بالسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين
تتجاوز نسبة الشباب في المجتمع الجزائري 70 بالمئة على الاقل وبالتالي فمجتمعنا مجتمع فتي ولديه طاقات كبيرة من المواهب قادرة على ملئ جميع الفراغات في المؤسسات الوطنية بالدولة والاكثر من ذلك أن هذه الطاقات والمواهب ذات كفاءة عالية والدليل على ذلك قبولها في مختلف المراكز والجامعات العلمية عبر العالم لقدرتها على التأقلم والابداع متى اتيحت الفرصة لا بل نصف فرصة تكفي الشباب الجزائري للبزوغ والنبوغ سواء هنا او أي مكان بالعالم.
ومع كل هذه الميزات المتوفرة في شبابنا إلا أننا نجد أن غالبيتهم تميل إلى الهجرة الى شمال الكرة الارضية حيث الجنة الموعودة وتحقيق الاحلام والطموحات ولا فرق في ذلك بين الشباب المثقف أو الشباب الاقل ثقافة ولا بين الشباب ذوي المكانة الاجتماعية المقبولة أو الشباب من ذوي الطبقة المسحوقة ولا بين الشباب ذي التوجه العلماني او الشباب ذي التوجه المحافظ حتى لا نقول الاسلامي. فما هو سبب الهجرة ككل ولا فرق عندي بين الهجرة الرسمية عبر القنوات الشرعية او الهجرة غير الشرعية أو ما يصطلح عليها (الحرقة) طبعا المعروف ان أسبابها كثيرة ومتعددة ومتشعبة منها ماهو تاريخي باعتبار ان المجتمع الجزائري شهد عدة هجرات ابتدأت مع العهد الاستعماري حيث هاجر البعض الى الدول الاسلامية كرها في المستعمر الفرنسي مثل موجات الهجرة التي رافقت الامير عبد القادر الجزائري فقسم منهم بقي بتركيا والاخر واصل مع الامير الى بلاد المشرق خصوصا سوريا وبدرجة اقل لبنان وبعضهم هجر قسرا لاعادة اعمار اروبا بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية وبعد الاستقلال بدات موجة اخرى من الهجرة لكنها كانت لغرض العمل ولاغير سواه لان معظمهم كان يسافر لوحده دون عائلته وحين يتقاعد يعود الى بلده الا ان الظاهرة المحرجة والخطيرة على الدولة والمجتمع هي مابدات بعد الثمانينات وقويت في التسعينات وبداية الالفية الجديدة وهي هجرة تختلف في مضمونها واهدافها عن بقية الهجرات السابقة سببها الرئيس هو تهميش جيل الاستقلال عمدا . وبصفة ممنهجة ولا تعتقدو ان هذه الهجرة سببها فقط لقمة العيش لاوالله.....بربكم اخبروني ماهي مكانة الفرد أو الشاب في المجتمع واخص هنا (الجيوش التي تلفظها الجامعات ومعاهد التكوين ولا تجد من يحتظنها مع ان عدد المؤسسات الوطنية كبير وكبير جدا) إن القضية ليست مجرد منصب شغل يتحصل عليه البطال لا.ولكن القضية هي قضية مشاركة وإنتماء الى هذا الوطن والاحساس بانك جزء منه وهو جزء منك
تحضرني عبارة قالها شاب غرق بالبحر ووجدت مكتوبة في رسالة كتبها قبل الغرق((ياكلني الحوت في البحر وما يكلنيش الدود في بلادي))بغض النظر عن موافقتنا لما قاله ام لا ولكنها صرخة في وجوه من تحكموا بخيرات العباد والبلاد نريد لنا مكانا يليق بنا في هذا الوطن لسنا فاشلين ولا مغرر بهم ندرك مسؤولياتنا وواجابتنا اتجاه المجتمع والوطن ولكن بالمقابل لن نتخلى عن حقنا في هذا الوطن الذي حرره الجميع فهو اذا للجميع.