هناك سؤال طرحه العلماء قالوا فيه: هل يمكن أن يتغير طبع الانسان؟ وقد اختلف علماء النفس في الاجابة على هذا السؤال ففريق منهم يرى أن الطباع فطرية، وأخر يرى أنها مكتسبة، والثالث يشير إلى أنها فطرية ومكتسبة.
شعار الفريق الأول هو«الديك الفصيح من البيضة يصيح» أي ان الانسان يولد معه خصائصه وطباعه. مشيرين إلى أن للوراثة دور كبير، لذا قال علماء نفسيون: هذا يقتضي أن نحسن اختيار أبائنا وامهاتنا.
وكان أبو الخليل الفراهيدي يقول لأولاده (أنا مفضل عليكم).
قالوا: نعم أولست أبانا..؟
قال: ليس هذا فحسب..
قالوا: ماذا إذاً..؟
قال: أنا كنت شاباً ذكياً وجميلاً، وقد اخترت لكم أماً ذكية وجميلة، فجئتم أذكياء وجميلين..!
القسم الثاني من العلماء يرى أن كل طباع الانسان مكتسبة، مشيرين إلى أن الانسان يولد صفحة بيضاء ثم تنقش عليها ما يكتسبه من خبرات في الحياة تكون طباعه. ولذلك كان يقول أحد العلماء: «اعطوني عشرة أطفال وسأشكلهم كما يريدون أو كما أريد..»
أما القسم الثالث فيرى أن بعض طباع المرء فطري وأخرها مكتسب، وكلاهما يتفاعل مع الأخر، واختلفوا في أهمية أيهما على الأخر.
قال الكاتب والمفكر الإسلامي والطبيب الاستشاري د. السيد الجميلي في موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة إن الطباع أخذت من العلماء دراسات عديدة فوجدوا أن أقدمها الطباع الأربعة: الناري، ويدل على الحرارة، والهوائي، يدل على الرطوبة، والمائي، للبرودة، والأرضي (الترابي)، لليبوسة.كما أن القدماء اتفقوا على الأخلاط والأمزجة الأربعة، وهي الصفراوي والبلغمي والدموي والسوداوي (الميلانخوليا).
ويضيف الجميلي بأن الإشارات القرآنية الواردة في الكتاب العزيز إنما تعطينا صورة دقيقة للملامح والسمات والقسمات التي ينضوي تحتها الطبع، فهي إما تصرح بالطبع تصريحاً، أو تشير إليه تلميحاً، أو تقرر أخص خصائصه بلمحات ضمنية أو غير مباشرة.