خطة البحث :
المقدمة
المبحث الأول : نبذة عن الرياضة في اليونان
المطلب الأول : الرياضة في اليونان قبل الميلاد.
المطلب الثاني : الرياضة في اسبرطة و أثينا .
المطلب الثالث: الرياضة عند الفلاسفة اليونانيين.
المبحث الثاني: الأنشطة الرياضية و مظاهر و ألوان الرياضة.
المطلب الأول: الألعاب الأولمبية.
المطلب الثاني: شروط الاشتراك في اللعاب الأولمبية.
المطلب الثالث: التنظيم الرسمي للألعاب.




مقدمة:

تعتبر الحضارة الإغريقية هي المصدر الأساسي لأغلب الحضــارات الأوربـــية و الغـربية المعاصرة ، فمن خـلالــــها اتخذت هذه الــدول ثـقافـتها و علومها و فنـــونها ، و أخذت أيضا رياضتها ، ولقد قيل أنه ليس هناك أمة احترمت الرياضة وقدستها مثل ما فعل اليونانيون القدماء (الإغريق) فمن خلال هذا الطرح تتجلى لنا عدة تساؤلات :
فما مدى اهتمام الإغريق بالرياضة و ماهي أهدفها عندهم وما تأثيرها على الحضارة اليونانية (الإغريقية) ؟ .





المبحث الأول : نبذة عن نشأة الرياضة في اليونان
بلاد الإغريق قديما كانـت عبارة عدد من الدويــــلات الصغيرة و الولايــــات و كانت وسليتهم للتقرب من الآلهة هي إقامة تماثيل لهم ثم يقومون بالعبادة .
المطلب الأول: الرياضة في اليونان قبل الميلاد
إن طقوس العبادات عند الإغريق كالرقص وما إلى ذالك هي أصل الأنشطة التي تطورت و صارت لها قواعد منظمة و أصول ، ولقد مارس اليونانيون ألونا عديدة من الرياضة . كالرياضة الترويحية كالصيد و الفروسية وهي أنشطة تمارس في الأوقات الحرة ، ولقد كانت الرياضة مستدخلة تماما في الحياة اليومية اليونانية ، ولقد كان ركوب الخيل و رمي الأشياء و تحاشيها أثناء الركــــوب من مستلزمات الرجــــــل اليونـاني المهـذب أكـثر من ألعــــاب و مباريات .وقد ذكر أفلاطون أنه وجد قانون يوجب على الآباء تعليم أولادهـــــــم الرياضة ، كما أنه هناك قوانين نسبت إلى سولون تقضي بموجبها بوجوب تعليم الصبي الرياضة و التربية البدنية و الألعاب الرياضية .
المطلب الثاني: الرياضة في اسبرطة و أثينا
أولا: في اسبرطة. كانت هذه الدويلة تهدف إلى زعامة اليونان فعملت على تكوين جيش قوي تستطيع من خلاله أن تتغلب على باقي الدويلات فكانت الرياضة تعمل على تحقيق تلك القوة .
اسبرطة هي إحدى الدويلات الإغريقية تأثرت بالموقع الوعر بين الجبال مما تطلب الجهد و القوة ولقد كانت الأيدلوجية السائدة هي التي تحكم الدولة في حياة الفرد وأموره ، فكانت اعتقادات الاسبرطيون أن الغذاء الدسم يسبب السمنة و الترهل وأنه يعيق ارتفاع قامة الإنسان و نحافته، فكانوا يرسلون الأطفال في سن 7 إلى معسكرات رياضية ليترأسها مسؤول عن التدريب الرياضي الذي يتسمى بالخشونة، فكانت الأنشطة تقسم على ضوء السن فكان ذوي الأعمار 9-10 ينضمون إلى لاعبي الكرة التي كانت شبيهة بالمعركة الحربية، وكان غذائهم موحدا وبسيطا وكانت التمرينات البدنية تبدأ بسيطة متدرجة في العنف في شكل سباقات جري قفز – رمي القرص ، ركوب الخيل الملاكمة و المصارعة بهدف القوة و الرشاقة ، وكانت الرياضات تهدف لتمهيد الانخراط في ســلك الجندية، و عرف هذا التضام الـتربوي بــاسم نضـام أجـوج ، و لقد عرفت اسبرطة نوعا قــاسيا من الريـاضة يجتمع بين المـلاكمة و المصارعة يسمح فيه بكل السبل للتغلب على الخصم .
