توقع مسؤولون وأجهزة إعلام وصحف أن تؤدي الفضائح التي سيكشف عنها موقع “ويكيليكس” إلى أزمات دبلوماسية مع بعض الدول إلى درجة أن تقوم الأخيرة بطرد الدبلوماسيين الأمريكيين من أراضيها .
وذكر مسؤول أمريكي كبير أن هذه التسريبات “قد تكون الأكثر إساءة” من نوعها إلى العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى . ورأت موسكو أن هذه التسريبات تتضمن توصيفات “مزعجة” قد تسيء إليها . وتوقعت صحيفة روسية أن يؤدي كشف المعلومات إلى توتير العلاقات بين واشنطن وموسكو، والعديد من بلدان العالم . أما البريطانيون فإنهم لا يرون بوادر أزمة ستنتج من النشر . من جهتها، وصفت واشنطن تحركات “ويكيليكس” ب”خطرة للغاية” خاصة على أمن جنودها .
توقعات بأن تؤدي تسريبات ويكيليكس إلى أزمات دبلوماسية وطرد سفراء أمريكا
رأت واشنطن أن تحركات موقع “ويكيليكس” “خطرة للغاية”، خاصة على أمن جنودها، وطالبت مؤسس الموقع جوليان أسانج والقائمين عليه بعدم النشر، وواصلت تحذير العديد من دول العالم من تأثير نشر الوثائق على علاقات البلدين، في مسعى لاحتواء أزمات دبلوماسية قد تنتج إثر كشف الوثائق .
وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأدميرال مايكل مولن في مقابلة تبثها شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم (الأحد)، إن تحركات “ويكيليكس” “خطرة للغاية”، خصوصاً على أمن الجنود الأمريكيين .
ودعا مولن في المقابلة التي نشرت أجزاء منها مساء الجمعة، المسؤولين عن الموقع إلى الامتناع عن عملية النشر هذه .
كما قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي “نستعد جميعاً لما يمكن أن يأتي، وندين ويكيليكس لكشفه مواد سرية” . وأضاف أن هذه الخطوة “ستعرض حياة أشخاص ومصالح للخطر وتشكل عملاً غير مسؤول”، مؤكداً أن الولايات المتحدة “تستعد لأسوأ سيناريو” .
وتوقعت الصحافة البريطانية أن تفضح التسريبات المنتظر أن يكشف عنها “ويكيليكس” عن رأي الأمريكيين في رئيسي الوزراء البريطانيين السابق غوردون براون والحالي ديفيد كاميرون، وتفاصيل عن المحادثات السرية حول عودة المدان في تفجير لوكربي الليبي عبد الباسط المقرحي إلى بلاده .
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” الصادرة أمس، أنه من بين 3 ملايين وثيقة التي سينشرها “ويكيليكس” عن المراسلات السرية بين السفارة الأمريكية في لندن وواشنطن، رسائل في غاية الحساسية من ضمنها تقييم الولايات المتحدة لشخصية براون وفرص فوزه في الانتخابات العامة والمناقشات السرية حول عودة المقرحي إلى ليبيا .
وقال مسؤول بريطاني إن البريطانيين يخشون من أن يكشف الموقع عن الكراهية التي يكنّها الأمريكيون والبريطانيون للفرنسيين، مشيراً إلى أن انتقاد الفرنسيين كان أمراً روتينياً .
وكان سفير الولايات المتحدة لدى بريطانيا لويس ساسمان التقى مسؤولين في مقر رئاسة الوزراء البريطانية، الجمعة، لتحذيرهم من أن محتوى الرسائل التي سينشرها “ويكيليكس” قد تكون محرجة .
وقالت “ديلي ميل” إن هناك توقعات بأن تحدث التسريبات أزمات دبلوماسية مع بعض الدول إلى درجة تقوم الأخيرة بطرد الدبلوماسيين الأمريكيين من أراضيها .
وذكرت صحيفة “التايمز” على لسان مسؤول أمريكي كبير، أن هذه التسريبات “قد تكون الأكثر إساءة” من نوعها إلى العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى .
ويقول مسؤولون بريطانيون إنهم يتوقعون أن تكون الوثائق “صريحة”، وإن كانوا لا يرون بوادر أزمة ستنتج عن النشر .
وفي موسكو، أكدت صحيفة “كومرسانت” أن هذه التسريبات تتضمن توصيفات “مزعجة” عن الوضع السياسي والقادة الروس قد تسيء إلى موسكو .
وكتبت الصحيفة أن كشف المعلومات “يمكن أن يتسبب بتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا”، وكذلك مع نصف بلدان العالم .
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مكتبه لم يبلغ رسمياً من قبل واشنطن بشأن كشف هذه الملفات الذي رأى أنه عمل يقوم به “لصوص صغار على الإنترنت” .
وقال دبلوماسي تركي رفيع المستوى، طالباً عدم كشف هويته، إن واشنطن اتصلت بسلطات أنقرة “لإعطائنا معلومات في هذا الشأن، كما أبلغت دولاً أخرى تماماً” .
وذكرت وسائل الإعلام التركية أن التسريبات الجديدة تشمل وثائق تقول إن تركيا قدمت مساعدة إلى مقاتلي القاعدة في العراق، وإن الولايات المتحدة ساعدت انفصاليين أكراداً متمركزين في العراق على محاربة تركيا .
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا لا تعرف ما نوع الوثائق التي يضمها الملف . وأضاف لشبكة ال”سي إن إن” التركية “إنها تكهنات، لكن من حيث المبدأ، تجاهل أو السماح بأي عمل إرهابي انطلاقاً من تركيا ضد دولة مجاورة وبالتحديد العراق، أمر غير وارد” لدى السلطات التركية .
وفي روما، قالت الحكومة الإيطالية إنها أبلغت أن كشف الوثائق قد يؤدي إلى “انعكاسات سلبية ممكنة على إيطاليا” . وأشار وزير الدفاع الأسبق أنطونيو مارتينو إلى أن من بين ما سينشره الموقع عن إيطاليا وثائق تتعلق بالقلق الأمريكي على استثماراتها في بلاده .
وقال مسؤولون في لندن واستوكهولم وكوبنهاغن إن البعثات الدبلوماسية الأمريكية لديها أبلغتها أو اتصلت بها بشأن هذه الوثائق .
من جهتها، قالت كندا إن سفارتها في واشنطن “تعالج هذه المسألة مع وزارة الخارجية” الأمريكية .
وأكدت وزارة الخارجية الأسترالية أن أستراليا دانت كشف الوثائق، موضحة أن الولايات المتحدة اتصلت بها في هذا الشأن .
وقالت إن “التهور في نشر ويكيليكس لوثائق سرية بهذا الحجم يمكن أن يعرض للخطر أشخاصاً مذكورين بالاسم في هذه الوثائق ويضر بالمصالح الأمنية للولايات المتحدة وشركائها” . (وكالات)