•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA

منتدى عربي جزائري تعليمي ثقافي خدماتي منوع ،،
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إستمع للقرآن الكريم
TvQuran
المواضيع الأخيرة
»  ***عودة بعد طول غياب***
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 25, 2020 10:29 pm من طرف نورالوئام

» لأول مرة اعتماد اكاديمي بريطاني و توثيق حكومي لشهادة حضور مؤتمر تكنولوجيا الموارد البشرية
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 18, 2018 4:04 pm من طرف ميرفت شاهين

»  منتدي الجامعات العربية البريطانية
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 07, 2018 6:06 pm من طرف ميرفت شاهين

» الشاعر المسعود نجوي بلدية العالية ولاية ورقلة.
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2018 10:42 pm من طرف تيجاني سليمان موهوبي

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 2:15 pm من طرف ميرفت شاهين

»  الجامعات الذكية بين الجودة والرقمنة مارس 2018
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت فبراير 17, 2018 10:50 am من طرف ميرفت شاهين

»  الملتقى العربي الرابع تخطيط مالية الحكومات ...النظم المستجدة والمعاصرة - شرم الشيخ
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالخميس يناير 18, 2018 2:32 pm من طرف ميرفت شاهين

» شرم الشيخ تستضيف المؤتمر العربي السادس تكنولوجيا الاداء الاكاديمي مارس 2018
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت يناير 13, 2018 4:29 pm من طرف ميرفت شاهين

» وحدة الشهادات المتخصصه: شهادة الإدارة التنفيذية (( الشارقة - القاهرة )) 4 الى 13 فبراير 2018م
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالخميس يناير 04, 2018 7:28 pm من طرف hamzan95

»  شهادة مدير تسويق معتمد Certified Marketing Manager باعتماد جامعة ميزوري الأمريكية
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2017 1:42 pm من طرف ميرفت شاهين

» المؤتمر العربي الثامن تكنولوجيا الموارد البشرية
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2017 2:56 pm من طرف ميرفت شاهين

» التفاصيل الكاملة لدرجة الماجستير الاكاديمي فى ادارة الاعمال MBA من جامعة نورثهامبتونUniversity of Northampton البريطانية والتي تاسست عام 1924
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت يوليو 22, 2017 5:15 pm من طرف ميرفت شاهين

» نتائج شهادة التعليم المتوسط 2017
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالإثنين يونيو 26, 2017 10:56 pm من طرف يـاسيـن

» هاجر ، عزوز ، حمود ، بدر الدين ؟؟ ووووو
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 4:48 pm من طرف Belkhir cherak

» اربح أكثر من 200 دولار من خلال رفع الملفات
بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2017 12:36 am من طرف alfabeta1

جرائد وطنية
أهم الصحف الوطنية
 
 
 
اليوم والتاريخ
ترتيب المنتدى في أليكسا
فايسبوك
عداد الزوار
free counters
أدسنس
CPMFUN 1
xaddad
propeller

شاطر
 

 بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يـاسيـن
الـمـديـر
الـمـديـر
يـاسيـن

عدد الرسائل : 9266
العمر : 35
المدينة التي تقطن بها : ورقلة
الوظيفة : ليس بعد (دبلوم ماستر ميكانيك طاقوية)
السٌّمعَة : 184
تاريخ التسجيل : 02/02/2008

بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Empty
مُساهمةموضوع: بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~   بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالسبت مايو 21, 2011 9:10 pm

