يخوض حزب جبهة التحرير الوطني، سباقا ضد الساعة لإبرام تحالفات على مستوى المجالس المحلية، في مسعى لبسط غطائه الحزبي على أكبر عدد من البلديات تماشيا مع عدد المقاعد التي فاز بها في الاستحقاقات الأخيرة، وسط تخوفات من أن تؤدي تحالفات أبرمتها تشكيلات منافسة إلى تجريد الحزب العتيد من صفة الأغلبية.
ووجّه الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، تعليمة إلى أعضاء المكتب السياسي وكذا أعضاء اللجنة المركزية والنواب، الذين نزلوا إلى الولايات لفك ألغام التحالفات، بغرض العمل على إقناع منتخبي التشكيلات الأخرى بالتحالف مع منتخبي الأفلان في البلديات التي فشل في الحصول على الأغلبية النسبية للأصوات فيها أي ما يمثل نسبة 35 في المئة، مع منح الأولوية للتحالف مع أحزاب يراها بأنها شريكة له في مقدمتها التجمع الوطني الديمقراطي، والجبهة الشعبية الجزائرية، والتحالف الوطني الجمهوري .
ويصر عضو المكتب السياسي للأفلان عبد الرحمان بلعياط، في تصريح لـ"الشروق" على تفادي التحالف مع تشكيلات لا يتفق معها الحزب العتيد لكونها تتعارض مع النظام ولا تساند برنامج رئيس الجمهورية، في أنه تم منح حق الاجتهاد للمحافظين في حال عدم التوصل إلى حلول توافقية بغرض تفادي الانسداد على مستوى المجالس البلدية المنتخبة، وهو يرى بأن كل التشكيلات الفائزة في الانتخابات تعمل للاستيلاء على مقاعد الأفالان، بحجة أنه استمر في السلطة من 62 وأنه حان وقت التغيير، "غير أننا لن نمكنهم من ذلك، وقد ناقشنا هذه القضية في المكتب السياسي للحزب، كما وجه بلخادم تعليمة صارمة للحفاظ على موقع الأفلان".
وأرجع المتحدث صعوبة التوصل إلى إبرام تحالفات في كثير من المجالس البلدية إلى أنانية التشكيلات الأخرى، في حين رفض المكلف بالإعلام عيسي قاسا، تقديم حصيلة أولية لمعركة التحالفات التي دخلتها الأفلان، بحجة أن ما حصل عليه من أحزاب أخرى حتى الآن هو مجرد وعود لا غير، قد لا تتجسد كلها على أرض الواقع، لذلك فهو يعمل على كسب تعاطف منتخبين محليين من تشكيلات أخرى منها الأحزاب التي تمثل التكتل الأخضر، وكذا الأفافاس إلى جانب الأحرار، واشتكى المتحدث من التحالفات التي أبرمت ضد الأفلان التي حرمته من تولي رئاسة بعض المجالس المنتخبة.