أصيب أمس بمنطقة سعيد عتبة، رئيس الأمن الولائي لورڤلة على مستوى الرجل بعد مشادات بين عناصر الشرطة وحوالي 400 شاب تجمهروا في محاولة لحرق مبنى الأمن الحضري، ما تطلب تدخل عناصر الشرطة لتفريق المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي في السماء قصد تخويفهم، في حين نقل رئيس الأمن الولاية إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وحسب مصادر مؤكدة فإن إصابة ذات المسؤول ليست بليغة ولا تدعو للقلق، فيما دخل عناصر الأمن وإلى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في مشادات عنيفة استعملت فيها الهروات والغازات المسيلة للدموع لإبعاد الشباب عن مقر الشرطة، بينما استعمل المنتفضون قارورات "المولوتوف" التي اخترقت مكاتب المقر المذكور، هذا وتحول ذات المبنى إلى مرجم بجميع أنواع الحجارة والزجاجات الحارقة، مما أسفر عن بعض الخسائر، وكشفت مصادر "الشروق" عن إصابة شرطين بجروح خفيفة.
وتطلب حماية مقر الأمن تعزيزا مكثفا بقوات مكافحة الشغب التي طوقت الأحياء المجاورة والمنافذ المؤدية لمنطقة سعيد عتبة خوفا من سقوط ضحايا من كلا الطرفين، في وقت قال شهود عيان أن الرصاص الحي ظل يطلق من قبل رجال الشرطة أكثر من ربع ساعة لفترات متقطعة، خاصة بعد إقدام البعض على تعمد حرق المقر الذي يقع غير بعيد عن مفترق الطرق وإضرام النار في العجلات المطاطية وسط المسلك المؤدي إلى الحي العريق، المعروف بارتفاع نسبة البطالة بين سكانه.
وبالرجوع إلى توضيحاتمصادرنا، فإن المشادات العنيفة تواصلت إلى الساعات الأولى من صباح أمس ولم تشفع تحركات العقلاء والأعيان في تهدئة الأجواء المشحونة، فيما لازالت نفس الجهات الأمنية تبحث عن الجهة التي تقف وراء الاحتجاجات، ومن المرجح توقيف عدد ممن شاركوا في الانتفاضة الساخنة لاحقا، ومعلوم أن مقر الأمن نفسه كان مسرحا لمحاولة انتحار فاشلة قبل شهور نفذها شابان باستعمال قارورة غاز وهما رهن الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهما في دورة جنائية قادمة.
وحسب تصريحات بعض البطالين فإن تعاطي الملكفين بملف "الشومارة" لـ15 المضربين عن الطعام منذ أسبوعين أمام مقر الولاية عقب إقصائهم من العمل بالشركات البترولية ورفض السلطات استقبالهم تعد بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس كون أغلبهم من جهة سعيد عتبة التي تشهد احتجاجات دائمة بسبب رفض الشركات توظيف الشباب في مناصب عمل، وهو الملف الشائك الذي لازال يحرك الشارع، حيث وصل الأمر إلى حد التهديد بالانتحار الجماعي من فوق مبنى الوكالة الجهوية للتشغيل قبل شهور..... عن الشروق