كشف تقرير أعده موظفون من شركة التسيير السياحي بالجنوب وفنادق عمومية، عن تبديد أكثر من 100 مليار سنتيم في مشاريع ''فاشلة''، خصصت لترميم الفنادق العمومية بالجنوب.
وقال موظفون في فنادق عمومية في ولايات غرداية والأغواط ورفلة وتمنراست، إن أكثر من 4 آلاف عامل وموظف في القطاع السياحي في الجنوب، مهددون بالبطالة بسبب تجاهل وزارة السياحة والحكومة لانشغالات العمال والتي تتعلق أساسا بتسيير الفنادق العمومية وترميمها.
وندد عمال وموظفون من مؤسسة التسيير السياحي، الواقع مقرها بغرداية والتي تتكفل بتسيير الفنادق العمومية بـ3 ولايات بالجنوب، بسياسة اللامبالاة التي تطبقها الحكومة على ملف إعادة الاعتبار للفنادق العمومية في الجنوب، وتساءل تقرير في الموضوع عن مصير التحقيق الذي باشرته وزارة السياحة حول تبديد 44 مليارا في أشغال بلا جدوى في فندق الرستميين أو مزاب، ومصير 7 ملايير أنفقت على فندق البستان في المنيعة.
وتعاني الفنادق العمومية من تدهور في البنايات وتراجع في نوعية التجهيزات، ووصف باحث متقاعد عمل بالتنسيق مع برامج الأمم المتحدة واليونسكو الخاصة بترميم الآثار، ما جرى من أشغال في مبنى فندق مزاب بـ''المجزرة''، وقال الباحث ''جورجيو فيليب'' الذي زار غرداية، مؤخرا، وتابع مشروع الترميم، إن عملية الترميم لم تراع خصوصية المبنى وطبيعته التاريخية وتم خلالها استعمال مواد بناء غير مطابقة.
وقال مصدر من مؤسسة التسيير السياحي المالكة للمبنى، إن الفندق الموجود حاليا في عهدة مديرية السياحة الولائية، تدهورت وضعيته في الأشهر الماضية، بعد تخصيصه لإقامة إطارات وزارة الداخلية، رغم إنفاق أكثر من 44 مليارا في ترميمه. وقد خصصت الحكومة منذ العام 2003 غلافا ماليا لتجديد الفنادق العمومية في الجنوب، وجاء فندق مزاب في المقدمة بسبب طبيعته وقيمته التاريخية، حيث يعود تاريخ تشييد بنايته التي كانت في السابق من أوائل القلاع الاستعمارية في الجنوب، إلى أكثر من قرن ونصف.