خصائص أسلوب المنفلوطي :
للمنفلوطي أسلوب عذب متميز عزيزٌ أن يقارع ، جليلٌ أن يُشابه ..!
وإذا رغبنا في السير وراءه فمن اللازم معرفة كيفية تميّزه ، وهاأنذا أحاول تقديم تلك المميزات من خلال قراءتي لكتابه ( ماجدولين ) ..
ولو أني أطمع أن يكثر الإقبال على هذا الموضوع لزدتُ وأفضتُ ..
أما خصائصه التي تفرد ببعضها .. فمنها ..
1ـ كثره اقتباسه من القرآن والسنة :
وهو بذلك قد سلك خير سبيل يُلتمس فيه التفوق الأدبي ، وقد جعل ( ابنُ الأثير ) في كتابه ( المثل السائر ) الأدباءَ ثلاثة ، وذكر أن خيرهم من يقتصر على حفظ القرآن بتدبر ، ودراسة السنة النبوية وحفظ بعض منها ومحاولة الاستفادة من بلاغتيهما بالاقتباس والنظر في الأسلوب والسعي إلى محاكاته ، فقال ( بتصرف ) :
( إن الطريق إلى تعلم الكتابة على ثلاث شعب :
الأولى : أن يتصفح الكاتبُ كتابةَ المتقدمين ، ويطّلع على أوضاعهم في استعمال الألفاظ والمعاني ، ثم يحذو حذوهم ، وهذه أدنى الطبقات عندي .
والثانية : أن يمزج كتابة المتقدمين بما يستجيده لنفسه من زيادة حسنة ، إما في تحسين ألفاظ ، أو في تحسين معانٍ ، وهذه هي الطبقة الوسطى ، وهي أعلى من التي قبلها .
والثالثة : ألا يتصفح كتابة المتقدمين ، ولا يطّلع على شيء منها ، بل يصرف همه إلى حفظ القرآن الكريم وعدة دواوين من دواوين فحول الشعراء ممن غلب على شعره الإجادةُ في المعاني والألفاظ ، ثم يأخذ في الاقتباس ، فيقوم ويقع ، ويخطئ ويصيب ، ويضل ويهتدي حتى يستقيم على طريقة يفتتحها لنفسه ، وأخلِقْ بتلك الطريق أن تكون مبتدَعةً غريبة لا شركة لأحد من المتقدمين فيها ، وهذه الطريق هي طريق الاجتهاد ، وصاحبها يُعدّ إماماً في فن الكتابة ، إلا أنها مستوعرة جداً ، ولا يستطيعها إلا من رزقه اللهُ لساناً هجّاماً وخاطراً رقاماً ، ولا أريد بهذه الطريق أن يكون الكاتب مرتبطاً في كتابته بما يستخرجه من القرآن الكريم والشعر ، بحيث إنه لا ينشئ كتاباً إلا من ذلك ، بل أريد أنه إذا حفظ القرآن وأكثر من حفظ الأشعار ثم نقّب عن ذلك تنقيب مطّلعٍ على معانيه ، مفتّشٍ عن دفائنه ، وقلّبه ظهراً لبطن عرف حينئذ من أين تؤكل الكتف فيما ينشئه من ذات نفسه ، واستعان بالمحفوظ على الغريزة الطبيعية ) .

