النخب المالية مرشحة للحكم مستقبلا!! يعطي رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور قراءة مغايرة لما هو سائد فيما يخص القوى والتيارات المرشحة لصنع القرار السياسي وحتى السيطرة على مؤسسات الحكم مستقبلا·
فيقول إن النخب المالية وملاّك رؤوس الأموال الكبرى أصبحوا مرشحين لاستلام، أو المشاركة، في الحكم·
أكد رئيس الحكــــــومة الأسبق الدكتــــــور أحــــمد بن بيتـــــــور أن مـا يشهده العــــالم العربي اليوم من حراك هو نهضة سيـــاسية عالمــــية أفرزها التطــور التكنولوجي· وأحال ضيف ”منــــتدى البـــلاد” ذاك إلى تاريخ الأمم المــــاضية والذي يبين ـ حســـبه ـ بأنه كلما سيطرت تكنولوجـــية جديدة كلما أفرزت تنظيم مؤسســــاتي وقوى جديدة في السلطـــة، مشيرا إلى أن البدايــــة كانت بتطور الزراعة التي أفرزت النمط الإقطاعي الذي حمل شعار ”القوة لمــن يملك الأرض”، وتزامنـــا مع ذلك ظهر ما يسمى بأسياد الأرض الذين كانوا يتقاتلون بينهم للسيطرة على أكبر جزء منها بينما كانت القوة الحاكمة تسمى بالنخب الحربية، ثم جاءت الثورة الصناعية ـ يقول بن بيتور ـ ففرضت المصنع كأول مكان للتنظيم العصري المعروف حاليا، مما أدى إلى بروز تنظيمات سياسية جديدة حملت معنى الدولة الأمة فانتقلت السلطة من النخب الحربية إلى النخب التسييرية والإدارية، واليوم نشاهد أن الثورة التكنولوجية للإعلام والاتصال تسيطر على الاقتصاد العالمي، حيث أن ثلث الثروة العالمية تنتج من الخدمات، بمعنى أن العالم انتقل من الهيمنة الصناعية إلى هيمنة الإعلام الآلي والاتصال· وبالتالي، فإن هذا الانتقال فرض بروز تنظيم مؤسساتي جديد وقوى جديدة لتولي السلطة، مثلما أفرز تصورا جديدا يسمى باللغة الأجنبية بـ ”غلوكالزاسيون” والذي يعني تجمعا لدويلات صغيرة مربوطة بشبكة اتصال والتي نجد أن الاتحاد الأوربي يمثل نموذجا لها·
العـــالم يســير نحو انقراض الدولة الوطنيـــــة!
في سياق متصل، أكد ضيف ”البلاد” أن العالم اليوم يسير نحو انقراض ما يعرف بالدولة الوطنية شيئا فشيئا، وأن النخب المالية هي المرشحة للحكم مستقبلا انطلاقا من أنها أصبحت تفرض خيارتها على الرؤساء والحكام· ويضيف ضيف ”البلاد” من الناحية التكنولوجية يفسر النظام المالي على أنه نقل الحروف والأرقام من حساب إلى آخر، وهذه العملية تتكفل بها تكنولوجيات الإعلام والاتصال التي تتماشى مع متطلباتها· كما أن هذه التكنولوجية لها ميزة تمكين أي شخص موجود في أي نقطة في العالم من التواصل مع أي شخص موجود في أي نقطة أخرى· ونفس الشيء بالنسبة للشعوب التي بإمكانها التواصل بصفة فورية وهذه الفورية تمثل جديد هذه التكنولوجيا التي أفرزت 3 عوامل أساسية، أولها أن الشعوب كلها أصبحت ناشطة سياسيا، وثانيها أنها أصبحت كلها واعية سياسيا وثالثها أنها متفاعلة سياسيا، وهو شيء جديد أفرزته هذه التكنولوجيا سيترتب عليه بالضرورة مطالبة الشعوب بمطالب أخرى على رأسها المزيد من الكرامة نتيجة الاطلاع على التقدم المسجل عند الآخر ومقارنته بالواقع ومطلب المزيد من الحرية، فضلا عن مطلب الاستفادة من الفرص السياسية والاجتماعية ومن فرص العمل وتحسين المستوى المعيشي والمشاركة في صنع القرار السياسي·
التغيــــير حتمي·· ولامجــــال لاستثنـــاء الجـــزائر
