في زمن قل فيه الرجال
المرأة تفضل العزوبية عن الارتباط بزوج غير مناسب
لهــنّ ـ هنــد إبراهيــم
الوحدة سهم تطلقه الحياة وتجاربها ، فإن لم يحطم قلب المرأة فإنه يخدشه ، لكن تحمل الألم أفضل من المعاناة منه إلى ما لانهاية ، هذا هو حال العديد من النساء اللواتي يفضلن العزوبية على الارتباط برجل غير مناسب يقلب حياتهن رأساً على عقب ويزيد من مرارة الأيام بل ويضيف إليها ظلاً كئيباً ثقيلاً .
وتحت عنوان " الوحدة مرفوضة ولكنها أحيانًا مفروضة " نشرت جمعية تنظيم العلاقات الأسرية في مدينة ساو باولو دراسة أكدت فيها أن 65 % من نساء العالم يفضلن الوحدة على الارتباط بالرجل غير المناسب ، وهو توجه منطقي بدأ يتسع نطاقه ، وبشكل غريب في البلاد العربية ، بعد انطلاق المرأة في سوق العمل ودخولها ميادين كانت حكرًا على الرجل .
المرأة تستطيع العيش وحيدة
وذكرت الدراسة أن أهم النقاط التي تستند إليها النساء في اختيار الوحدة هو الهامش الواسع من حرية الاختيار بين الزواج والعزوبية 76 % من أصل عشرة آلاف امرأة شملتهن استطلاعات الرأي التي أوردتها الدراسة يعتقدن بأن الزواج ليس إجباريًّا ، لأنه بات بإمكان المرأة العيش وحيدة والاعتماد على نفسها في كل شيء، وهو الأمر الذي لم يكن واردًا قبل عشرين عامًا.
وهذا الأمر ترك المرأة بعقلية ونفسية مختلفة عن السابق ، أي أن زمام الأمور أصبح بيدها ، فهي تتزوج عندما ترغب ، ولا تتزوج عندما لا ترغب ، ولا تدخل للأهل في هذا الأمر، والسبب الذي يقف وراء ذلك هو توسع دائرة استقلالية المرأة في العالم من جميع النواحي المالية والاجتماعية.
فالجيل الجديد من النساء يتعلم من تجارب الأمهات وصديقات الأمهات ومن تجاربهن الخاصة ، فالمرأة التي عاشت في جو عائلي غير ودي نتيجة الزواج الفاشل للأبوين، تتعلم وتصبح عندها خبرة عن الزواج وسلبياته وإيجابياته، ومثل هؤلاء يدخلن ضمن قائمة النساء اللاتي يفقدن الرغبة في الزواج بسبب التجربة السيئة لزواج الأبوين.
وطبقًا لاستطلاعات الرأي، التي أوردتها الدراسة، فإن 85 % من أصل عشرة آلاف امرأة أعربن عن عدم رغبتهن في رؤية الماضي المرير، الماضي ضروري لأنه جزء من كل إنسان، ولكن طبقًا للمثل، فإن من يعيش في الماضي لا مستقبل له، ولكن من كان له ماض فسيكون له مستقبل ، فالعودة للماضي والعيش فيه سيدخل المستقبل في فوضى لا ضرورة لها ، مضيفة أن هذه الحقيقة هي حجة النسبة الضخمة من النساء اللاتي يفضلن الوحدة على الوقوع في مصيدة عودة التاريخ المؤلم إلى الأفق من جديد.
المرأة أصبحت أكثر وعياً
د. سامية خضر
وحول أسباب تفضيل المرأة لمرارة الوحدة تؤكد د. سامية خضر ـ أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ـ لــ " لهــنّ " أن الفتاة الآن أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً لمثل هذه الأمور وذلك نتيجة لارتفاع نسبة الطلاق والانفصال هذه الأيام ، حيث وصل الحال بنا اليوم إلى حدوث حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق في مصر ، وهذه النسبة المفزعة جعلت الفتاة تفكر في موضوع الزواج ألف مرة قبل أن تقبل به .
