علمتنا الشريعة، وعلمتنا التجارب أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه، وأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.
ونحن بحاجة إلى إصلاح سواءً أفراداً، أو جماعات، أو دولة، لكن بالطرق السلمية الشرعية، وليس بالفوضى والشغب، وإثارة الفتن، وزعزعة الأمن.
نحن بحاجة لإصلاح الذات وتقويم النفس، وتعبيدها لرب العالمين؛ لأن الحلال بيِّن والحرام بيِّن.
نحن بحاجة لرقابة على الضمير، وعلى الموظف، والأستاذ، والداعية، والجندي، والجهاز الإداري.
نحن بحاجة لمراجعة حسابنا مع ربنا، ومع الناس، وتلافي أخطائنا، وتحسين أدائنا، وإصلاح وضعنا.
عندنا أخطاء، ولدينا أغلاط؛ لكن إصلاحها ليس بالضجيج، وصب الزيت على النار، والشغب والبلبلة، والتصرفات الهوجاء الرعناء الطائشة، بل بالحكمة، والحوار وسلوك الطريق الشرعي القائم على النصيحة بين الراعي والرعية، بطريقها الآمن المفيد الناجح.
نرفض إدعاء العصمة والكمال، ونحبذ الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، ونرفض الضوضاء والمظاهرات والاعتصامات التي لا تؤدي إلى نتيجة، ولا تصل إلى هدف، ولا تحقق غاية.
تعالوا نتحاور، تعالوا نتدارس، تعالوا يسمع بعضنا من بعض، تعالوا نتكاشف، تعالوا إلى الوضوح والشفافية، لكن بعقل وهدوء وحكمة، (ادفع بالتي هي أحسن) (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم) (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).