أكد الدكتور أحمد بن بيتور، أن التغيير في الجزائر حتمية لا مفر منها، نتيجة ما أسماه بالأمراض التي أفرزها التعفن الحاصل والتي من بينها غياب الأخلاق الجماعية وتعميم الفساد وتفشي الفقر بجوانبه الأربعة، المتمثلة في الجانب المادي وجانب الاستفادة من الفرص الاجتماعية والخدمات وجانب الحماية من العنف بأنواعه، وجانب المشاركة في أخذ القرار الخاص بالفرد، مضيفا أن كون الحكومة تملك الريع وتوزع شيئا منه، لا يعني أنها قد تغلبت على الفقر· وأوضح ضيف ”البلاد” أن التغيير لن يأتي عبر أجندة الحكومة المتمثلة في الانتخابات واللعبة الديمقراطية وإنما بتظافر 3 عوامل تتمثل في الضغط المتواصل من مجتمع يطالب بالتغيير والتحالف بين القوى المطالبة بالتغيير وشرارة اندلاع المطالبة بالتغيير· وفيما يخص التدخل الخارجي عبر دول الربيع العربي، أكد المتحدث أنه مربوط بحالة الجبهة الداخلية للبلاد ومدى قابليتها له· وأعطى المتحدث مثالا على ذلك بالمقارنة بين الرئيس الراحل هو اري بومدين والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، حيث قال إن بومدين كان الغرب كله ضده لكنهم لم يستطيعوا خلعه، لأن الجبهة الداخلية كانت محصنة· أما مبارك فإن الغرب كان يدعمه بكل قوة، لكنهم لم يستطيعوا إبقاءه في الكرسي، لأن جبهته الداخلية كانت مهلهلة· وشدد بن بيتور على ضرورة أن يفهم الحكام أن التغيير حتمية ويتفاوضوا مع قوى التغيير تجنبا لانتفاضة قد تنطلق في أي لحظة، لأن الجزائر ـ حسبه ـ ليس لها ما يجعلها استثناء عن الدول الأخرى التي عرفت ما يسمى بالربيع العربي، فليبيا لا ينقصها الريع الذي يقول البعض إنه مانع في الجزائر من مثل هذه الانتفاضات، مؤكدا أن هامش من الديمقراطية وحرية التعبير الموجود في الجزائر هو شكلي وأن بروز وعي سياسي قضى على إمكانية المناورة التي كانت متاحة سابقا·
محمد شارفي
بن بيتور: دبلوماسيتنا ضعيفة
”لم أجد فائدة من الدخول في صراع مع تركيا”
رفض ضيف ”البلاد” التعليق على تصريحات أحمد أويحيى التي طالب فيها الساسة الأتراك بعدم المتاجرة بالدماء الجزائرية، بسبب خلافهم مع فرنسا· وحسب بن بيتور فإنه ”ليس عاديا التعليق على مواقف الأشخاص”· وعلى العموم، أكد ضيف” البلاد” أنه من فائدة الجزائر تقوية العلاقات مع تركيا لأنها أصبحت نموذجا للدول الصاعدة· كما أنه ليس من فائدة الجزائر الدخول مع تركيا في ”صراع غير قابل للصراع”، بعدما عبرت عن موقفها من جرائم فرنسا في الجزائر، وهو موقف لا يضر الجزائر· وأضاف في هذا الخصوص ”لم أجد أي فائدة بالنسبة للجزائر من الدخول في صراع مع الأتراك من أجل قضية لا تخص العلاقات الثنائية”· وفي تقييمه لأداء الدبلوماسية الجزائرية، يصنف بن بيتور الذي قاد الجهاز التننفيذي بين ديسمبر 1999 و أوت ,2000 أداءها في خانة ”الدبلوماسية الضعيفة”· ويقدم بن بيتور مقارنة بين الجزائر وقطر، التي قال عنها ”·· قطر دخلت بقوة في الإعلام العالمي وتجلب كل القدرات العربية أو غيرها يجلبونه مهما كان موقعه واليوم قطعوا أشواطا كبيرة في الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، لأن قوة الدول تقاس بمستوى تقدمها التكنولوجي أكثر مما تقاس بعدد السكان والثروات الطبيعية، اليوم شخص واحد عنده قدرة تسيير معلومات أكثر من دولة كاملة انطلاقا من جهاز حاسوب وهذا ما جعل قطر تتقدم ونحن نتأخر دبلوماسيا”·