و( للمنفلوطي ) باع طويل في هذا الأمر ، حتى أني أحس بحلاوة اقتباسه تسري في رضابي ...
وأمثلة ذلك وفيرة ، منها قوله :
( لذلك أعتقد أني ما تخيلتُ هذه السعادة التي أقدرها لنفسي إلا لأنها كائنٌ من الكائنات الموجودة ، وأنها آتيةٌ لا ريب فيها ) .
أو ما ترون أن الأسلوب تحسَّنَ بالاقتباس ..!!؟
ومن ذلك أيضاً قولـه : ( فلم ير بداً من أن يحييه ، فحياه بتحية حيّا بأحسن منها ) .
ومن ذلك أيضاً قوله : ( جلس مولر إلى ابنته ، فنظر نظرة في النجوم ) .
وأيضاً : ( وشعر كأن الفضاء يدور به ، وكأن قد بُدلت الأرض غير الأرض والسماوات ) .
وكذلك قولـه : ( إنهم يقودون أنفسهم من حيث لا يشعرون ، ويمزقون أعراضهم بأيديهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) .
وقوله : ( فدونك الأرض الفضاء ، فامشِ في مناكبها ما شئتَ ) .
وقولـه أيضاً : ( لا سبيل لأحدٍ علي ، ولا شأن لكائنٍ من الكائنات عندي حتى يوافيني أجلي ، وهذا فراق ما بيني وبينكم ) .
وقولـه : ( هكذا تقوم الساعة ، وهكذا ترجف الراجفة ، وهكذا تُنثر الكواكب في الفضاء ، وتُطوى السماء طي السجل للكتاب ) .
هذه بعض اقتباساته الجُملية، وثمة طائفة من الاقتباسات اللفظية من القرآن ، منها قوله : ( فصدف عنهما ) .
وقولـه : ( يعانون في مثل هذه الليلة الماطرة من تدفُّق الغيوث فوق رؤوسهم ، واعتراض الوحول في طريقهم ، وبُعد الشّقة عليهم مالا طاقة لهم باحتماله ، فوا رحمتاه لهم ! ) اقتضبه من قوله جل وعلا : ( لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة ) .
وقولـه : ( فاستيأس الرجل ) من قوله تعالى : ( فلما استيئسوا منه خلصوا نجياً ) .
وقولـه أيضاً : ( أو يصطنعه من أجلها ) من قوله تعالى : ( واصطنعتك لنفسي ) .
وقوله : ( فظل يتنقل في أنحاء البلاد غدواً ورواحاً ) . أخذه من قول الله تعالى : ( ولسليمان الريح غدوّها شهر ورواحها شهر ) .
تلك بعض الاقتباسات القرآنية التي حسّنت صنع الأسلوب وحلّت ألفاظه ، ولم ينس المنفلوطي الاقتباس من السنة الشريفة فقد اقتبس وأجاد ، ومن ذلك قولـه : ( ولذلك أنت تفرّ مني الفرار كله وتنقبض عني ، ولا تراني أسلك فجاً إلا سلكتَ فجاً غيره ) .
وقوله أيضاً : ( لا تجزع يا بني ، فالله أرحم بك من أخيك ) أخذه من قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لله أرحم بعباده من هذه الأمة بولدها ) .
وقولـه : ( فجزعتُ عند الصدمة الأولى ) كأنه أخذه من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) .
وإن مما يشي بثقافة المنفلوطي وتبحره في العلوم وكثرة اطلاعه هو اقتباسه الشعري رغم أنه في مقام الترجمة لا في مقام التأليف !
ومن اقتباساته نجتبي ثلاثة أمثلة ، أحدها قوله : ( فإني أشعر أن الحياة مظلمة قاتمة ، وأن هذا الفضاء على سعته وانفراج ما بين أطرافه أضيق في عينيّ من كفة الحابل ) وذلك من قول الطرماح بن حكيم الطائي :
ملأتُ عليه الأرض حتى كأنها ******* من الضيق في عينيه كفة حابل
وثاني الاقتباسات قوله : ( وحنا عليها حنوّ المرضعات على الفطيم ) من قول المنازي :
نزلنا روحه فحنا علينا ************** حنوّ المرضعات على الفطيم
وثالثها قوله : ( ورأى الشمسَ قد هبّت من مرقدها ، ولا تزال في جفنها سنةُ الغمض ) أخذه من قول ابن الرومي ، وقيل أنه لأبي فراس الحمداني ، وقيل أخرى أنه لسيف الدولة الحمداني ، غير أني أراه لابن الرومي :
وساقٍ صبيحٍ للصَّبوح دعوتُه ******** فقام وفي أجفانه سنة الغمض
هذه جملة من اقتباساته العذبة ، ولم أشأ سردها برمتها ؛ لأن في ذلك إطناباً مملاً ، على أن أسلوب المنفلوطي ليس بممل ، بل لا يزال حسنه يتجدد في كل مرة تقرأه .
