالات- تشير التقارير إلى أن الليبيين يتخوفون من احتلال أميركي لبلادهم بهدف السيطرة على موارد النفط، ونقلت صحيفة دير شبيغل عن بعض الليبيين تخوفهم في هذا الإطار، وكتبت تحت عنوان «إذا جاء الأميركيون فإنهم سيسرقون ثورتنا» تقول: بدأت قوات القذافي بشن معارك ضد المعارضة في شرقي البلاد من أجل المحافظة على السيطرة على المرافق المهمة في ليبيا على طول خليج سرت، على أن المعارضة ردت الهجمات الليبية، في البريقة وأجدابيا. والمعارض الليبي يوسف سلطان، يحمل السلاح في مواجهة القوات الحكومية، ويعتقد أن القذافي يسعى وراء النفط، وأن هذا يعد مؤشراً على أن النفط لديه لم يعد كافيا.
فيما كان ينظر من نافذته، صرخ قائلاً «النصر»، وفي الأثناء كانت مقاتلتان حكوميتان تقصفان في منطقة البريقة، ولكن حتى لو واصل القذافي هجماته على الثوار، فإن يوسف ورفاقه يقولون، إنهم لا يريدون رؤية قوات غربية في ليبيا، طالبين بإقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا.. وقالوا: «إذا جاء الأميركيون فإنهم سيسرقون ثورتنا».
وفي واشنطن أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما الخميس أن الولايات المتحدة تدرس «كل الخيارات» بما فيها الخيار العسكري في الأزمة الليبية، وجدد دعوته إلى رحيل الزعيم الليبي معمّر القذافي.
وأكد اوباما، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون، انه يريد أن تكون لديه «مجموعة من الخيارات» للتعامل مع الوضع في ليبيا، حيث يواجه الزعيم الليبي حركة معارضة لا سابق لها منذ اكثر من أربعين عامًا له في السلطة.
وقال أوباما إن الولايات المتحدة تدرس «خيارات عدة» متعلقة بطريقة التعامل مع الوضع في ليبيا، وإضافة إلى الإجراءات غير العسكرية التي اتخذناها، أريد أن أكون متأكدًا من أن خيارات عدة ستكون متاحة أمامي».
وتابع: «طلبت من وزارة الدفاع ومن وزارة الخارجية ومن جميع الذين لهم علاقة بالشؤون الدولية أن يدرسوا سلسلة كبيرة من الخيارات».
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن فرض حظر جوي في الأجواء الليبية، قال أوباما: «انه واحد من الخيارات التي سننظر فيها». وأضاف: «لا أزيد أن نكون مقيدين في تحركنا، أريد أن نتخذ قراراتنا على أساس ما هو افضل لليبيين وبالتشاور مع المجموعة الدولية».
وتابع الرئيس الأميركي: «إن الخيارات عسكرية وغير عسكرية»، مؤكدًا أن الوضع في ليبيا يمكن أن يتدهور، وقال: «ما أريد أن أكون متأكدًا منه أن تكون لدى الولايات المتحدة القدرات الكاملة على التحرك سريعا في حال تدهور الوضع بشكل أصبحت فيه هناك أزمة إنسانية أو وضع يواجه فيه مدنيون عزل خطرا كبيرا».
وتأتي هذه التصريحات فيما أبدى البنتاغون حتى الآن حذرًا كبيرًا إزاء احتمال القيام بعملية عسكرية في ليبيا، وأكد رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الاميرال مايكل مولن أن فرض منطقة حظر جوي مثل التي يجري الحديث عنها منذ أسبوع سيكون «أمرا شديد التعقيد» في تطبيقه، فيما لفت وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى انه يجب في هذه الحالة أولاً «مهاجمة ليبيا».
من جهة أخرى، اكد الرئيس اوباما «أن الولايات المتحدة تواصل مع العالم كله التعبير عن الاستهجان لاستخدام العنف ضد الشعب الليبي».
وقال: «سنواصل توجيه رسالة واضحة: يجب أن يتوقف العنف، إن معمّر القذافي فقد شرعيته كقائد وعليه أن يرحل».
وأضاف: «أريد أن أكون واضحًا للغاية. على العقيد القذافي أن يتخلى عن السلطة وان يرحل. هذا شيء جيد لبلاده وجيد لشعبه، انه الأمر الصحيح الذي يجب القيام به».
وتابع الرئيس الأميركي: «على المحيطين به أن يفهموا أن العنف الذي يمارسونه على المدنيين الأبرياء هو موضع رقابة وسيحاسبون عليه». وعن الذين لا يزالون موالين للقذافي قال لهم اوباما: «إن التاريخ يتحرك ضد العقيد القذافي».
على الصعيد الإنساني قال اوباما انه وافق على مشاركة الولايات المتحدة في الجسر الجوي المخصص لنقل النازحين الهاربين من الأحداث الجارية في ليبيا.
وقال: «نقوم حاليا بتلبية الحاجات الإنسانية العاجلة التي تبرز». وأضاف «في هذا الإطار وافقت على استخدام طائرات عسكرية أميركية لمساعدة المصريين الذين هربوا باتجاه الحدود مع تونس للعودة إلى بلادهم».
وتابع الرئيس الأميركي: «كما أننا ندعم أيضًا الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية لإجلاء السكان».