الطريقة مقارنة
المقدمة:01
إن الشروع في عملية التفلسف يتطلب منا أن ندرك معنى السؤال ، و أن نفهم طبيعة العلاقات المنطقية التي تربط الحدود في ما بينها ، و التي يحتوي عليها السؤال , و بما أن السؤال الفلسفي يتبلور أحيانا في صورة مشكلة ، و أحيانا أخرى في صورة إشكالية ، فإنه يتعين علينا أن نعرف ماهي المشكلة ، و ماهي الإشكالية و كيف يمكن التمييز و المقارنة بينهما ؟.
المقدمة:02
إن الإنسان يواجه تجاه وجوده غموض وجهل نهائي أمام الصعبات وعوائق جمة ، ليس الإنسان بمعناه العام ، بل الإنسان بمعناه الخاص لدى الفلاسفة والعلماء والمفكرين الذين يعانون بعقولهم وبكل كيانهم هذا الوجود ، فهناك من الأمور تعتبر مشكلات وهناك أمور تعتبر إشكاليات والسؤال الذي يطرح نفسه: ما طبيعة العلاقة بين المشكلة والإشكالية ؟
بيان أوجه الإختلاف
إن المشكلة عبارة عن تساؤل مؤقت يستدرك جوابا مقنعا"هل الإنسان حر أم مجبر؟" ، أما الإشكالية فهي عبارة عن طرح تساؤل دائم يعاني القضايا الصعبة في هذا الوجود والإجابة تكون غير مقنعة "أيهما أسبق الدجاجة أم البيضة"
إن المشكلة قضية جزئية في هذا الوجود ، أما الإشكالية فهي قضية كلية عامة.
إن المشكلة هي عبارة عن فرع من أصل الأم وهي الإشكالية.
إن المشكلة اضطراب لدى الإنسان من زاوية الدهشة ، أما الإشكالية فهي اضطراب لدى الإنسان من زاوية الإحراج.
إن المشكلة مجالها ضيق مغلق ، أما الإشكالية فهي واسعة مفتوح على هذا الوجود.
بيان أوجه الاتفاق:
كلاهما يبحثان عن الحقيقة.
كلاهما نابعان من القلق والإثارة تجاه ظاهرة ما.
كلاهما يطرح بطريقة استفهامية.
كلاهما ناتجان من الإرادة والحافز تجاه عوائق ما.
-كلاهما آليتان غامضتان ومبهمتان
أوجه التداخل:
إن المشكلة هي جزء من الإشكالية التي تعتبر الكل ، وكما مثل بعض المفكرين الإشكالية بأنها عبارة عن مظلة تتسع لكل المشكلات كمشكلة الأخلاق والمنطق والميتافيزيقا والطبيعة ، إذا هنالك تداخل وطيد الصلة بينهما.
وحسب رأيي الشخصي إن العلاقة بين المشكلة والإشكالية كعلاقة الإنسان بالحياة ، فهما تعمق الإنسان في فهم هذا الوجود ، فإنه يجد نفسه في لا متناهي من الغموض تجاه الظواهر المطروحة في هذا الوجود.
الخاتمة:
نستنتج في الأخير أن مسألة العلاقة بين المشكلة و الإشكالية تدرس على مستوى القمة بين العلماء و الفلاسفة وليس للعامة حاجة لهم في التمييز بين الألفاظ قصد التعبير عما يواجههم من مشكلات في حياتهم . لكن على الرغم من ذلك علينا إزالة المفارقة بين اللفظين ، لأنهما حتما يختلفان من خلال السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه كإشكالية أولا ، بحيث نكاد لا نجد الجواب المقنع له ، وبين مشكلة سرعان ما تزول وينتهي أمرها مجرد التفكير فيها بطريقة عقلانية و فاعلة