2ـ سَيره على أحمد أنواع البلاغة اللفظية :
سُئل الكندي عن البلاغة فقال : ( ركنها اللفظ ، وهو على ثلاثة أنواع :
فنوع لا تعرفه العامة ولا تتكلم به ، ونوع تعرفه وتتكلم به ، ونوع تعرفه ولا تتكلم به وهو أحمدها ) وقد صدق والله .
والمنفلوطي آثر النوع الثالث فامتاز أسلوبه وحسُن ، وهو بذلك شبيه بابن المقفع ، وكلاهما يعد علماً لائحاً وقبساً متقداً .
وإذا أنعمنا النظر في كتابه ( ماجدولين ) ظفرنا بما نبتغي ، فهو زاخر بالألفاظ المعروفة غير المستعملة ، أو المعروفة في بعض تصريفاتها وليس كلها ، ومثال ذلك قولنا الشهير : ( أيضاً ) ، فهلا فكر أحد منا في استعمال التصريفات الأخر لهذه الكلمة ، فإن هذه الكلمة مشتقة من ( آض يئيض أيضاً ) بمعنى رجع أو عاد أو صار ، وقد عدها بعض النحاة من أخوات كان .
ومن أمثلة ذلك قول المنفلوطي : ( .. لعلِم أن جمال الكائنات فوق جمال التصورات ، وحقائق الموجودات فوق هواتف الخيالات ) فانظر استعماله لذلك التصريف في ( هواتف ) هذا المقام ، وما أحسبه استُعمل من قبل في مقامه .
وقوله : ( .. فرآه ينظر إليه نظرة المستوقف ، ورأى كأن كلاماً يتحير في شدقيه ) ولفظة ( التحير ) معروفة ، ولكنها لا تُستعمل في مثل هذا الموضع إلا نزراً .
ومن ذلك قولـه أيضاً : ( ولا أبالي أن أبكر في صبيحة كل يوم تبكير الغراب إلى قمم الجبال وشواطئ الأنهار ، عاريَ الرأس ، حافيَ القدم ، أمرح وألعب وأتأثّر طرائد الصيد في مسارحها وملاعبها ) .
وكلمة ( أتأثر ) معناها : أتتبع الأثر ، فهي إذن مشتقة من الأثر وكلنا يعرفه ، غير ألا أحد يستعمل ( أتأثر ) إلا قليلاً .
وقولـه : ( فما خطا فيها بعض خطوات حتى سمع الفتى يُغرب في الضحك ) والإغراب في الضحك يعني المبالغة ، حتى كأنه أتى بشيء غريب .
وقولـه : ( فخرج من الحديقة هائماً على وجهه بين الغابات والأحراش حتى أدبر النهار ) فمن ذا يقول للنهار ( أدبر ) ؟ ، إذ لا تستخدم هذه الكلمة غالباً في مثل هذا الموضع رغم أنها معروفة .
وقولـه أيضاً : ( مال ميزان النهار ) وما من أحد يجهل ماهية ( الميزان ) ، ولكن من منا استعملها في غير ما اشتُهرت به ؟!.
وقولـه : ( وقد كتب لها كتاباً نطق فيه قلمه بما عجز عنه لسانه ، فنشره بين يديه ) والنشر معروف ، فدوماً نبصر في وسائل الإعلام ( مؤسسة ( .... ) للطباعة والنشر ) بيد أن البلاغة استعمالها في غير ما تقال فيه .
وقولـه أيضاً : ( فأخذ منها كتاب سوزان ، وأمرّ نظره عليه مراراً ) وكلمة ( أمرّ ) معروفة لكل أحد ، وهي من ( مرّ يمرّ مَرّاً ومروراً ) بمعنى جاز وذهب ، ولكن لها مذاقاً خاصاً حين تُذكر في غير ما اشتُهرت به .
والأمثلة كثيرة جداً ، يطول المقام لذكرها كافة .
3ـ عدم التكلف :
فلا يكد ذهنه ويجهد نفسه للكتابة ، بل يجريها على نحيتتها ، وقد ذكر ذلك هو بنفسه إذ قال في كتابه النظرات ( 1 / 42 ) : ( أني ما كنتُ أحمل نفسي على الكتابة حملاً ، ولا أجلس إلى منضدتي مطرقاً مفكراً : ماذا أكتب اليوم ؟ وأي الموضوعات أعجب وأغرب ، وألذ وأشوق ؟ وأيها أعلق بالنفوس ، وألصق بالقلوب ؟ بل كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب ) .
ولا ريب أن ترك التكلف أبلغ وأقوم سبيلاً ، فقد مدح البحتريُّ محمدَ بن عبد الملك الزيات بأنه لا يبتعد بفكره حتى يقع على المعنى ، بل هو قريب لديه ، فقال :
ومعانٍ لو فصّلتها القوافي ************** هجنَت شعر جرولٍ ولبيد
حُزْنَ مستعمَل الكلام اختياراً ************** وتجنبن ظلمة التعقيد
وركِبنَ اللفظ القريب فأدركــ ************ ــن به غايةَ المراد البعيد

