أعزائي القراء الكرام..... السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الإجتياح الرابع والأخيرلبلدة العالية من طرف قوات المستدمر الفرنسي جاء نتيجة الوشايات المتكررة من طرف عيون العدو المنتشرة هنا وهناك في أحياء البلدة بالإضافة الى - القومية الحركة - والذين نعتذر عن ذكر اسمائهم والذين زرعهم مركز الإستنطاق - s.a.s - المحاذي للسكان بالقرب من زاوية سيدي بلعلمي لمراقبة الداخل والخارج منها ولمراقبة حركة المواطنين ومن يتصل بهم من خارج البلدة .
قومي حركي عسكري تابع يعمل مع العسكر الفرنسي يسكن في دار سي الحاج العلمي بن لخضر رغم أنه وآخر يسكن في دار أولاد الشيخ بن الطاهر وآخر يسكن في دار سي عبد العزيز غزال وآخر يسكن دار واحد من عائلة تجيني وهؤلاء الحركة كلهم متزوجون بعائلاتهم مندمجين في الوسط السكاني يلتقطون أخبار الثوار وينقلونها الى رئيس مركز الإستنطاق الملازم - شميت - والتي على ضوئها يقوم بالمتابعة والإستنطاق عن طريق القتل والتعذيب والتشريد ، علما أنه تم فرض حضر التجوال من بعد صلاة العصر الى طلوع الشمس مع ترك أبواب المساكن مفتوحة ، وكانت العساكر تقوم بدوريات ليلية أحيانا راجلين وأخرى على متن السيارات حيت تم التضييق على المواطنين والحد من تحركاتهم إلا عن طريق بما يسمى ب - ليسي باسي - .
وبعد إستشهاد القائد سي أحمد بن ميلود عبيدلي تعطل العمل الثوري نوعا ما ، وفي أوائل سنة 1959 كلف العسكري المجاهد سي أحمد بن معمر برتبة عريف بالقيادة والإشراف على العمل الثوري في البلدة العالية وما جاورها وكان بمثابة همزة الوصل بين الثوار وأهالي البلدة من حيث العمل التوعوي بالإنضمام الى العمل الثوري وجمع المال والبريد وغيره وهكذا إستمر الحال رغم أنف المستدمر الفرنسي وعيونه ، ولقد إنكشف ذلك وأصبح القائد المذكور محل متابعة هو ومن يعمل معه .
وفي يوم : 08 ديسمبر1961 وفي الصباح الباكر حضر الى بلدة العالية عدد كبير من عساكر المستدمر الفرنسي بالأطناق والطائرات والسيارات والشاحنات والمدافع وطوقوا حي - العقيلة - مقر إقامة القائد سي جواحي أحمد بن معمر كما طوقوا أيضا مقر سكن سي الغزال مشري بن الحاج أحمد في الحي الفلاحي - طوجين - حيث كان يقيم دوما ويتصل المجاهد سي احمد بن معمر جواحي ظنا من المستدمر أن القائد لا بد أن يكون في العقيلة أو طوجين بحسب المعلومات التي وصلت من طرف العيون والوشاة .
وقبيل صلاة الفجر خرج المجاهد من مسكنه بحي العقيلة للوضوء والتهيء للصلاة لاحظ تواجد العدد والكم الهائل من العتاد الفرنسي عرف بأن البيعة ثابته فصلى بالتيمم ما كتب الله له وحرق كل ما لديه من وثائق حفاظا على المواطنين وحمل سلاحه وأخذ معه إبن عمه سي محمد بن البشير جواحي وكبر وأطلق النار على من حوله لفك الحصار فسمع دوي الرصاص من كان من العساكر يطوقون مسكن سي الغزال بن الحاج احمد فغادروا المسكن والتحقوا بحي العقيلة لمآزرة بني جلدتهم وهكذا تواصل القتال بين الطرفين بتبادل إطلاق النارإبتداء من حي العقيلة مرورا بطوجين والديهمي والخبنة الى دبدابة آل موهوبي وبالقرب من مسكن سي خميري سقط الرجل شهيدا في سبيل الدين والوطن رحمه الله بطلق ناري من طرف أحد الحركة لعنه الله ، أي لما إنتهت الذخيرة
وكانت المسافة بين محل الإقامة وموقع الإستشها حوالي 06 كلم كلها كثبان رملية وعرة
أخذ سي محمد بن البشير جواحي البندقية ودخل غابات النخيل ونزل داخل أحد الأبار فبحث عنه المستدمربالإستعانة بالكلاب ولم يجدوه لكن أحد الخونة دلهم على مكانه فأخرجوه من البئر واشبعوه ضربا وقادوه حافيا مربوط من رقبته بلحفايته الى مركز الإستنطاق ثم رجعت العساكر الى حي العقيلة فنكلوا بعائلة الشهيد وكل اقاربه وأحرقوا الزرائب والخيم والمواشي وقادوا الرجال الى مركز الإستنطاق وراحوا أيضا الى دار سي الغزال مشري بن الحاج أحمد وعذبوا زوجتيه وبناته وأخرجوا جميع المؤونة من قمح وشعير وتمر وغيره وأخلطوها مع بعضها البعض وصبوا عليها الماء أما الحاج الغزال فربطوه بسلسلة معدنية من رقبته هو وإبنه سي أحمد وألصقوها في شاحنة من شاحناتهم وأخذت تجري بهما وهما ينسحبان على الأرض الى أن اغمي عليهما وقاداهما الىسجن في تقرت ومنه الى البرج الأحمر بورقلة كما تم سجن كل من سي لخضر بن معمر جواحي وسي محمد بن البشير جواحي وسي محمد بن معمر جواحي الذي تم القبض عليه من قبل وأطلق سراح الجميع في 19 مارس بمناسبة توقيف القتال .
وللعلم فإن خسائر المستدمر الفرنسي كانت أكثر مما يتوقع ولقد أخذ الشهيد منهم حقه وزيادة والحمد لله ورحم الله الشهداء .
المدون : تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspot.com