عبد السلام·س
السلطـــة لاتلتزم بقــــوانينـــها
أكد ضيف ”منتدى البلاد” أن السلطة اعتادت أن تقول شيئا وتعمل بسقف أدنى مما تقول· وأضاف بن بيتور طارحا إشكالية الانسجام بين الفعل والممارسة، حتى لو كانت القوانين في مستوى مقبول، فهناك إشكالية أخرى وهي أن السلطة لا تلتزم بقوانينها ولا تطبقها وهذا معلوم عند العام والخاص· وانتهى إلى الجزم بأن كل القوانين وما سبقها من المشاورات لم تكن سوى تسويق إعلامي ومناورة سياسية لتهدئة الأوضاع أكثر مما كانت من أجل الإصلاح أو التغيير·
الجزائريون اكتشفوا أنهم حصلوا على الاستقلال دون الحرية
في محاولة لاستقراء ماضي الجزائر القريب، أكد رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور، أن شباب الشمال كان بعد الحرب العالمية الثانية مجندا لإعادة البناء فيما سمي بالفترة المجيدة ما بين سنة 1945 وسنة .1975 أما شباب الجنوب فكان يحمل الفكر الثوري والكفاح من أجل التحرير مثل شباب الجزائر الذي اكتشف اليوم بعد 50 سنة مضت على ثورة التحرير بأنه حصل على الاستقلال النسبي ولم يحصل على الحرية، لأن المجاهدين لم يكونوا يهدفون إلى نيل الاستقلال وإنما إلى نيل الحرية التي كانوا يرون أنها مسلوبة منهم من طرف الجيش الفرنسي، وأن ذهاب الفرنسيين هو ضمان لعودة الحرية، لكن ذلك لم يحدث بعد 50 سنة على ذهاب الاستدمار·
محمد شارفي
أحمـــــد بن بيتور يكشف: ”سأترشح لرئـــاسيات ”..2014
يربط الدكتور أحمد بن بيتور مسألة ترشحه لرئاسيات ,2014 بشروط يحددها، في قوله ”إذا ما ثبت أنني مطالب بأداء واجب وطني فلن أسقط في التولي يوم الزحف من أجل الوطن ولن أتهرب من المسؤولية”·
لكن ضيف ”البلاد”، يميل إلى مساندة من هو قادر على تولي المسؤولية الجليلة، ومن مواصفاته على حد تعبير بن بيتور ”آمل أن يتقدم آخر بمستوى محترم في حدود الأربعين أو الخمسين وندعمه كلنا ونكون له سند”·
وعاد المرشح المنسحب من رئاسيات ,2004 للحديث عن تلك التجربة، وأكد أنه انسحابه كان بسبب ترشح الرئيس بوتفليقة حينها، وقال ”بالمناسبة أنا ترشحت في 2004 وكتبت مقالا في أفريل ,2003 وقلت فيه إذا ترشح الرئيس سواء في الجزائر أو غيرها من البلدان العربية لن يبقى لأي مرشح آخر أدنى حظ في الفوز، وبالتالي انسحبت عندما أعلن بوتفليقة ترشحه وهذا بغض النظر عن العراقيل والمشاكل التي تلقيناها ميدانيا”·
أدعو الجزائريين إلى برنامج عمل لإخراج الجزائر من الأزمة
قال بن بيتور إنني أدعو الجزائريين إلى برنامج ليس على أساس إديولوجية أو منطقي حزبي، وإنما برنامج عمل لإخراج الجزائر من الأزمة يقوم على أربعة ملفات تشكل أولوية، وأهمها على الإطلاق الرقمنة، تسيير المعرفة، ترقية الكفاءات الوطنية، إعادة تأهيل المدرسة، إعادة تأهيل الدولة لتكون في المستوى المطلوب في علاقتها مع المواطن وإعادة تأهيل الاقتصاد لنخرج من التبعية للمحروقات، إضافة إلى برامج أخرى كالتي تعنى بمكافحة الأمراض التي تنخر المجتمع كالرشوة المعممة والفقر وغياب الأخلاق الجماعية والضعف الدبلوماسي·
ويضيف بن بيتور ”إن البرنامج الذي أطرحه واضح المعالم وورقة طريق كاملة متكاملة دون نسيان المساءلة الذي يقوم عليها هذا البرنامج”·
عبدالسلام· س
بن بيتور: ما قامت به الجزائر لا يمت بصلة للخوصصة
نستورد 250 دولارا مقابل كل 100 دولار نصدره!