وليس لدى المنفلوطي في ذلك أمثلة بينة فنذكرها ، بل كل كتاباته تشهد بذلك لمن تفكر فيها .
4ـ توظيف المفعول المطلق جيداً :
أكثر الكتاب لا يعبأ باستخدام ( المفعول المطلق ) أو ( المصدر ) وكأن لا وجـــــود له في اللغــــة ، وأعني به ما لم يعقبه صفــةٌ ، وهو ما كان خِلواً من غرض تبيين النوع أو العدد ، وما كان المنفلوطيُّ ليذر الطيب على ما هو عليه حتى يقيم به كتاباته ، ويحسّن به أسلوبه ، لا سيما وقد زخر القرآن به ، ولا بلاغة أبلغ من القرآن ، ولا بيان يقارع بيانه ، فحقيق أن يكون لنا أسوةً حسنة في الكتابة ، لأنه نزل من عند من لا يضل ولا ينسى .
ومن إعمال الله تعالى للمفعول المطلق قولـه : ( ورتل القرآن ترتيلاً ) وقولـه : ( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عداً ) وغير ذلك من الآيات ..
والمنفلوطي استحب إيراد المفعول المطلق على التجرد منه في حدود منضبطة ، لا جزافاً ، ومن ذلك قولـه : ( الجو رائق ، والسماء مصحية ، وقرص الشمس يلتهب التهاباً ) وهذه الجملة موزونة على بحر ( الوافر ) ، وإخالها عجزاً من بيتٍ لبعض الشعراء .
وقولـه أيضاً : ( فمشى إليها يتخبّل في ثيابه تخبّلاً ) .
وكذلك قولـه : ( قالت : أعاذني الله وإياكِ من حبٍّ يختلس الحياةَ اختلاساً ) ونحوها .
5ـ البراعة في الوصف والتشبيه :
لقد كان المنفلوطي نبراساً يهتدى به في البلاغة ، ومن ذلك براعته الوصفية والتشبيهية ، والأمثلة على ما نقول شهيد ..
قال : ( إني لأذكر يا سوزان تلك الأيام التي قضيناها معاً ، وتلك السعادة التي كنا نهصر أغصانها ونجني ثمارها ونطير في سمائها بأجنحة من الآمال والأحلام فأندبها وأبكي عليها ، وأحنّ إليها حنين الليل إلى مطلع الفجر ، والجدب إلى ديمة القطر ) .
وقال أيضاً : ( ثم عادت إلى الغرفة وأغلقتِ الباب وراءها ، فعاد إلى موقفه الأول ، وما زال راكعاً أمام بابها حتى مشت جذوة النهار في فحمة الليل ) وتلك فتنة لا توصف !!.
وقال كذلك : ( ولم تزل على حالها تلك حتى حلق طائر الكرى فوق أجفانها ) !.
وقال أيضاً : ( ولم يزل يهتف بهذه التصورات حتى انحدر برقع الليل عن وجه الصباح ) !!.
وقال كذلك يصف رجلاً تتقاذفه أمواج البحر من كل جانب : ( وما زال يتخبط ويتشبث ، ويظهر ثم يختفي ، ويتحرك ثم يسكن ، حتى كل ساعده ووهت قوته وابيضت عيناه واستحال أديمه ، ولم يبق أمام أعيننا إلا رأس يضطرب ويد تختلج ، فبكى الباكون وأعول المعولون ونظر الناس بعضهم إلى بعض ، كأنما يتساءلون عن رجل رحيم أو شهم كريم ، وإنهم لكذلك إذا رجل عارٍ يدفع الجمع بمنكبيه ، وينزلق بين الناس انزلاق السهم إلى الرمية ، حتى ألقى بنفسه في النهر وسبح حيث هبط الغريق فهبط وراءه ، وما هي إلا نظرة والتفاتة أن انفرج الماءُ عنهما ، فإذا هما صاعدان وقد أمسك الرجل بذراع الغريق ، فكبر الناس إعجاباً بهمة المخلص ، وفرحاً بنجاة المسكين ) فما تقولون في وصفه وجذبه الانتباه وجعل القارئ يعيش مع الحدث بفكره ؟!!.