ثانيا : في أثينا
هي مدينة في شرق اليونان، حيث كان سكانها يمارسون الرياضة حبا و يمانا بقيمتها ولقد عرف عن الأثيـــنيون الــقدامى بشــغفهم بالمـعرفة و البحـث العقلي، ولقد مرت التربية البدنية الأثينية بمراحل هي :
- التربية الأثينية المبكرة: التي اتصفت بالبساطة و مكارم الأخلاق و التي تمثل أسس التقاليد الأثينية، وكان صالح الدولة يعلو صالح الفرد .
- عصر الانتقال: وفيه انخفض المستوى الخلقي و الاهتمام بحرية الفرد مما مهد لظهور اتجاهات تربوية واضحة.
- الفترة الأثينية الأخيرة : وهي تتصف باختلاطها بالحضارات.
وكانت المدارس تعتمد أساسا على التربية البدنية والموسيقى فالنوع الأول عرف بالبالسترا و النوع الثاني عرف بالجمنزيوم .
* البالسترا : تتميز بالفخامة ولاكتمال الفني ، وهي تختص بالفتيان حتى السن 15 حيث يتدربون على الفنون الرياضية تحت إشراف متخصصين و تصاحب الموسيقى أغلب التدريبات الرياضية ، و من يبلغ 16 سنة ينتقل إلى مرحلة أخرى لمواصلة التدريب مع الكبار، و كانت أبرز أنشطة البالسترا هي المصارعة و التمرينات البدنية .
* الجمنزيوم : هي عبارة عن منشأة رياضية ذات مساحة كبيرة من الأرض تشمل ملاعب و ساحات وصالات تحتوي على الأدوات و المعدات اللازمة و أماكن للإقامة و تغير الملابس بها تماثيل للآلهة . ويشرف على هذه المدرسة مدير معين من طرف الدولة، ولا يسمح إلا لأبناء الطبقة الحاكمة بالاشتراك فيها ممن تجاوزوا سن 16 ويقوم مدربون خبراء بتدريب المشتركين بمساعدة مدلك، وكانت أبرز الأنشطة هي المهارة الحربية، كالمصارعة و فنون القتال و المسابقات الرياضية بالإضافة إلى السباحة و الصيد .
المطلب الثالث : نظرة الفلاسفة الإغريق في التربية البدنية.
لقد اهتم الفلاسفة الإغريق (اليونانيين القدامى) بعدة مجالات ومنها مجال التربية البدنية والرياضية .
أولا: الرياضة عند سقراط
سقراط (469 ـ 399 ق.م). فيلسوف ومعلم يوناني، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. لقد أكد سقراط على فائدة استخدام التربية البدنية استخداما شاملا و أهمية الصحة لتحقيق أغراض الحياة و قال أنه حتى في عملية التفكير التي يبدوا أن الجسم يستخدم فيها بأقل القليل فان الصحة المعتدلة يمكن أن تؤدي إلى أخطاء جسيمة .
ثانيا: الرياضة عند أفلاطون
أفلاطون ( 427 – 347 ق.م ) فيلسوف إغريقي ومعلم لفيلسوف أرسطو وكان أفلاطون التلميذ الشهير لفيلسوف سقراط، ولد أفلاطون من أسرة غنية في مدينة أثينا. اعترف أفلاطون بأهمية التربية البدنية لكل الرجال و النساء و اعتقد أن التربية البدنية و الموسيقى هامتان في التربية البدنية .
ثالثا: الرياضة عند أرسطو
أرسطو طاليس في عام 384 ق.م. وعاش حتى 322 ق.م ويقدر ما اصدر من كتابات بـ 400 مؤلف ما بين كتاب وفصول صغيرة. نادى أرسطو بأن الجسم والروح مرتبطان ، وأن الملكات العقلية تتأثر بحركة الجسم وحالته الصحية و اعتقد أن الشخص يجب أن يباشر بعض أوجه النشاط الخفيفة كالرقص و الجري و الوثب و القذف حتى يبلغ سن 14. أما النشاط الثقيل فيمكن ممارسته بعد ذلك على شرط أن لا يضر الجسم، و التربية يجب أن تساعد الشخص على أن يحيا حياة فاضلة و لكنها لا تساعد على أن يجعل غرض من حياته الغزو و هزيمة الغير.
المبحث الثاني: الأنشطة الرياضية ومضاهر ألوان الرياضة.
