إن الحياة مسلسل طويل..طويل جدا، يشمل روايات تاريخية واجتماعية
وعلمية وسياسية واقتصادية...فيها ما فيها من الأحزان والمآسي وفيها ما
فيها من الخبايا والأسرار ، فبالنسبة لبدايته كانت منذ آلاف السنين و أما
عن نهايته فلا أحد يدري متى ستكون أو كيف و بمن ستبدأ، و أما عن
شخصياته فكثيرة ومتنوعة وتشترك في نهاية واحدة ووحيدة وهي الموت
الذي لا مفر منه إلا إليه، و كل شيء في مسلسل الحياة مثير للفضول
والتساؤلات، ومن بين ما يجذب الاهتمام..ذلك الذي يسمى بالماضي الذي
تنقش عليه الأحداث التي يعيشها الإنسان في الحاضر.
إن صناعة الماضي، عزيزي القارئ، تكمن في صناعة الحاضر فإن
حرصنا على صناعة حاضرنا نكون بذلك قد حرصنا على صناعة
ماضينا، وربما التحدث عن صناعة الحاضر يسهل لك فهم ما أعنيه من
صناعة الماضي..فحِرْصُنَا على اتخاذ القرارات الصائبة وعدم التهور
والتسرع...يجعل من ماضينا عطرا و زكيا ، وكذلك حرصنا على
التفوق الدائم و حرصنا على تذوق نشوة النجاح و حرصنا على استثمار
الوقت فيما ينفعنا ويعود بالنفع على وطننا وباقي إخوتنا... ويسمو
بماضينا إلى الافتخار به، فما بالك ان حرصنا على فعل الخير و بر
الوالدين و احترام الآخرين....وإتباع ما جاء في الدين ؟
وأود أن تعلم جيدا عزيزي القارئ، أنك إن نسيت أو تناسيت بعضًا من
خطاياك فستجد في الحياة من لا يَنسى ويتلذذ بتذكيرك وغيرك من الناس
بما مضى، فلا تَسْتَهِن بصغار الأمور و تفانى في صنع ماضيك بنفسك.
الحالمة كرافسة