وقال : ( ثم مدت يدها إليه فصافحته ، فلم يكن بين تلامس كفيهما وخفوق قلبيهما إلا كما يكون بين تلامس أسلاك الكهرباء واشتعال مصابيحها ) وثمة ملاحظة على هذا الكلام ، إذ لم يكن في عصر الأديب الفرنسي صاحب الرواية كهرباء ، فلا أحسب ذلك إلا من زيادات المنفلوطي .
وقال أيضاً : ( وما زال يتغلغل في أحشاء الظلام متيامناً متياسراً صاعداً منحدراً ) وهذه كلمات حسنة موجزة ، بيد أن لي ملاحظة على قولـه ( متيامناً متياسراً ) ، وهو أن صاحب ( لسان العرب ) قال : ( يقال : يامِن يا فلان بأصحابك ، أي خذ بهم يمنة ، ولا تقل : تيامن بهم ، والعامة تقولـه ، وتيمن : تنسب إلى اليمن ، ويامَنَ القومُ وأيمنوا : إذا أتوا اليمن ، قال ابن الأنباري : العامة تغلط في معنى تيامن فتظن أنه أخذ عن يمينه ، وليس كذلك معناه عند العرب ، إنما يقولون تيامن إذا أخذ ناحية اليمن ، وتشاءم إذا أخذ ناحية الشام ، ويامَن : إذا أخذ عن يمينه ، وشاءم إذا أخذ عن شماله ) وقال أيضاً : ( تياسَرْ يا رجل لغة في ياسِرْ ، وبعضهم ينكره ) على أن الفيروزآبادي لم ينكر لفظة ( التيامن والتياسر بمعنى الأخذ جهة اليمين أو اليسار ) حين قال : ( والتياسر : التساهل ، وضد التيامن ، والأخذ في جهة اليسار ) وفي اعتقادي أن قول ابن منظور أصوب ، وخلاصة الأمر أن ( التيامن والتياسر بمعنى الأخذ جهة اليمين واليسار ) لغة ضعيفة ـ إن لم تكن خاطئة ـ والأصح أن يقال : ( يامِن أو ياسِر ومصدرهما الميامنة والمياسرة ) .. والله أعلم .
وقال أيضاً : ( فركعت بين يديه ومدت يدها إليه ضارعة ، وأنشأت تسترحمه بالبكاء مرة والدعاءِ أخرى ، فكانت كأنها تستنبط الماء من الصخر ، أو تستنبت الربيع في القفر ) .
وقال كذلك : ( رأيتُ آفاق السماء قد اربدّت واقشعرّت ، ثم ارفضّت عن غيوثها المنهلة ) وهذا بحـــــق وصـف لا مثيـــــــــل له ، حتى ليخيل إليك من سحره أنك تراه .
وقال أيضاً : ( لقد نبذتُ حبكم من قلبي نبذَ الفم النواةََ ) .
وها قد فرغنا الساعةَ من بعض التطويف بمميزات أسلوبه ، ووقفنا وقفة مع أدبه ، وخلال جولتنا في جنة الكتاب استحوذت بعضُ كلماته على إعجابنا فوددنا نقلها للقارئ حتى يسعد بها كما سعدنا ، وهي :
أ ـ قال : ( فلا خير في حياة يحياها المرء بغير قلب ، ولا خير في قلب يخفق بغير حب ) !!!.
ب ـ وقال : ( .. فمد يده إلى استيفن مودعاً ، وتركه مكانه حائراً مشدوهاً، وليس وراء ما به من الهم غاية ) وهذا تركيب فائق الجمال !!.
ج ـ وقال أيضاً : ( فإذا رجلٌ بين معترك الأمواج ، يصارع الموت والموت يصرعه ، ويغالب القضاء والقضاء يغلبه ) !! أقصى ما نصف به تلك الجملة أن نقول : ( إعجاز !! ) .
د ـ وهذه جملة آنست فيها سهولة ، ولكنها سهولة ممتنعة ، : ( أما الخداع الذي تذكره في كتابك ؛ فأنا أعتقد أنك تعلم من أمري غير ما تقول ، ولكنك غضبتَ ، فقلتَ غير ما علمتَ ) !!.
هـ ـ وقال : ( فما أصعب الوداع ، وما أصعب الفراق بلا داع ! ) !!.
و ـ وقال أيضاً : ( فلمح على البعد شمعة يتضاءل نورها بين الشموع المحيطة بها ، فخطر له أن يتلهى بإصلاح ذُبالتها .. ( ثم قال ) .. فبدا له أن يقرض أعلاها ليصفو أسفلُها ) ولا ريب أن هذه جملة جيدة التركيب مع سهولة !!.
