سوف نتحدث عن سيكولوجية الغضب عند لبطفل ذي الثلاث سنوات ونصف والأربع سنوات بادئ ذي بدء نحذر تماما من استخدام الضرب أو أي نوع من أنواع العقاب البدني أو الجسدي بل وتضييق استخدام العقاب اللفظي وحاول قدر المستطاع تجاهل عناده أو محاولاته للتخريب ما استطعت إلى ذلك سبلا و كلما أثارك أو أغضبك تذكر قول الله تعالى في كتابه الحكيم
( وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَ العَافِينَ عَنِ النَاسِ وَ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) - سورة آل عمران : 134- و استعن على كظم غيظك بإرشادات المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هديه من تجاوز شرك الغضب و كما يقال في المثل العربي " إن الغضب هي ريح تطفئ سراج العقل المستنير " فالغضب يدفعك إلى الانتقام لا إلى التهذيب و التعليم حيث أن هذا الانتقام اللفظي أو البدني له آثاره الخطيرة على طفلك في المستقبل ، فانفعالك سيكسر الطفك و يشوه صورته المستقبلية عن نفسه فالأطفال يرون أنفسهم كما يراهم آباؤهم ، وإن بعض الكلمات الغاضبة مثل : أنت مخرب ، أنت مؤذ أنت عنيد ... أحيانا يكون وقعها أشد ألما وتشويها للنفس من وقع السياط التي تلهب الأجساد ، وخصوصا إذا كان الطفل من النوع الحساس جدا و الذكي جدا ، ولذلك تجنب العقاب فهو لن يعطي إلا نتيجة عكسية ، وذلك لسببين : الأول : كما قلنا حساسية الطفل ، سيصدق طفلك نعوتك له بالعناد و التخريب ، ليتحول إلى مخرب دائم معاند مستمر ، ولن تفيد محاولاتك الإصلاح بعد ذلك ، فسيظل طفلك يردد بينه وبين نفسه لاشعوريا : أنا كما يران والدي أنا أضعف من تغيير قدري هذا مهما أفعل فانا سيئ ..لماذا أحاول تغيير نفسي .. بل وتزرع في النهاية الإحساس بالذنب ، وبالتالي ستزرع فيه أنت ووالدته الإحساس بالإحباط و الفشل .
وحيث أن كل طفل يولد بداخله القدرة على أن يكون بارا مطيعا ، أو يكون أنانيا مستغلا ، فلا تجعل منه مستغلا مستبدا صغيرا يعرف نقط ضعفك و التي تدفع بأعصابك نحو الانفلات سريعا، وكما يقول علماء التربية و الاجتماع : ( إن الكبار عندما يصرخون في وجه الأطفال لا يفعلون أكثر من توجيه الدعوة للطفل لأن يتحدى أكثر ، وبالتالي ينعكس هذا التصرف على والديه بالتمادي حتى يعرف إلى أي حد يمكن أن يصل الصراع بينه و بين الكبار ) _ من كتاب الطرق الحديثة في تربية الطفل ،جاسم محمد داود )