عندما تتفق الحاشية، وتُـلغَى في الكراس تلك الحاشية، ويصبح الناس جميعا سواسية، عندها فقط تحس الفئة المكسوة بالفئة العارية، وتقف إلى جانبها في احتجاجات عن أسعار السلع الغالية كالسكر وزيت " ايليو " و "عافية"، وكذلك عن الأجور غير الكافية، وعن الشبيبة بلا أعمال باقية، عرضة للآفات الاجتماعية وللسموم الهارية.. هو حدث ولد في الجزائر الغالية، وأثر في نفوس باقي الشعوب العربية فكانت الوتيرة التالية:
التظاهرات من تونس كانت بادية، سلمية وللنظام معادية، كانت الاتفاقات بالهواتف النقالة وشبكة الانترنت ماشية، بعد موت البوعزيزي بحروق في جسده سارية، وإجحاف في حقه وفي حق الإنسانية، مطالبين بتغيير النظام وتعديل القوانين الدستورية،
وحاولت القوات تفريق الحشود بالخراطيم المائية، وكذا منعهم من التجول في الساعات الليلية، لكنهم لم يستسلموا وكانت النتيجة رحيل زين العابدين بأيد خاوية، بعد حكم دام ثلاثة وعشرون سنة كاملة.
التظاهرات في مصر هاهيَ، وحسني مبارك كمثيله في أحضان السعودية، والأحداث تكشف الحاكمان وسوء النية، فهذا كذاك يجمع الذهب والنقود في تلك الزاوية، وتعجبه القعدة على الكرسي ذو الهزة الجميلة والأوامر الناهية، وعن مصالح الشعب
كانت العقول لاهية.
وصلنا إلى ليبيا وتغير مجرى الحكاية، تلك الجموع قابلتها دبابات ورشاشات قاسية، دمار..خراب..في المدينة والبادية وكذا
الصحاري الخالية، شيوخ..أطفال..نساء باكية، معارك دامية ترصدت تلك النفوس الهاوية، لتنهي حياة زاهية، هي أوامر الطاغية تفتيش كل زنقة وناحية وإبادة كل الجرذان الجارية، لكن قتله كان أقرب من جيوشه الموالية، وبات مصير معمر القذافي في الحاوية، وكل الغلال شافية.
الأحداث لم تتوقف في ليبيا، لكنها امتدت إلى اليمن وسوريا، والسيناريو نفسه يتكرر في هذه وتلك الجمهورية، هم حكام مصيرهم الهاوية و ذاته ينتظر البقية، العالم كله يتتبع الوقائع الحالية، والأحاديث كلها صارت سياسية، أما الشعوب العربية فهي تتأهب لسحق الدكتاتورية وتتساءل: أي دولة هي التالية؟، وفي جامعة الدول العربية تبدأ رحلة تجميد العضوية.
الحالمة كرافسة