الأمراض الناتجة عن سوء التغذية
المقدمة
العلاقة بين الغذاء والصحة واضحة ومؤكدة فالغذاء ضرورى لحياة الانسان ونموه وحيويته ونشاطه ومقاومته لكثير من الأمراض التي يتعرض لها.
الغذاء أيضا قد يكون السبب فى بعض الأمراض نتيجة عدم توازنه وعدم نظافته وتعرضه للتلوث الكيماوى والاشعاع.
العلاقة بين سوء التغذية والأمراض المختلفة:
يمرض الانسان نتيجة لنقص أو زيادة عنصر غذائى أو أكثر فى الطعام اليومي. (أمراض سوء التغذية)
يمرض الانسان نتيجة تلوث الطعام بالجراثيم والميكروبات ( الأمراض المعدية )
يمرض الانسان نتيجة تلوث الطعام بالكيمويات كالمبيدات الحشرية والفطرية للنباتات والعقاقير الطبية للحيوان وكذلك نتيجة تلوث الغذاء بمخلفات الصناعة والنظائر المشعة ( الغذاء وتلوث البيئة)
يمرض الانسان أيضا نتيجة تفاعل الجسم ضد بعض المواد الموجودة بالطعام وهذة تعرف بأمراض الحساسية.
بعض أمراض سوء التغذية:
الأنيميا أو فقر الدم : وينتج من نقص الحديد أو فيتامين ( ب12)
أعراضة : شحوب فى البشرة والضعف العام والارهاق الشديد وفقدان الشهية.
أمراض نقص البروتين عند الأطفال : تظهر ( من 6 شهور الى 12شهرا ) وذلك لعدم اعطاء الطفل بعض الأطعمة المكملة للبن الأم مثل صفار البيض والزبادى واللحم ولحم الدجاج والسمك.
أعراضه : تغير لون الشعر وميله للأحمرار والسقوط كما تحدث التهاب بالجلد وتضخم الكبد.
الكساح: وينتج عن نقص الكلسيوم وفيتامين ( د) والكلسيوم أحد المعادن المهمة للجسم وهو أحد المكونات للبن الأم ولكن نستطيع أن نحصل عليه من الألبان ومنتجاتها والأسماك وبعض الخضراوات والحبوب والبقول.
وكذلك ينصح بتعرض الطفل لأشعة الشمس فى الفترة ما بين ( 8ـ10) صباحا وذلك كمصدر لفيتامين (د).
مرض البلاجرا : يحدث نتيجة لنقص مكونات فيتامين (ب) المركب وهو حمض النيكونيتيك وقد كان هذا المرض منذ عهد قريب منتشرا جدا فى الريف المصرى وذلك نتيجة أعتماد الأهالى على دقيق الذرة فى غذائه، وقد قل المرض كثيرا فى السنوات الأخيرة ، وذلك لتغيير النظام الغذائى واكتسابهم عادات غذائية سليمة.
السمنة: من أخطر الأمراض على صحة الانسان لما تسببه الدهون من انسداد فى شرايين القلب أو المخ.
السكر: قد يكون مرضا وراثيا ولكنه كثيرا ما يكون مكتسبا بسبب زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
دور التغذية فى الوقاية والعلاج من الأمراض المختلفة:
الغذاء الكامل والمناسب له أهمية خاصة فى الحفاظ على المستوى الصحى للانسان وحمايته.
الغذاء هو العلاج الأساسى أو الوحيد فى بعض الحالات المريضة كعلاج الأنيميا ونقص البروتين والسمنة والنحافة والسكر وتصلب الشرايين.
سوء التغذية واصابة الأطفال بالأمراض المختلفة قد يؤدى الى تأخر نموهم الجسمانى والعقلى، ولذا فان تغذية الأطفال بالأطعمة المناسبة وخصوصا أثناء المرض وفى فترات النقاهة، تمنع حدوث التأخر فى النمو وزيادة الحيوية والنشاط ، وتقليل فترة المرض.
ومن هنا يتضح لنا دور التغذية فى الوقاية والعلاج.
تستحوذ الأمراض الصحية الناتجة عن سوء تنظيم التغذية على اهتمامٍ كبيرٍ من قبل الصحافة العربية والعالمية، ولكننا قليلاً ما نجد من يتحدّث عن العلاقة الوثيقة التي تربط نظام الغذاء عند الفرد بصحته النفسية وشعوره بالسعادة.
وفي الحقيقة، فإنّ الغذاء يعتبر من الأمور التي تؤثر وتتأثر بمزاج الفرد، إذ يرتبط أسلوب تناول الطعام لدى الإنسان بعدد من الجوانب النفسية. وفي هذا المجال، تقول الدكتورة منى الصوّاف، استشارية الطب النفسي ورئيسة وحدة الأمراض النفسية في مستشفى الملك فهد في جدة، إنّ هنالك علاقة مباشرة بين الطعام وبعض الأمراض النفسية. فالاكتئاب مثلاً يرتبط بشكل مباشر بكمية الطعام التي يتناولها المريض، فإما أن يفقد المريض الشهية الأمر الذي يجعله يعاني على المدى الطويل من الهزال والنحافة الشديدة (anorexia nervosa)، أو أن يميل إلى الشراهة المرضيّة، وهذا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن (bulimia nervosa).
