تنام عاصمة الذهب الأسود حاسي مسعود هذه الأيام على قنبلة موقوتة قد تعجل بكارثة يمكن أن تزيل مدينة تحوي أكثر من 60 ألف نسمة من الوجود وتوقف تصدير الغاز والبترول، حيث خلفت الرياح القوية التي ضربت المنطقة مؤخرا وشلت الأشغال بالحفارات البترولية، سقوط واعوجاج بعض الأعمدة الكهربائية التي تحمل كوابل الضغط العالي والمتوسط بتردد يفوق 30 ألف فولط لا زالت مائلة وعلى حالتها دون تدخل شركة سوناطراك لاحتواء الموقف وتجنب المنطقة كارثة حقيقة.
ويمكن لسقوط الأعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي أن تتسبب في توقف ضخ البترول حتى على خارج الوطن، والأعظم من ذلك أن هذه الأعمدة المهددة تتواجد بالمنطقة البترولية التابعة لقسم الإنتاج بالمجمع النفطي سوناطراك غير بعيد عن مطار حاسي مسعود الدولي، وهي ذات ضغط مرتفع جدا وآيلة للسقوط فوق أنابيب ناقلة للغاز، حيث لا تفصل المسافة بين العمود الكهربائي والمضخة 20 مترا فقط، وهو خطر من شأنه أن يعصف بالمدينة في حالة وقوع تلامس للكهرباء مع الغاز.
يحدث هذا في غفلة من مصالح عملاق الصناعة النفطية في الجزائر التي لم تكترث بالخطر المحدق بمرجع الاقتصاد الوطني، وحسب توضيحات مختصين بأمن المحروقات فإن حجم الكارثة مرعب في حالة وقوعها ما لم تسارع الشركة المذكورة رفقة مصالح سونالغاز إلى السيطرة على الوضع وتخطيط آليات مراقبة وحماية من شأنها دفع الخطر عن المحيط الصناعي للجهة، سيما وأن المرسوم التنفيذي رقم 127 ـ 05 صنف حاسي مسعود منطقة ذات أخطار كبرى وجمد كل نشاطاتها منذ 2004 .
وعن عدم تدخل المصالح المعنية بإصلاح الأعطاب الكهربائية، أشارت مصادر من سونلغاز أن المنطقة المذكورة لا تدخل ضمن صلاحيتها كونها موقعا بتروليا يمنع دخوله إلا بإذن من شركة سوناطراك، حسب الإشارات المثبتة في مدخله، ومعلوم أن عاصمة الذهب الأسود شهدت الشهور الأخيرة عدة حوادث متفرقة خلفت جرحى وقتلى، بالرجوع إلى تقارير مديرية الحماية المدنية آخرها انفجار صهريج نفطي قرب حفارة بترولية تابعة لشركة أجنبية أودى بحياة مواطن.
منقول عن الشروق اليومية