يقدم أحمد بن بيتور الحائز على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة مونريال الكندية والوزير الصاحب للمالية، تقييما سلبيا، لخيار الخوصصة الذي انتهجته الحكومة، ويؤكد أن ما قامت به السلطات ليس الخوصصة وإنما تنازل بالمجان لصالح الأجانب·
وأعطى ضيف المنتدى، نماذج سلبية لخيار الخوصصة، مثلما كان عليها الحال مع مصنع بني صاف للاسمنت، الذي كان يحقق فوائد سنوية تبلغ 10 ملايين دولار، لكن المصنع السعودي وصفه ”بالضعيف في الميدان حتى في بلده”، وحاز المستثمر السعودي 10 بالمئة من رأس المال وبالإمكان أن تصل إلى 35 في المائة ليضيفوا له عقد تسيير المؤسسة بـ 100 في المائة· وخلص بن بيتور إلى أن المستثمر السعودي الذي جاء ليحصل على 10 بالمئة أصبح ملكا بعدما اشترى 35 من الأسهم والجزائر ستدفع له الأموال·
ويؤكد بن بيتور أن هذه الطريقة المنتهجة من السلطات العمومية لا تمت بصلة للخوصصة ولا تعكس المعنى الحقيقي لها·
وفي هذا السياق، تحدث عن نماذج إيجابية للخوصصة، كما كان عليه الحال عند توحد الألمانيتين، ويقول ”عندما توحدت الألمانيتين أنشأوا مؤسسة خاصة تقوم على الخوصصة فيها 2000 خبير وكل عملية تخصص يكون فيها خبيران لإنجاز دفتر الأعباء ومسؤولية على متابعة العملية في كل تفاصيلها الخوصصة معناها أن الدولة تتنازل عن التسيير، لكن للأحسن· أما نحن فنعطي المال ولا نحاسب أحدا ولا نراقبه”·
ومن السلبيات التي سجلها بن بيتور حول ملف الخوصصة، العراقيل التي تصادف المستثمر الوطني، وقال ”بلد لا سيطيع أن يتطور إذا لم يكن المواطن فيه لا يستثمر في بلده اليوم·· المستثمر الجزائر عنده مشاكل كبيرة جدا في ظل غياب مناخ يشجع على الاستثمار الوطني، والأجنبي لا ينبغي أن يأتي وحيدا وبمفرده، بل لابد أن يأتي وإلى جانبه مستثمر جزائري”·
وفي سياق قريب، أبدى ضيف المنتدى، تخوفا من الاعتماد المفرط على ما أسماه ”أموال مادة قابلة للتبخر وبسعر يحدد على المستوى العالمي”، في الاستيراد·
ويؤكد بن بيتور، أن الجزائر التي وصلت فاتورة استيرادها السنوية سنة 2006 إلى 20 مليار دولار، وتضاعفت سنة 2011 لتصل إلى 39 مليار دولار، عندما تصدر 100 دولار فإنها تستورد 250 دولارا، عكس المصريين الذين يستوردون 100 دولار، ويصدرون 30 دولارا· فيما تبقى 70 بالمائة يتم استرجاعها من الخدمات السياحية وغيرها·
ومن النقاط المخيفة التي قدمها بن بيتور، أن الصادرات خارج المحروقات كانت تغطي 5 بالمائة من الاستيراد في 2006 واليوم تغطي 20 في المائة من الاستيراد·
عبدالسلام· س
الرئـــاسة أمـل الجزائريين الوحيــد لتحقيــق مطــــالبهم
