تطلق وزارة التربية، في الأيام القليلة المقبلة، برنامجا لتدريس اللغة الفرنسية يشمل معلمي الطور الابتدائي بولايات الجنوب والهضاب العليا يؤطره خبراء من المركز الدولي للدراسات البيداغوجية بليون الفرنسية، ويهدف المشروع لرفع مستوى تدريس هذه اللغة في الامتحانات الرسمية.
ارتأت وزارة التربية لمواجهة العجز المسجل في مستوى تدريس اللغة الفرنسية في ولايات الجنوب والهضاب العليا، والذي نتجت عنه نتائج ضعيفة وأحيانا كارثية في الامتحانات الرسمية، إلى إطلاق مشروع طموح لتكوين معلمي اللغة الفرنسية في الطور الابتدائي في مجال ''تعليمية اللغة الفرنسية والمعالجة اللسانية'' في إطار مخطط تكويني لسنة 2011 والذي يستمر إلى غاية السنة القادمة.
وستحتضن ولاية غرداية الملتقى التكويني في إطار تنفيذ مشروع تعاون بين وزارة التربية والطرف الفرنسي، ابتداء من 20 نوفمبر الجاري والى غاية 24 من نفس الشهر بثانوية محمد الأخضر الفيلالي، حيث سيشارك في الملتقى مفتشو التعليم الابتدائي الذين سبق لهم أن حصلوا على تكوين خاص في الموضوع، بالإضافة إلى معلمي التعليم الابتدائي في اللغة الفرنسية بهدف تكوين كل معلمي التعليم الابتدائي في اللغة الفرنسية لرفع مستواها في الامتحانات الرسمية.
ويشمل برنامج التكوين معلمي الطور الابتدائي في ولايات غرداية وورفلة وبسكرة والوادي والأغواط والجلفة وإليزي بإشراف وتأطير خبراء من المركز الدولي للدراسات البيداغوجية بمدينة ليون الفرنسية.
الأولياء : حلول ترقيعية ونتائج كارثية
قال أحمد خالد، رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ لـ''الخبر'' إن هذا المشروع ''ولد وهو ميتا''، متسائلا عن جدوى هذا البرنامج من حيث المدة ''5 أيام فقط'' ناهيك عمن يستفيد منه بالنظر إلى أن عدد معلمي اللغة الفرنسية في الجنوب والهضاب العليا قليل جدا ومنعدم أحيانا، مؤكدا أن اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ اقترح، العام الماضي، على وزارة التربية العودة إلى النظام الذي كان معمولا به في السبعينات والثمانينات، حيث كان الموظف الإداري ''ولاية، أو دائرة أو إدارة أخرى'' والذي يتقن الفرنسية مثلا، يستطيع تلقين دروس في هذه اللغة في الأطوار التعليمية، بالمقابل الإدارة التي يشتغل بها تعفيه من ساعتين أو ثلاث طيلة الأسبوع خلال تدريسه في المؤسسات التربوية، وحينها، يقول خالد أحمد، كان مستوى التعليم في هذه اللغة في أوجه.
كما اقترح نفس المتحدث على الوزارة طريقة أخرى لرفع مستوى اللغة الفرنسية والإنجليزية من خلال الاستفادة من خبرة المتقاعدين من الموظفين في الإدارة العمومية والخاصة لتدريس اللغات في المؤسسات التربوية، وعلق على الأمر بأن من يملك شهادة التعليم الابتدائي سنوات الستينات أحسن ممن يملك شهادة ليسانس في الألفينات.
واعترف بالمقابل خالد أحمد أن مستوى التأطير في اللغة الفرنسية بهذه الولايات تحسن، وبلغت نسبة التأطير 50 بالمائة، إلا أن ذلك يعتبر غير كاف. بالمقابل تهجم المتحدث على وزير التربية أبو بكر بن بوزيد فيما يخص وعوده المتعلقة بتوفير السكن ومنحة الجنوب لأساتذة الشمال للتدريس في ولايات الجنوب، واستدل المتحدث بالزيارة التي قادته إلى ولاية الأغواط في سبتمبر أين وقف على وضعية الأساتذة الذين استجابوا لوعود الوزير، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك، حيث إن هؤلاء لم يتم توفير لهم لا السكن ولا الإقامة ولا منحة الجنوب ولا حتى الإطعام، ما يفسر عزوف أساتذة الشمال عن العمل بولايات الجنوب.