وتشير د. سامية إلى أن الفتاة بدأت تسأل نفسها عدة أسئلة قبل الموافقة أو الارتباط بأي رجل ، ودائماً تضع نصب عينيها عبارة " ما الفائدة من الزواج والطلاق بسرعة " إذا كان الرجل غير مناسب لي ، وكل هذه الأمور تؤدي إلى ارتفاع سن الفتاة وتأخرها في الزواج .
وتضيف د. سامية أن هذا التفكير هو تفكير صحيح جداً فضلاً عن أن تتزوج الفتاة من أي رجل لمجرد الزواج ثم ترجع مرة أخري إلى منزل والدها حاملة معها أطفالها لعدم التوافق أو التفاهم مع من اختارته من البداية .
وعن أن الرجل المناسب أصبح عملة نادرة في هذه الأيام تذكر د. سامية أن الرجل المناسب موجود ومن سهل أن تجده أي فتاة ، لكن الفتاة هي التي غيرت نظرتها وجعلتها أفضل وأوسع من قبل وذلك خوفاً من أن تقع في أي تجربة سيئة شاهدتها من حولها وذلك للوصول إلى فرصة زواج أحسن وأفضل فالموضوع اختلف تماماً عن قبل وتحررت الفتاة من مقولة " جوازة وخلاص " ، موضحة أن الرجل المناسب في نظر حواء هو الرجل المحترم الذي يقدرها ويحترم عقلها ، والرجل الذي يحميها ممن حولها ويشعرها بالأمان والرعاية ، أي يكون رجل بمعني الكلمة ويحبها ويعشق أطفاله ويعشق أسرته وبيته ويكون على قدر كبير من الطموح في حياته العلمية والعملية .
الرجل المناسب
ولأن حواء دائمة التفكير في هذا الموضوع وبالنسبة لها مسألة مصيرية تتحدد عليها سعادتها كلها وحياتها المستقبلية ، فهي عندما تفكر في الزواج تسأل نفسها سؤالاً هل هناك الرجل المناسب الذي يستحقها أم لا ؟
ولأن هذا السؤال هو محور تفكير من ستقبل على الزواج ، حيث أكدت الدراسة أن 69 % من النساء يعتقدن بأن الرجل المناسب للزواج أصبح مثل العملة النادرة ، وأن هناك بعض النقاط التي يجب أن تتوافر في الشريك لينجح الارتباط ولكي تفضل المرأة الحياة الزوجية وتبتعد عن الوحدة ومن هذه النقاط التي قد تقضي المرأة أكثر حياتها وهي تبحث عنها في الرجل هذه الصفات :
الرجل الشهم
إن المرأة العاقلة هي المرأة التي تبحث عن رجل شهم يؤمن بأن العلاقة بينهما ليست مجرد رغبة بالحصول عليها إنما علاقة مبنية على التبادل غير المشروط بالحصول على مقابل فالمرأة ترفض الرجل الباحث دائماً عن المكاسب والمقابل وترحب بالرجل الشهم والخدوم دون انتظار مقابل .
المضحي
المرأة بطبيعتها تميل إلى الرجل المضحي الذي يبدي استعداداً دائماً لمد يد العون
والاستغناء عن أمور قد تكون مهمة بالنسبة له نظير ودها والفوز بحبها ، فالمرأة تحترم هذا النوع من الرجال وتقدرهم ، وتزيد مكانتهم لديها وعلى الرجل الذكي أن يفهم هذه الطبيعة في المرأة وأن يتقن التعامل معها من هذا المنطلق ليفوز بودها ورضاها .
تابع أيضاً
أسرار جنسية
أخر رشاقة
المرأة العاملة
بيتك مملكتك
القائد
حتى وإن كانت المرأة قوية وتستطيع تدبر أمورها وشؤونها بنفسها فهذا لا يعني بالنسبة لها أن يكون الرجل هو الجانب الضعيف فهي تحب الرجل الذي يعتمد عليه، الرجل القوي الذي يكون سنداً لها فهي ترفض الرجل الضعيف المعتمد عليها
وتمل دور القائد الذي يقوم بكل المهام الأساسية في الحياة وعلى الرجل ألا يستمتع بالمرأة صاحبة دور القيادة حتى وإن حاولت هي ذلك فمهما طال بها الزمن فإنها ستمل هذا الدور يوماً وستميل إلى الرجل القائد وسيفقد هو احترامها ودوره في حياتها .