المطلب الأول: الألعاب الأولمبية: كانت المهرجانات الرياضية عبارة عن أحداث ذات أهمية دينية خاصة في حياة الإغريقي فكانت تقام كل أربع سنوات لآلهة الإغريق وكانت تتضمن الولائم و الرقص و الغناء بالرغم من كثرة المهرجانات الرياضية التي تقام في اليونان فلقد كان لأربعة منها أهمية خاصة و أول هذه المهرجانات و أشهرها مهرجان أولمبيا الذي يقام تكريما لآلهة زيوس وكان ثاني هذه المهرجانات بأثينا الذي كان يقام في ديلفي التي كانت تقع شمال خليج كورنثيا لأبوللو اله الضوء و الحق وثالث هذه المهرجانات مهرجان نيميا وكان يقام بأرجوليسن بالقرب من كليونا تكريما للإله زيوس و كان مهرجان أثينا رابع هذه المهرجانات يقام على برزخ كورنث تكريما للإله بوسيدون اله البحر لدى الإغريق ( اليونان القدامى)، وكانت أبرز هذه التنظيمات الشعبية هي الألعاب الأولمبية التي كانت تقام على سفح جبال أوليمبوس بالشمال لبلاد اليونان بهدف تكريم رب الأرباب زيوس، وكانت الألعاب الأولمبية تلقى الاحترام و الترحيب بين كل الشعوب الإغريقية و كانت تمتد 05 أيام .
المطلب الثاني : شروط الاشتراك في اللعاب الأولمبية
- أن يكون المتسابق من سادة الأحرار وليس من العبيد .
- أن يكون المتسابق قد تدرب لمدة عشرة أشهر على الأقل .
- أن يكون كامل الجسم معروف في الأوساط الرياضية .
- أن يكون مشهود له بحسن الخلق و ليس له سجل اجرامي .
- أن يتعهد بأن يتسابق تبعا للقواعد و الأصول .
- أن يردد هو و أبوه و مدربوه القسم الأولمبي .
وكانت المسابقات التي تــــقام في هذه الدورة هي الجري و قذف الرمح، المصارعة، الوثب و الرمي و القفز و رمي الأثقال و الــملاكمة و سباق الخيل.
المطلب الثالث : التنظيم الرسمي للألعاب
اليوم الأول : كان اليوم الأول ينقضي في أداء الطقوس و الشعائر الدينية كنحر الذبائح و استعراض موكب المتسابقين من كل مقاطعة و ايقاد شعلة الأولمبياد .
اليوم الثاني : كانت تقام مباريات الشباب و كانت منحصرة في خمس مسابقات و هي الوثب و العدو و رمي القرص و رمي الرمح و المصارعة و المنازلة و هي خليط من الملاكمة و المصارعة .
اليوم الثالث : كانت تقام مسابقات الرجال و كانت تتضمن الوثب و المصارعة و العدو و الجري لمسافات طويلة و هم مرتدون ملابس الحرب كاملة و كانوا يمارسون باقي المسابقات وهم عراة .
اليوم الرابع : كانت تعقد فيه الألعاب الخماسية للرجال مع مسابقة العربات الحربية و سباق الخيل .
اليوم الخامس : وهو ختام حيث يخصص الموكب المتسابقين و ذبح الأضحية و كان الموكب يتقدمه الأبطال الفائزون و قد وضعوا أكليل و الزيتون على رؤوسهم فخرا و اعتزازا وقد توقفت الألعاب الأولمبية أيان الإمبراطورية الرومانية على يد الإمبراطور تيدوسيدس عام 94 م بعد أن رأى أنها تخالف بشعائرها الوثنية ، الطقوس و التعاليم المسيحية و لقد قدر المؤرخون عمر الألعاب الأولمبية بألفين و مائتي عام متصلة .
الخاتمة:
من خلال استطلاعنا لبحثنا هذا بإمكاننا أن نقل أن اليونانيين القدماء هم من بين أهم مؤسسي بعض الرياضات .
وفي الأخير لا يسعنا أن نقول أن الحضارة اليونانية كان لها الفضل الكبير في تطور الريـــــــــــــــــــاضات على جميع الأصعدة ووضع الأسـس وبناء الميــادين و الملاعب بل و يعتبرها الكثيرون بأنها مهد الألعاب الرياضــــــــــــية و هذا إلى جانب الحضارة الرومانية و التي هي الأخرى ساهمت كثيرا في هذه الألعـــــــــاب .