قرائي الكرام…السلام عليكم وأهلا ومرحبا بكم…موضوع حديثنا اليوم هو فلاحي بلدية العالية والنعناع…من المعروف لدى الخاص والعام أن إنتاج نعناع بلدية العالية أحسن إنتاج كما وكيفا على المستوى الوطني وحتى العالمي وهذا بشهادة الإخصائيين من مؤسسة صيدال …كان جل سكان بلدية العالية يعتمدون في معيشتهم على منتوج مادتي التموروالنعناع منذ العهد الإستدماري الى ما بعد الإستقلال الى غاية الثمانينيات من القرن الماضي ، ومن بين الأشخاص الذين كانوا يقومون بتصدير مادة النعناع الى كافة أنحاء الوطن هم : الاخضر بن البكاري قادري رحمه الله والأخوان الشيخ بن الحاج ميلود عبيدلي وشقيقه أحميده بحيث كونت عائدات هذه المادة دخلا ماليا معتبرا مما ساهم في إزدهار إقتصاد البلدة الأمر الذي جعل الولاية ورقلة تفكر في إنشاء معمل بها لتسويق بعض المشتقات الى شركة صيدال ، وفعلا تم بناء المعمل وأصبح يقام مهرجان سنوي يسمى بعيد النعناع….بقي المعمل بدون تجهيز الى يومنا هذا، وتراجع إنتاج النعناع الي الحضيض بسبب عامل السرقة المستمرة لمحركات السقي الأمر الذي جعل الفلاحين يهجرون المنطقة الفلاحية المسماة - طوجين - ويدخل هذا العمل المشين في تخريب إقتصاد البلدية بفعل البعض من ابناء البلدة بالتعاون مع أييد خارجية …ولا زالت الى حد الساعة عملية السرقة تطال ما تبقى من الفلاحين الى يومنا هذا.
أنظروا أيها القراء الى أثر غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أديا بالبدة الى فقدان جانب هام من الموارد المالية وتسببا في تدني المستوى المعيشي ، وهذا ناتج عن سوء التربية وانعدام الوازع الديني والأخلاقي للمجتمع من جهة ،وغياب السلطة من حيث عدم الإهتمام والمتابعة والمحاسبة وتسليط العقوبة من جهة أخرى ، وكأن المجتمع كله بحكامه ومحكوميه أصبح مرتعا ومفرخة للمفسدين والفساد تشجيعا للرذيلة ونبذا للفضيلة .