و تؤكّد هنا الدكتورة الصواف أنّه بعكس الإعتقاد الشائع، فإنّ هذه الأمراض التي ترافق حالات الإكتئاب ليست محصورة بالمجتمعات الغربية فحسب، بل إنّها بدأت تنتشر في مجتمعاتنا العربية والمسلمة، وتذكر على سبيل المثال دراسة أجراها البروفسور عبد الله السبيعي، استشاري الطب النفسي والأستاذ المحاضر في جامعة الملك سعود، وتشير هذه الدراسة إلى أنّ فقدان الشهية والشراهة المرضية المتعلّقين بتدهور الحالة النفسية (nervosa anorexia and bulimia) متفشيان في صفوف طالبات المرحلة الثانوية في المملكة.
وتفيد الدكتورة الصواف أيضاً أنّ نوعية المأكولات التي يتناولها الإنسان تساهم إلى حدٍّ كبير في تحديد مزاجه. وتنصح الجميع باعتماد نظامٍ غذائي متوازن، غير أنّها تشير إلى أنّ تناول البروتين والمواد الدهنية ليلاً قد يؤدي إلى نومٍ مضطربٍ تشوبه الكوابيس كما يولد مزاجاً معكّراً في الصباح التالي. وتضيف شارحة، إنّ البروتين والمواد الدهنية تحرم الدماغ من الإستفادة من مادة السيروتونين (serotonin)، وهي الهرمونات المسؤولة عن صفاء المزاج والشعور بالسعادة. وأمّا الكربوهيدرات، وهي عبارة عن النشويات الموجودة بكمية كبيرة في الخبز والمعجنات والبطاطس بالإضافة إلى السكريات الموجودة بوجهٍ خاص في المأكولات والمشروبات التي تحتوي على السكر، فهي تساعد الدماغ على الإستفادة من مادة السيروتونين (serotonin) وتساهم بالتالي في المحافظة على مزاج معتدل خلال ساعات النوم ولدى الإستيقاظ في ساعات الصباح الأولى.
وتشير الدكتورة الصوّاف إلى أنّ الغذاء في مجتمعاتنا يستخدم كأسلوب اجتماعي، إذ أنه يستخدم لتنمية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد على سبيل المثال، إضافة إلى كونه نظام للثواب والعقاب عند تربية الأطفال، كأن تكافئ الأم طفلها بقطعة حلوى إذا أحسن التصرف والعكس صحيح.
وتوضح الدكتورة الصوّاف أيضاً أن المرأة الحامل التي تمر بفترة الوحم تعاني من عارض له منشأ نفسي يرتبط ببعض التأثيرات الخارجية التي لها علاقة بعادات الطعام السلوكية.
وبشكل عام، ترى الدكتورة الصوّاف أن بعض الأساليب المرتبطة بعادات تقديم الطعام وطريقة تناوله في مجتمعاتنا، هي التي تحكم الكمية التي يتناولها كل فرد والتي قد ينتج عنها عدم التوازن.
ويؤكد المختصون أن خلو الجسم من الأمراض البدنية و النفسية يعني الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن ذي التأثير النوعي أكثر مما هو تأثير كمي. ويعتبر هذا التأثير النوعي بمثابة عوامل رئيسية منشطة للعوامل البيوكيميائية التي تدخل داخل خلايا الجسم في كل وقت وعلى مختلف المستويات العضوية الحية، سواء كانت هضمية أو عضلية أو دماغية أو دورانية.
وكي يكون الغذاء صحياً ومتوازناً، يجب أن يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مثل المواد البروتينية والدهنية والسكرية عن طريق الأطعمة والمشروبات المتنوعة.
كما لا يمكن هنا ان نغفل أهمية السوائل بأنواعها لصحة الجسم، فهي مواد سهلة الهضم ويمكن أن تزوّد الجسم باحتياجاته المختلفة من العناصر الغذائية الضرورية مثل الفيتامينات والمعادن والطاقة الحرارية. كما أن السوائل مفيدة في حال الطقس الحار الذي تتمتع به بلادنا لفترات طويلة من العام.
ويؤكد المختصون أيضاً على أهمية اللياقة البدنية التي يستحب أن يقوم بها الانسان بشكل منتظم ومدروس لتحقيق نتائج ايجابية ملحوظة، مع المراجعة المستمرة لطبيب العائلة، مما يضمن التوازن ويحقق بذلك أول عنصر من عناصر الصحة العامة.