أرجع الدكتور أحمد بن بيتور حج الجزائريين المحتجين إلى مقر الرئاسة مهما كانت بساطة الانشغال، إلى ضعف المؤسسات الأخرى المسؤولة وعلى رأسها الوزارات، معتبرا الظاهرة جديدة للتعبير على المطالب في الجزائر·
واعتمد بن بيتور على تقرير الحال الذي قدمه ليقول إن التغيير السياسي قد يكون في انتخابات رئاسية إذا جمعت الجزائريين وراء رجل لن يصمد أمامه التزوير ولن يقدر على فض التفاف الشعب وراءه، معتبرا السيناريو وارد وممكن ومع ذلك يستدرك بن بيتور ليؤكد أن أحسن طريقة للجزائر نحو التغيير أن تمر الجزائر عبر فترة انتقالية سلسة، لأن التغيير عن طريق الشارع سيتسبب في مشاكل كبيرة للشعب وللقائمين على شؤونه·
نجاح التجربتين التونسية والمغربية أكيد وفي مصر مرهون بالتفاوض مع العسكر
عارض بن بيتور الأحكام المسبقة التي تنذر بفشل التجربتين التونسية والمغربية وحتى المصرية إثر فوز الأحزاب الإسلامية في الانتخابات التشريعية دون أن يجره ذلك إلى القول إن انتماء هؤلاء للتيار الإسلامي كفيل بضمان نجاحهم· وقال بن بيتور لنقارن مركزا بمركز ومسؤولية بمسؤولية بين ما عندنا وما عندهم وننظر من القادر على التسيير بغض النظر عن كونه إسلاميا أو لا، لأن صدق تحمل المسؤولية في الدولة هو المؤهل والقدرة على التسيير لتحقيق النجاح· فهل المسؤولون هناك هم الذين دفعوا باتجاه تحسين الأوضاع أم نحن؟ وجزم بن بيتور بناء على ما سبق بنجاح النهضة وقال إن التجربة التونسية التي تقودها النهضة وكذلك الشأن في المغرب سيكون التوفيق حليفهم، غير أنه استدرك بشأن التجربة المصرية ليقول إن الأوضاع في مصر لم تستقر بعد بشكل كامل، ونجاحهم مرهون بالتحالف بين المدنيين من خلال التفاوض مع العسكر بالنظر إلى مصالحهم الاقتصادية القوية كمؤسسة كما وقع في أمريكا اللاتينية، فإذا تحقق ذلك فالتوفيق سيكون حليفهم، وذلك مرهون بالذكاء السياسي لتفادي الصدام وتأمين انسحاب العسكر من الشأن السياسي بطريقة سلسة·
قال إن الجزائر خارج مجال المعرفة والرقمنة
بن بيتور: الريع والفساد لا يحققان تنمية
أكد بن بيتور أن قيام الاقتصاد على الريع إضافة إلى الفساد الذي استشرى في المؤسسات، لا يمكن أن يحقق التنمية مهما صرفت الأموال وأنجزت الهياكل، معتبرا أن الهياكل لا تنتج بمفردها التنمية· وعرج بن بيتور على المدرسة، مؤكدا أن ما بني منها يعد بالآلاف، متسائلا إن كان يستطيع هذا الرقم مهما ارتفع أن ينهض بالتنمية وأن يرقى بالمستوى التعليمي أو التربوي إذا انعدم تكوين الأساتذة ولم تتوفر للطالب إمكانية الدراسة سواء في المؤسسات التعليمية أو في البيت أو في غيرها· لينتهي في هذا الشان إلى القول إن الجزائر في أحسن أحوالها تشهد بناءً ولكن أبعد ما تكون من دخول عالم التنمية، لأن