قد يبدو من الغريب أن أطلق مصطلح " مقر" عوض الكلي ة التي تؤكد
أ ن التواجد بالجامعة يعني طلب العلم وليس التدريبات العسكرية كما
يوحي إليها ذلك اللف ظ، ولكن المصطلح نفسه تم استخدامه من طرف
عون مصلحة الانخراط لقسمنا بالكلية الجديدة، حيث قام بتعليق إعلان
مفاده أن هناك حصصا تطبيقية حرة في المقر القديم، ولا أرى غرابة في
تداول هذا المصطلح بين الطلبة إن كان مسئوليهم راضون عن ذلك.
الجدير بالذكر، أن تلك الكلية أو شبه الكلية لا تستحق أن يطلق عليها
أكثر من مقر، فهي ليست سوى "خرابة" كما أطلق عليها طلبة قسم
الإعلام الآلي للتسيير، والله أعلم بما أطلقه عليها طلبة قسم الرياضة و
طلبة قسم الزراعة، هذه هي الأقسام الثلاثة المنفية سابقا في خرابتنا
المحترمة، وأشك بأن كل طالب من هذه الأقسام لا يشعر كما أشع ر:"
فأر تجارب معزول عن العالم الخارجي ينتظر حتفه بإحدى التجارب
العلمية أو ينتظر عفو سجانه عنه فيخرجه من سجنه الحقير الذي ضاق
منه ذرعا ومن بشاعة العزلة المعاشة فيه "...هو أشبه بملحق عتيق
متطرف عن قلب الجامعة و يحتاج الوصول إليه ربع ساعة هرولة،
وهو مكان تنعدم فيه مظاهر الح ياة كما الحال بالنسبة لأبسط حقوق
الطالب فهي غير منشودة اطلاقا، كحقه في مزاولة الدراسة في بيئة
نظيفة دون أن تعكر أدخنة النيران الناجمة عن حرق أوراق الأشجار
اليابسة صفو الحصة الدراسية، وتثير أنوف الطلبة المصابين بالحساسية
الصدرية فيتناوبون العطسات من حين لآخ ر، وحقه في الحصول على
نظافة يومية لكليته التي يعتبرها مكانا يعيش فيه معظم وقته أكثر منه
مكانا لطلب العلم وحسب، فحصوله على كلية بألوان زاهية وقاعات
مكيفة يدفعه للشعور بالراحة والاطمئنان مما يزيد من نجاحه وعطاءه،
ومنبين حقوقه أيضا حقه في الجلوس على كرسي من نوع جيد يلاءم
جلوسه المطول الذي قد يصادف أن يستغرق ثلاث ساعات متتالية،
وكأي حق من الحقوق هناك حقه في الحصول على نوافذ محكمة
الإغلاق تقيه من برد الشتاء لامكسرة فتزيده من تجمد ه!، ولا أريد أن
أنسى حقه في الحصول على مكيفات هواء لردع تلك الحرارة التي تذيب
ال حديد، كل هذه الحقوق الأنفة الذكر هي واجبات المسئولين المكلفين
بالسهر على خدمة الطالب، ولكن يبدو أنهم صرفوا الأنظار عنها
وتوجهوا باهتماماتهم إلى ما تم بناؤه مؤخرا من كليات حديثة البناء
ظهرت عليها الشقوق والتصدعات لتصبح خطرا على من بناها وعلى
من يستخدمها فر احوا يرممونها و يغيرون لون دهانها.
الحالمة كرافسة