كل ما هو غامض سحري بالضرورة".. مقولة تصدق على "الموت" الذي لا يزال محاطا، في مجتمعنا، بهالة من الغموض والرهبة جعلته مصدر السحر الأول.
فأصبح كل جزء من جسد الميت أو كل ما يلامسه من مواد تنظيف أو ماء قادر على إحداث موت معنوي أو فعلي لدى الأحياء، لذا صار الماء الذي يُغسل به الميت ثمينا جدا عند بعض المشعوذات إلى حد أنهم أصبحوا يقصدون مصالح حفظ الجثث للحصول على هذه المادة "الثمينة" في أعمال الدجل والشعوذة مقابل 5 آلاف دينار للقارورة.
لم يكن من السهل علينا الوقوف على هذه الحقيقة عن كثب، بل كان من المستحيل أن نشهد واقعة "الصفقة" على المباشر، لأن سرية كبيرة تحيطها من الطرفين، سواء العامل في مصلحة حفظ الجثث أو المستفيد من ماء غسل الميت، ولا يعلم موعد التسلم والتسليم سواهما. لكن بحوزتنا شهادات لعاملين بأحد مستشفيات العاصمة ولنساء لهن خبرة بهذا المجال أكدوا لنا أن الماء الذي يُغسل به الميت في مصلحة حفظ الجثث يُباع للمشعوذات بأثمان باهظة.