بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
محمد الأخضر السائحي
يعتبر محمد الأخضر السائحي بلا منازع أبا للنكتة والمرح في الثقافة الجزائرية، إلى جانب الأستاذ عثمان بوقطاية، إذ نشطا حصصا تثقيفية مرحة في الإذاعة الوطنية (ألوان)، ثم (نماذج)، عايشت أجيالا عدة.
وللسائحي مشوار طويل، قضاه في التعلم والتعليم، انطلاقا من قريته (العلية)، وانتهاء بالجزائر العاصمة، فقد ولد رائد النكتة والمرح في أكتوبر 1918 بقرية العلية، بدائرة الحجيرة، بمنطقة توفرت بولاية ورقلة (800كلم جنوب الجزائر)، حفظ القرآن الكريم على يد مشايخ في قريته، أشهرهم الشيخ محمد بن الزاوي، والشيخ بلقاسم شتحونة، وأجيز على حفظه سنة 1930. ثم أخذ يعلمه للصبيان بمسقط رأسه لمدة تجاوزت السنتين. غير أن حبه للعلم دفعه للانتقال إلى مدينة القرارة، ليتتلمذ على الشيخ البيوض مدة سنتين.
وفي سنة 1935 توجه إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة الشهير سنة 1939، ورجع إلى توقرت مطاردا من السلطة الاستعمارية التي سجنته لمدة أسابيع. وبمدينة توقرت سعى مع مجموعة من الشباب لتأسيس جمعية الأمل للفن والتمثيل وتأسيس فوج للكشافة ثم تأسيس مدرسة الفلاح لنشر الوعي والتربية بالمنطقة. وتخرج من هذه المدرسة عدد كبير من التلاميذ ممن التحقوا بالزيتونة فيما بعد وأصبح من بينهم الأساتذة والأدباء، كما أسس مدرسة النجاح بقرية (تماسين).
ومارس التعليم لبعض الوقت بمدينة باتنة (400 كلم شرق الجزائر)، ثم انتقل إلى العاصمة في 1952، والتحق بالإذاعة آنذاك و عمل منتجا إلى جانب مزاولته مهنة التدريس في عدد من ثانويات العاصمة كثانوية القبة (حسيبة بن بوعلي حاليا) ومدرسة السعادة بحي بلكور، ثم انقطع للإنتاج الإذاعي حتى الاستقلال.
بعد الاستقلال جمع الفقيد بين التعليم والعمل الإذاعي في كل من ثانوية بن خلدون والثعالبية إلى أن تقاعد في نوفمبر سنة 1980. خلف الشاعر محمد الأخضر السائحي، الذي كان ينشر إنتاجه في كثير من الجرائد والمجلات التونسية والجزائرية، عددا من المؤلفات المطبوعة منها «همسات وصرخات» عن دار المطبوعات الجزائرية 1967 و«جمر ورماد» عن الدار العربية للكتاب بتونس 1980 و«ألوان بلا تلوين» عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع وبه جمع النكت والطرائف التي كان يذيعها في برنامجه الإذاعي ألوان ثم نماذج.
وعرف كتابه للنكت «ألوان بلا تلوين» رواجا كبيراً إذ طبع أربع مرات وسرعان ما نفد من المكتبات، كما ترك السائحي ديوانا للأطفال عن دار الكتب بالجزائر سنة 1983. وكتاب إسلاميات عن المؤسسة الوطنية للكتاب سنة 1984.
وكان السائحي ضمن الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1964. وشغل منصب الأمين العام المساعد في الهيئة الثالثة (مارس 1981).
بالله عليكم اخوتي في الله لا تنسوني بالدعاء.
التوقيع: بلمهدي محمود