عائلة بنشر وعائلة بامبرز
سافرت للعمل بإحدى دول الخليج وكان معي أخ وصديق من الأرياف يدعى صالح سكنت معه في بداية الأمر إلى أن فكرنا في استقدام زوجاتنا هروبا من حياة العزوبية المريرة فكان هو سابقي في الأمر حيث تعثرت بعض أوراقي فسبقت زوجته زوجتي بحوالي شهرين فكانت لها الأقدمية في القدوم .
تيسرت إجراءات استقدام زوجتي ووصلت بسلامة الله وجاء أخي صالح يدعونا للخروج معهم ترحيبا بالضيفة الجديدة .. كان لصديقي قريب يمتلك سيارة فاستعارها منه لهذه المناسبة ورحنا جميعا نرحب بضيفتنا ونستعرض شوارع المدينة العامرة وأضوائها المبهرة ولوحات الإعلان على الطرق والمحلات .
راحت زوجة أخينا صالح - بصفتها الأقدم هجرة وصارت عندها خبرة في هذا البلد الجميل - تشرح لزوجتي أن معظم الأسماء هنا أسماء حضارم يعني من اليمن الجنوبي ( حضرموت ) .. فهذا محل باعشن وهذا محل بادحدح وهذا محل بامبرز وبنشر وراحت تسترسل الأخت في شرحها بينما توقف زوجها على جانب الطريق وأصبنا بحالة هستيرية من الضحك .
لم تدرك الأخت الطيبة – بحق – أنها أخطأت التعبير إلى أن وضحنا لها الأمر بأن هذا ليس كما تقصد هي فارتسم على وجهها علامات الكسوف والخجل وراحت تصلح من شأنها أمام ضيفتها وأثناء مرورنا في أحد الأنفاق قالت : يا صالح هو مافيش غير طريق الخندق ده ؟
ولولا أن الوقوف داخل النفق ممنوع لوقفنا لنواصل ضحكنا ولكن تماسكنا حتى خرجنا من الخندق ( أقصد النفق ) وواصلنا فصول المسرحية وكانت ليلة سعيدة رحبنا فيها بضيفتنا .. حفظ الله أخي صالح وزوجته الفاضلة بقلبها الطيب وصفاء سريرتها وأسمعنا عنهم كل خير .
فكر وحبر / ياسر سنجر