الرومانسي والمحب
المرأة حالمة بطبيعتها ، وأكثر النساء يفكرن بعواطفهن أكثر من عقولهن ، فنجد المرأة تبحث دائماً عن الحب والرومانسية في صفات شريك أحلامها وتنظر إلى كل لفتات الحب والشوق الصادرة منه وكلما زاد شعورها بحب زوجها، كانت الحياة أكثر استقراراً وسعادة بالنسبة لها، فهي تنتظر أن يتغزل بها ويمدحها ويعبّر عن حبه في جوانب عديدة فالحب بلسم الحياة الزوجية وكفيل باستمراريتها وإطفاء أي خلافات قائمة وبمجرد أن تشعر المرأة بأنها مهملة وغير محبوبة فإنها تثور كبركان ملتهب .
المخلص
الإخلاص في نظر المرأة قضية مصيرية ومحور أساسي لاستمرارية العلاقة مع الرجل فهي ترفض الشريك أو المنافس لها على شريكها، فهي لا تنسى الخيانة أبداً وتبحث عن الرجل الذي يخلص لها مهما كانت الظروف ، وهي بالمقابل تخلص حتى في أدق أمورها ، وقد تعتبر تصرفات بسيطة خيانة حتى وإن لم تكن كذلك وقد تغفر أي خطيئة للرجل إلا الخيانة ، فهي الخط الأحمر الذي لا يغتفر ولو اكتشفت الخيانة يوماً فإنها تحول الحياة الزوجية إلى جحيم يصعب إطفاؤه
غالباً ما تكون نهاية للحياة الزوجية الذي لا يدفع ثمنها إلا الأولاد ، وعلى الرجل أن يخلص للمرأة كما يحب أن تخلص هي له ، وألا يعتبر أنه رجل ومن حقه ما لا يحق لها ، فمن طلب الإخلاص قدمه أولاً، والجرح الذي ستتركه خيانة الزوجة لزوجها سيكون أضعافاً عما إذا خان هو زوجته .
الأنيق والمتسامح
المرأة مخلوق يهتم بالمظاهر، وتحب الرجل الذي يهتم بمظهره ويبدي أناقته وذوقه الرفيع ، فعليه أن يعلم أن المرأة ليست مثله ، فالرجل يحب بعقله بينما تحب المرأة بقلبها وعينيها وأذنيها، وهي تعتبر اهتمامه بمظهره من ضمن الأمور التي تعبر عن شخصيته بينما قد يهمل الرجل هذا الجانب من نفسه، إلا أن المرأة توليه اهتماماً كبيراً ، والمرأة تكره الرجل الذي يحاسبها على أخطائها الماضية ، وألا يكف عن التحدّث عن مساوئها ، إن وجدت ، وكأن ماضيه هو لا يعني أحداً ، وأن لا حق لأحد في محاسبته عن ذلك ، ومتى ركّز الرجل على هفوات وأخطاء (شريكته) ، السابقة واعتبرها مدخلاً لتقييم حياتها ومرتكزاً لمحاسبتها، وقيّم علاقته معها على أساس هذه الزاوية المظلمة دون سواها، يكون قد جعل فكره وعقله يغوصان في وحول مستنقع لن يكون الخروج منه بسهولة كما يتخيّل وهو سيعيش واقعاً كئيباً وسيقتل الشك كل شيء جميل في حياتهما فعلى الرجل أن يترفّع عن هذا الموقف.
الصادق والواضح
المرأة تكره في الرجل الكذب والغموض والتصنع ، وتتجنب صاحبها ، فالمرأة تحب الرجل البسيط الواضح دون تكلف أو تمثيل ، فهو يشعرها بأنه كتاب مفتوح لا يخفي عنها شيئاً فتشعر معه بالأمان والاستقرار، فهو يغنيها عناء الاستكشاف والبحث خلفه ، لتطمئن دون أن تفسر وتحسب كل نفس من أنفاسه ، وعلى الرجل أن لا يستهويه دور الشريك الغامض فالمرأة تكره الغموض وتمل البحث وراء الرجل .