ز ـ وقال أيضاً : ( ثم التفت إلى أبيه وقال لم : إني لا أعتب على واحدٍ من هؤلاء ، لأنهم سمعوك تغني فضربوا على نغمتك ) .
ح ـ وقال كذلك : ( وكان إذا ركب رأس طريق مشى فيه قدُماً ) .
ط ـ وقال : ( وكذلك صحت عزيمته على الانتحار ) .
تلك إطلالة عجلى على المميزات الأسلوبية لدى المنفلوطي جاءت من لدن إنسي كسائر الإنس يخطئ ويصيب ، والله من وراء القصد ..
ونختم بنبذة موجزة عن المنفلوطي ..
نبذة موجزة عن المنفلوطي :
الاسم : مصطفى لطفي المنفلوطي ، يرجع بنسبه الشريف إلى ( علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ) و( فاطمة بنت محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) .
تاريخ الميلاد : 1877 م .
مكان الميلاد : بلدة منفلوط المصرية .
صفاته وأخلاقه : قال عنه الأديب الناقد ( حسن الزيات ) : ( إنه كان مؤتلف الخلق ، متلائم الذوق ، متناسق الفكر ، متسق الأسلوب ، منسجم الزي ، لا تلمح في قولـه ولا في فعله شذوذ العبقرية ، وكان صحيح الفهم في بطء ، سليم الفكر في جهد ، دقيق الحس في سكون ، هيوب اللسان في تحفظ ، وهذه الخلال تظهر صاحبها للناس في مظهر الغبي الجاهل ، فهو لذلك كان يتقي المجالس ويتجنب الجدل ويكره الخطابة ، وهو إلى ذلك رقيق القلب ، عف الضمير ، سليم الصدر ، صحيح العقيدة .. ) .
آثاره الأدبية : خلف المنفلوطي مؤلفات عدة ، هي :
1ـ أشعار ومنظومات رومانسية كتبها في بداية نشأته الأدبية .
2ـ النظرات ، وهو مجموعة مقالات كان يكتبها في بعض الصحف المصرية .
3ـ العبرات ، وهو مجموعة قصص ، بعضها معرب ، وبعضها موضوع .
4ـ في سبيل التاج ، وهي رواية معربة عن الفرنسية .
5ـ الشاعر ، وهي رواية معربة عن الفرنسية .
6ـ الفضيلة ، وهي رواية معربة عن الفرنسية أيضاً .
7ـ ماجدولين ، وهي رواية معربة عن الفرنسية ، ونحن حيالها الآن .
8ـ مختارات المنفلوطي ، وهي مختارات شعرية ونثرية ، اصطفاها ربها من شتى العصور .
تاريخ الوفاة : 1924 م .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ouargla.org
أحلام جزائرية
عضو ذهبي
عضو ذهبي
أحلام جزائرية

عدد الرسائل : 1623
العمر : 34
المدينة التي تقطن بها : الجزائر
الوظيفة : فعل الخير
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 13/01/2011

بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~   بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Icon_minitimeالأحد يونيو 26, 2011 2:09 pm

بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~ Jb12794616161

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

بحث جاهز حول ~ الخصائص الأسلوبية للمنفلوطي ~

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» بحث جاهز حول ~ الماركسية ~
» بحث جاهز حول ~ الإستيلاد ~
» بحث جاهز حول ~ التحفيز ~
» بحث جاهز حول ~ ابن البيطار ~
» بحث جاهز حول ~ la communication ~

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•°o.O منتديات ورقلـة المنـوعة ترحب بكم ،، O.o°•OUARGLA :: المنتـدى التعليـمـي :: منتدى التعليم الثانوي وتحضير البكالوريا :: بحوث التعليم الثانوي-