التنمية هي الإنتاج والفرصة في العمل والابتكار ودخول عالم التطور التكنولوجي· وأشار المرشح المنسحب من سباق رئاسيات 2004 إلى أن الرصيد العلمي العالمي يتضاعف في أقل من 7 سنوات، معنى هذا أن كل ما أنتجته الإنسانية من رصيد علمي منذ آدم إلى 2011 سيكون أقل مما تنتجه الإنسانية من 2011 إلى 2018 في مجال المعرفة، بالنظر لسرعة التطور الفائقة· وأضاف المجتمعات اليوم هي مجتمعات المعرفة ومجتمعات الرقمنة، قبل أن يتساءل عن حصة الجزائر في كل هذا، قياسا على مؤشر الابتكار الذي تحتل فيه الرتبة الأخيرة دون منازع، بدليل ـ يقول الدكتور ـ أننا في كل سنة نسمع عن مئات التلاميذ ينجحون في البكالوريا بامتياز، فكم هو عدد الجزائريين المتواجدين في أرقى الجامعات العالمية، لا نجد أكثر من عشرة· بينما نجد عدد المصريين والمغاربة والتونسيون بالمئات وربما بالآلاف، داعيا إلى مقارنة عدد الجزائريين اليوم بعددهم في السبعينيات والثمانينيات، مؤكدا أن الفارق كبير بين ما كان موجودا في تلك السنوات وما هو موجود في السنوات الأخيرة·
وحسب ضيف ”منتدى البلاد” نحن خارج قطار سكة التحول التكنولوجي وبعيدين عن اللحاق به، ولن تكون ثمة تنمية في الجزائر، والحديث بطبيعة الحال عن الحاضر، أما ما انقضى فلا يمكن جبره·
سيناريو 2014 سيكون مغايرا
واستبعد بن بيتور أن تشهد الجزائر في الرئاسيات المقبلة سيناريو مكرر لما شهدته في 99 من التفاف للأحزاب السياسية وراء رجل إجماع، بالنظر لما طرأ على العالم ـ يقول بن بيتور ـ حيث أصبحت الشعوب ترفض أن يفرض عليها المرشحون·
وأكد رئيس الحكومة السابق أن الشعب الجزائري لن يكون استثناءً في هذا الموضوع· وأشار مجددا إلى ما سبق أن تحدث عنه بشأن الاستفاقة العالمية والنهضة ويقظة الضمير· فيما اعتبر أننا سنتجه إلى إطالة عمر الأزمة في الجزائر التي لن تخطو خطوة واحدة في مسار التغيير، واصفا هذا السيانريو بأنه غير مأمون الجانب لأنه عين المستقبل المجهول، في ظل حركية عالمية للتغيير·
بحث في فائدة ”خطة طريق”
نفى بن بيتور أن يكون قد لمس ملامح أو مؤشرات خطة طريق أو استراتيجية للتعاطي مع المتغيرات الطارئة في الجزائر، مضيفا إن كان ثمة مشروع فواحد ووحيد هو استصحاب الحال والإبقاء على الأمور على حالها، معتبرا أن الإصلاحات التي قدمت ليست إلا تأكيدا لما سبق أن قرره·
وأضاف بن بيتور أن البرلمان إذا أفرز أغلبية جديدة فلن تكون مجدية، لأن حبله السري سيبقى في يد الجهاز التنفيذي ويحله متى شاء وبلا أدنى تبرير·
الجمعة سبتمبر 25, 2020 10:29 pm من طرف نورالوئام
موضوع: ماهو رئيك فى ها الحوار.أحمد بن بيتور، في منتدى البــــلاد”: ما نشهده اليوم نهضة سياسية عالمية 
