البلاغة : المجاز اللغوي
المجاز اللغوي: لفظٌ استُخدمَ لغير معناه الحقيقيّ لعلاقة معيّنة
فكثيراً ما يستخدم الإنسان لفظاً ولا يقصد معناه الحقيقي، بل يقصد معنى آخرَ مختلفاً
فإذا قال أحد مثلا: رأيت أسداً يكر على الأعداء بسيفه، فهذه الجملة تدل على أن الأسدَ المذكورَ في الجملة هو ليس الأسد الحقيقي الذي نعرفه، والدليل على ذلك (بسيفه)؛ فالأسد الحقيقيُّ لا يحمل سيفاً، وإنما المقصود بالأسد رجلٌ شجاع يُشبَّهُ بالأسد.
* يُذكر في المجاز اللغوي كلمة أو قرينة تكون مانعة لإيراد المعنى الحقيقي بين المُشبه والمشبه به ... وعلى هذا ينقسم المجاز إلى قِسمين اثنين (علاقتين) هما:
أ. علاقة المشابهة (الاستعارة)..وتقسم إلى عدة أقسام وهي:
-الاستعارة المكنية: ويكون المُشبَّه فيها موجوداً، والمشبه به محذوفاً.
مثال: قال تعالى: "يُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا". فالمشبه هنا موجود (الأرض)، والمشبه به (تقديره الإنسان أو الكائن) محذوف، والقرينة هي(موتها) ...
-الاستعارة التصريحية: وهي ما حذف فيها المشبه، ووجد المشبه به مثال ، نقول: ضحك الصباح، فالمشبه هنا محذوف قُدِّر بـ (الإنسان) والمشبه به( المُصَرَّح به) موجود (الصباح) ، والقرينة هي (ضحك).
- الاستعارة التمثيلية: وهي التي تُشَبَّهُ فيها صورة بصورة أخرى، فنقول مثلاً: رياضٌ يحيط به ياسمينٌ ، وملكٌ تحُفُّ جوانبه جنودٌ. فهنا أخذت كلمة الياسمين الصورة التي أخذتها كلمة الجنود ...
ب. علاقة غير المُشابه: وتقسم إلى عدة أقسام وهي:
- مجاز مرسل، علاقته السببية: ما ذُكر فيه السبب وحُف المُسبب، مثل قولنا: السيفُ أنطقَ الحقَّ .
-مجاز مُرسل، علاقته المسببية: ما ذُكر فيه المُسبب وحُذف منه السبب، مثل قولنا: رعت الماشيةُ الغيثَ، ذُكر المسبب وهو (الغيث) وحُذف السبب وهو (مُقَدَّرٌ بـ: العُشب).
-مجاز مرسل، علاقته الكُليّة: ما ذُكر فيه الكل و قُصِدَ الجُزءُ مثل قولنا: شربتُ ماءَ النّيلِ، فهنا ذُكِرَ الكُلُّ (ماء النيل) و قُصِدَ الجزءُ (بعض الماء).
-مجاز مرسل، علاقته الجزئية: ما ذُكرَ فيه الجُزءُ وقُصِدَ الكُلُّ، كقولنا: قَلَّمتُ ظفرَ العدُوِّ، فهنا ذُكِرَ الجُزءُ (الظفر) و قُصِدَ الكُلُّ (العدوُّ نفسهُ أو جسمه)، ( قَلَّمتُ بمعنى أدبتُ) .
مجاز مرسل، علاقته اعتبار ما كان: ما قُصِدَ به الأصل، كقولنا: أيها الطِّينُ لا تتكبر، فهنا ذُكِرَ أصلُ الإنسانِ أي الطِّينُ.
-مجاز مرسل، علاقته اعتبار ما سيكون: أي ما لم يكن أصلهُ ما ذُكر في الكلام، كقولنا: كم ولدت الأُمهاتُ أبطالاً!، حيثُ أنَّهُ ذُكر ما سيكون أي (المولود لا يولد بطلاً) بل سيكون بطلاً.
-مجاز مرسل، علاقته محليَّة: ما ذُكر فيه المَحلُّ وقُصِدَ به ما يُحّلُّ به، كقولنا: ركبتُ البَحرَ، فهنا ذُكر المحلُّ (البحرُ) وقُصِدَ ما يُحلُّ به (السفينة).
-مجاز مرسل، علاقته الحالية: ما ذُكرَ فيه الحالُ وأقُصِدَ به المحلُّ، كقوله تعالى: "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ"، فهنا ذُكرَ الحالُ (النعيم)، وأُريدَ المحلُّ (الجنة).
مجاز مرسل، علاقته الآليَّة: ما ذُكرت فيه آلةٌ وقُصِدَ جهاز أو أداة، كقولنا: لا تكُن عيناً على جارِكَ، فهنا ذُكِرَت الآلةُ (العين) وأُريدَ شئ آخرُ كجهاز تجسس ....